الرياضة والحرية !
الساعة 06:47 مساءً

   بداية كل التهاني والتبريكات للمنتخبات العربية المشاركة المتميزة في مونديال قطر .

   لقد أبدع الرياضيون العرب في مونديال قطر، وأبرز ذلك الإبداع أن تهزم الفِرق العربية فرقا أو منتخبات تتربع على عرش الكرة العالمية، أو أنها كانت ممن رشحتها التوقعات للفوز بكأس العالم لهذه النسخة !

   متنفس الحرية لدى لعبة كرة القدم، أكبر مساحة وأرحب أفقا - في وطننا العربي - بالمقارنة لما عداها من المجالات ؛ ولذا مضت تتطور حتى كان لها هذا الحضور القوي الملفت في مونديال قطر ؛ بصرف النظر عما سيقال عن فارق الاهتمام والدعم الذي تلقاه الرياضة عندنا ، وعند الآخرين.

   يستطيع لاعب كرة القدم أن يتأهل ويكون لاعبا دوليا و محترفا تتسابق لضمه إليها الأندية العالمية الشهيرة ؛  ومثله من كانت نشأته في المهجر وجاء من أب أو أبوين مهاجرين ، فيرضع لعبة كرة القدم، ويبدع فيها هناك في مهجره ، فإذا ما جاءت مسابقة دولية ، حنّ هذا المبدع، أو ذاك المحترف ليلعب لمنتخب بلده الأصل.

 

   لقد وجد لاعب كرة القدم أمامه فضاء الحرية واسعا - حتى في بلده - فأبدع . لكن ما يستطيعه لا عب كرة القدم ؛ لا يستطيعه العالم، أو المفكر، أو السياسي، أو المهندس، أو الطبيب، حيث يُقمع إبداعه، وتتقلص فرصه، وتضيق مساحة حركته في بلده ؛ حتى إنها لتتحول في بعض الأقطار إلى زنزانة ..!!

 

   قد تتسع الحرية لهذا العالم أوالمفكر، أو الإعلامي ... في  مهجره البعيد، و تتسع له المساحات، وتتاح له الفرص ؛ فيبدع في مجاله، و يتمكن في ميدانه، و يكون عَلَما مذكورا، يُشار إليه بالبنان، لكنه مع هذه المكانة العلمية، أو الشهرة العالمية، لا يستطيع أن يبدع علما أو فكرا أو صناعة أو سياسة ... في بلده و موطنه، هذا إن فتحت له أبواب بلاده، و حتى وإن فتحت له على حين غفلة من عين الرقيب، فإنه سرعان ما تفتح له أبواب .. الزنازين، و سيكون سعيد الحظ لو فتحت له أبواب الخروج من وطنه ..!!

 

   لماذا يسهل عودة اللاعبين الرياضيين العرب إلى بلادهم الأصلية، ولا تسهل عودة المفكرين و العلماء .. الخ ؟

   إن السبب - الوحيد- ربما - هي نسبة الحرية التي تُعْطَى لهذا و تسلب من ذاك.

 

   إن فيما وصل إليه أبدع  لاعب كرة القدم فبسبب نسبة الحرية التي يجدها، والعالم او المفكر أو غيرهما، يبدعون في مهاجرهم البعيدة، و سيكونون أكثر تألقا، وأوسع إبداعا لو وجدوا حريتهم في أوطانهم . فهل إلى ذلك من سبيل ؟ أم أن ( النظام ) لا يسمح.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان