أين السلطة المحلية من حقوق المعلم؟
الساعة 07:26 صباحاً

لا يختلف اثنان أن التعليم أهم أعمدة نهضة الأمم ونمائها , وإن المعلم حجر الزاوية في العملية التربوية والتعليمية , كم معلم احترق ليضيء طريق النشء , واليوم يحترق الم وحاجة , ومتعفف يؤدي وظيفته , رغم الإذلال والمهانة التي يتعرض لهما , في إطار مخطط عام لإهانة وإذلال وطن ومواطنيه , من الموظف العام , والجندي في الجيش النظامي والمتقاعد , المواطن الذي فقد راتبه بفقدان عمله, في حرب عبثية , وتدخل سافر , أسفر لكل مآسينا واوجاعنا , وأعاد تموضع الأسوأ , لاستمرار الإنهاك , من خلال صناعة الازمات واستغلالها لمزيد من الانهاك .

هناك وضع عام سيء , صنع واقع معيشي هو الأسوأ , الكيلو السمك الثمد 12000 ريال وهو أرخص أنواع الأسماك , والكيلو البصل 1400ريال (بيع البصل بما حصل ) أرخص أنواع الخضروات, والحديث طويل حول سعر البيض ولقمة العيش ( الروتي ) وما يبقينا على قيد الحياة , وللمشتقات النفطية مؤسسات فساد تشكلت لمزيد من الإنهاك , حتى وإن انخفض سعرها عالميا , فسادنا غير , ومعاناتنا غير , في بلد تشكلت فيها قوى نافذة لفساد عميق , وبطانة داعمة , لمزيد من انهاك الشعب المطحون , والفئات الفقيرة , بفارق مهول بين سلطة وشعب.

لا يمكن الحديث عن إصلاح , دون الحديث عن فكرة الدولة , الفكرة افسدتها الحرب , وأفسدت دور المؤسسات ,وأضعفت السلطة المركزي , وإعادة تموضع ما يخدم مخطط الإنهاك , وتموضع أدوات للعبث بالموارد العامة , وعدم قدرة تشغيل المؤسسات الحيوية, والمرتكزات الاقتصادية , وعجز حكومي على عمل موازنة, لتبقى مجرد وعاء يستوعب صدقات ما تجوب به دول التحالف , وعاء مثخن بالعمالة المقنعة , وفساد  البيروقراطية الإدارية , ورواتب بالعملة الصعبة .

وسلطات محلية تعبث بالموارد المحلية , وتمد يدها متسولة  نصيبها من تلك الصدقات , وكله يذهب في أروقة الفساد والإفساد العام , المدعوم لتنفيذ مخطط جهنمي تديره الدول الاستعمارية , وتنفذه ادواتها الإقليمية , وما تخلق من أدوات محلية , لنفس الهدف , مهما رفُع من علم وردد من شعار.

فلا نستغرب من سلطات محلية تتهم السلطة المركزية , وسلطة مركزية لا تستطيع ان تحكم ولا تحاسب سلطاتها المحلية , ومواطن ذاق الأمرين بينهما , ذاك يحشده , وذاك يستغل أوجاعه , في صراع عبثي عقيم , تتحرك فيه دمى تخلقت للإنهاك .

بدء المخطط في تدمير فكر الثورة , وادواتها  , دمر الاتحاد العام للنقابات, ودمرت النقابات , وتخلقت أدوات عمل لتنفيذ الإنهاك العام , وما نشهده من إضرابات جزئية , ومطالب لفئات خاصة , تبحث عن حقوق خاصة , على حساب الحق العام , التعافي العام لوطن , يصب في ذات الهدف , إعاقة الدولة و تعافي وطن .

ولن يتعافى وطن دون دولة مركزية , وسلطة مركزية متعافية , من كل بقايا الصراع العبثي , والأطماع والأنانية , يجب أن تصب كل الجهود للبناء التوافقي , واستعاد سلطة الدولة وسيادتها على الأرض والموارد , لتتمكن من تفعيل مؤسساتها والنظام والقانون , والموازنة وبالتالي تحصيل الحقوق والمستحقات .

كل تلك المطالب الجزئية , هي لخلق زوابع استمرار تعطيل المعطل , وتجزئة المجزئ , سيبقى التعليم معطلا , والعدالة معطلة , ويمكن تعطيل ما تبقى لدينا من خدمات , ما دام كل سلطات الدولة معطلة , وتعمل لصالح ذلك التعطيل .

يبقى الأمل في سلطات محلية , استطاعت فرض نفسها على الأرض , وتستخلص إيراداتها بقوة النظام والقانون , وتقوم بدور مهم في ترقيع غياب الدولة المركزية , وصرف حقوق الموظفين , وتشغيل المؤسسات , بما تستطيع .
 

ويبقى السؤال أين دور السلطة المحلية في عدن من حقوق المعلم ؟ وأين تذهب إيرادات عدن , ما لم تستطيع تغذية موازنة تلك الحقوق ؟

يبقى الجواب بيد السلطة المحلية , 60 مليار ريال يمني لا تساوي شي في ثروة بعض القادة وهوامير فساد الإيرادات، يمكن تغطيتها ليستمر التعليم , ليسهم في تعافي وطن وتنامي تربية وتعليم الإنسان القادر على أن ينهض بالوطن والوطنية.
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان