بين المصارع والفنان!
الساعة 05:15 مساءً

عندما ينهال مصارعٌ على فنان بالضرب المُبرّح فمن الطبيعي أن تجد نفسك متعاطفاً مع الفنان!

أمّا المصارع فهو الرئيس الروسي بوتين
وأمّا الفنان فهو الرئيس الأوكراني زيلينسكي

وأمّا المتعاطف فهو أنا! بل ربما شعرت أنّ العالم كلّهُ تقريباً متعاطفٌ مع أوكرانيا .. والأرجح أنك أيضاً متعاطفٌ مع أوكرانيا قبل ذلك!

ولا بُدّ أن تعاطفك سيزداد حين تعرف أن المصارع العنيف محترفٌ للضرب وفاز ببطولات وأحزمة سوداء!
وأن الفنان هو فنانٌ كوميديان ضاحك وله أعمالٌ فنية!
وإذا كانت هناك نسبية بين قوّة روسيا إلى قوّة أوكرانيا فإنها نفسها قوّة المصارع إلى قوّة الفنان!
 

لكنّ الأغرب أن هذا الضرب المبرّح والذي قد يفضي إلى الموت حدث بسبب مجرد وهم سيطر على المصارع المغرور بأن الفنان سيعتدي عليه!

كانت ردّة فِعل أكبر بكثير من الوهم الذي كان يمكن معالجته على افتراض أنه سيقع!
 

لك أن تتخيل حجم حماقة وجنون وغرور هذا المصارع الذي يقتل بسبب وهم لم يقع!

كان يمكن أن يكتفي بابتلاع الإقليمين المجاورَين لبلاده كإنذار مؤقت .. لكنه اجتاح أوكرانيا بكاملها!
 

لن أخوض في تاريخ العلاقات بين الدولتين
ولن أخوض في مبررات روسيا لغزو دولة مستقلة وجارة لها يتجاوز عدد سكانها 40 مليونا .. 
ولن أشير إلى احترامي لبوتن السياسي الذي أعاد لروسيا بعضاً مما تبدّد من قوّتها

لكنني فقط ، سأذكّر بمسألة بالغة الخطورة على مستقبل رئيس ومصداقيته في العالم بعد ذلك!

هذه المسألة التي أعتبرها فادحة وخطيرة هي أنّ الرئيس المُصارع تعهّد وأقسم مراراً أمام العالم كله بأنه لن يهاجم أو يغزو أوكرانيا وقد فعل ذلك حتى قُبيل غزوه بساعات! .. ولكنه غَدَر ولم يفِ بتعهده وأقدم على غزو أوكرانيا وترويع شعبها وتهديم مؤسساتها!

عندما يكون رئيس دولة عظمى نووية كذّاباً وخائناً لتعهداته العلنية فإنها ثلمةٌ شائنة في حق نفسه أوّلاً حتى لو كانت عضلاته ملء حلبة المصارعة!
الزعيم الحقيقي لا يكذب بهذه الفجاجة!

شتّان بين زعيم تاريخي مثل ديجول أو تشرشل .. وبلطجي مثل بوتين!

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان