كيف تحولت بلغاريا الى أوكرانيا، والربيع العربي إلى حقن الأيدز؟
الساعة 04:49 مساءً

الأخبار الزائفة fake news ظاهرة جديدة تحولت إلى سلاح محوري في المواجهات السياسة والعسكرية وبرعت فيها روسيا، كما برع فيها ترمب وبعض قادة اليمين الغربي.

من بين قصص الأخبار الزائفة واسعة الانتشار في الأسبوع الأخير قصة مركبة التلفيق حول عملية "فجر اوديسا" التي نفذها الناتو ضد ليبيا عام 2011 دعما للربيع العربي!

لكن القصة، على خلفية الصراع الروسي الاوكراني، تحولت الى شيء مختلف تماما عن الأصل.

والحقيقة أنه تم دمج قصتين في قصة، وتزييف وقائعهما بغرض شيطنة أوكرانيا وتجميل جريمة روسيا.

القصة الأولى حدثت عام 1999 عندما اتهمت السلطات الليبية 6 ممرضات بلغاريات وطبييا فلسطينيا بحقن أطفال ليبيين بفيروس الايدز. 

والقصة الثانية هي عملية "فجر اوديسا" التي نفذها الناتو عام 2011 لدعم ثوار الربيع الليبي.

اخذت آلة الfake news القصتين ودمجتهما في قصة واحدة.

في القصة الملفقة اصبحت الممرضات اوكرانيات وليس بلغاريات، وتحولت العملية العسكرية من دعم للثوار الى انتقام للممرضات الاوكرانيات. 

والهدف طبعا من هذه القصة المجنونة تقديم اوكرانيا كقوة غربية مدللة تتحرك الآلة العسكرية الغربية لنصرة ممرضاتها!

قصة تافهة طبعا وكاشفة عن جهل مبدئي بأبسط الاحداث السياسية القريبة… لكنها ناجحة وفعالة.

ارتبطت هذه القصة الزائفة بقصص زائفة أخرى من أجل شيطنة أوكرانيا و"رمنسة" روسيا ، مثل قصة أن اوكرانيا ساهمت في قصف العراق في حرب الخليج، وفي قصف ليبيا وفي أغلب عمليات الناتو، وهي مشاركة مستحيلة لأنها ليست عضوا في الناتو وتفتقد لأي قدرة عسكرية ذات قيمة خارج حدودها.

ركزت الأخبار الزائفة على "يهودية" الرئيس الأوكراني لربط التدخل الروسي، ولو من البعيد، بالاحتلال الاسرائيلي. 

لكن تتغافل الآلة الضخمة للأخبار الزائفة، ومروجوها من البوتينين العرب، حقائق بديهية من أمثال إن اسرائيل  هي الدولة الاكثر قربا من بوتين منذ بداية الأزمة، ورفضت اتخاذ أي عقوبات ضد روسيا، واصبحت الملاذ الآمن رقم واحد لتهريب الأموال الروسية.

ناهيك طبعا عن الحقيقة التاريخية التي تقول ان اكبر مصدر للمستوطنين اليهود إلى اسرائيل هي روسيا، صديقة العرب، ومناهضة الاستعمار!

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان