الرئيسية - محليات - عالم جينات يمني يطور لقاح "كورونا" في تركيا ويكشف سر تغلب اليمنيين على الفيروس
عالم جينات يمني يطور لقاح "كورونا" في تركيا ويكشف سر تغلب اليمنيين على الفيروس
الساعة 02:59 مساءً (نيوز لاين- متابعات )

بعد سنوات من البحث والدراسة أستحق الدكتور اليمني الانضمام إلى أحد الفرق التركية التي تقوم بطوير لقاح ضد فيروس كورونا والذي من المتوقع البدء في استخدامه خلال الصيف المقبل.

مؤخراً، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده تحتل "المرتبة الثالثة بعد الولايات المتحدة والصين في عدد مشاريع تطوير لقاحات ضد فيروس كورونا، بحسب منظمة الصحة العالمية".

وقال أردوغان "إن 436 باحثاً تركياً يشرفون على 17 مشروعاً لتطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا، وأن 3 من اللقاحات الجاري العمل عليها، على وشك الدخول بمرحلة التجارب."

وفي تصريحات خاصة للمصدر أونلاين تحدث الدكتور علي الزوري، عن جهوده في تطوير اللقاح قائلاً: "في شهر مايو 2020 تم ترشيحي ضمن فريق مكون من 10 جامعات تركية من قبل "التوبيتاك" (المجلس التركي للبحوث العلمية والتكنولوجية) لإنتاج لقاح لفيروس كورونا باستخدام تقنية "mRNA" وفي شهر يونيو باشرنا العمل في المشروع."

وأضاف: " تدعم مؤسسة توبيتاك 8 فرق لإنتاج اللقاح، حيث يستخدم كل فريق تكنولوجيا مختلفة، والعديد من الفرق حالياً في مرحلة التجارب على الحيوانات وأحدها بدأ التجارب السريرية. ورغم أننا بدأنا متأخرين عن بقية الفرق الا أننا الوحيدون في تركيا والشرق الأوسط من يقوم باستخدام التقنية الحديثة (mRNA) وهي نفس تقنية لقاح شركة بيونتك– فايزر."

وبعد شهر واحد فقط من بداية العمل تمكن الفريق من الانضمام إلى قائمة الفرق المعتمدة ضمن تصنيف منظمة الصحة العالمية لتطوير لقاح كورونا.

وحول النتائج النهائية لعمل الفريق يقول الزوري: "نحن حالياً في مرحلة التجارب على الحيوانات، ونتوقع أن يكون لقاحنا جاهزاً للاستخدام بحلول الصيف المقبل."

وبلغت حصيلة المتعافين من فيروس كورونا في تركيا مليونين و396 ألفا و199 شخصا. ووصلت حصيلة الإصابات الكلية إلى مليونين و508 آلاف و988، والوفيات إلى 26 ألفا و467، حسب الاحصائيات الأخيرة لوزارة الصحة التركية.

 

 

 

البداية من ذمار

بدأ الزوري مسيرته العملية من محافظة ذمار التي درس فيها المرحلة الثانوية والجامعية حيث يقول: "بعد تخرجي من جامعة ذمار عملتكمعيد في الجامعة، وأتيت إلى تركيا نهاية العام 2010 بمنحة حكومية لدراسة الماجستير في تخصص الجينات الطبية في كلية الطب بجامعة "سلجوق" بمدينة "كونيا" التركية التي تخرجت منها عام 2014، ثم مباشرة بدأت دراسة الدكتوراه في نفس القسم وحصلت على منحة من التوبيتاك وأنهيت الدكتوراه بداية 2018."

عمل الزوري خلال دراسة الدكتوراه كمحاضر وباحث مشارك ضمن مشاريع التوبيتاك في جامعة "سلجوق" وبعدها انتقل للعمل كمحاضر وباحث في جامعة "دجلة" بمدينة "ديار بكر" شرق تركيا، حتى منتصف 2020.

الدكتور "نادر كوتشاك" رئيس فريق تطوير اللقاح بجامعة سلجوق تحدث للمصدر أونلاين عن دور الدكتور الزوري قائلاً: "الدكتور علي الزوري مؤهل في مجال التقنيات الجزيئية التي نستخدمها في مشروع اللقاح. استفدنا من معرفته وخبرته في هذه التقنيات حيث قدم مساهمات مهمة لمشروعنا من خلال عمله الجاد وانضباطه."

وكون الدكتور الزوري الأجنبي والعربي الوحيد في الفريق يقول الدكتور "كوتشاك" "نحن لا نميز أبداً بين طلابنا على أساس العرق والمعتقد. هدفنا الرئيسي هو العمل معًا في هذا الوقت الصعب من أجل الإنسانية. ودائما ما نعتبر الدكتور الزوري كواحد منا."

 

التضحية لأجل البشرية

وأكد الزوري أن العمل في هذا النوع من المشاريع يتطلب الكثير من الجهد والوقت حيث يستمر "العمل على مدار الساعة، وتستمر تجاربنا ليل نهار، اختفى لدينا مفهوم الدوام والساعات المحددة. المرحلة حرجة وهذا ما يدعونا لتجاهل وتناسي حياتنا الشخصية."

ويضيف: "أحياناً تمر على الشخص منا أيام لا يغادر فيها المعامل، وهذا بلا شك أثر بشكل كبير على حياتنا الشخصية وعوائلنا التي أصبح تواجدنا معها محدود."

ومع أن العمل في المختبرات ليس بالجديد بالنسبة لعمل دكتور الجينات الزوري إلا أن العمل في مشروع تطوير لقاح كورونا لم يكن بالأمر السهل "لأن بعض التجارب المعملية في التقنيات الحديثة تتطلب أحياناًمتابعة مستمرة على مدار الساعة لعدة أيام"، ومع ذلك فكمية الضغط المتواصل والعمل المستمر في هذا المشروع خرجنا منه بالكثير وأصبحنا أكثر خبرة وصلابة وتعود على التعامل مع الدوام المستمر والحياة داخل المختبرات."

منذ أكثر من سنتين لم يتمكن الزوري من زيارة عائلته التي تعيش في اليمن، حيث يقول: "كنت متعود سابقاً الذهاب لليمن سنوياً، ولكن بسبب ظروف الحرب وصعوبة الذهاب والعودة لم أذهب إلى اليمن منذ أكثر من سنتين، زوجتي وأطفالي في اليمن حاليا، كان يتوجب عليَّ الذهاب لزيارتهم قبل ستة أشهر، ولكن بعد أن تم اختياري ضمن أعضاء الفريق ألغيت السفر وتفرغت للمشروع معتبراً الغاية أسمى والتضحية تستحق."

يعيش الزوري حالياً في مدينة "كونيا" مع والدته التي أتت إلى تركيا قبل انتشار فيروس كورونا لغرض العلاج، ولكن بدء انتشار فيروس كوفيد-19 منعها من العودة لأن حالتها الصحية لا تتحمل الإصابة بالفيروس.

وعن طبيعة علاقته بوالدته خلال فترة عمله يقول الزوري: "مع أنه من الواجب أن ألازمها خلال هذه الفترة بالذات، إلا أنني لا أكاد أراها إلا ساعات معدودة في اليوم، لا سيما أنني أحياناً أعود في ساعات متأخرة، وأحيانا تمر أيام لا أراها بسبب الانشغال، فضلاً عن أن حياتنا الاجتماعية والخروج والزيارات والذهاب لأماكن الترفيه والحدائق مؤجلة حالياً."

 

الفيروس يهاجم فريق اللقاح

لم ينجُ أعضاء فريق تطوير اللقاح من الإصابة بفيروس كورونا خاصة في فترة ذروة انتشاره أواخر العام 2020، وحول ذلك يقول الزوري: "كوننا نستخدم تقنية حديثة فنحن لا نستخدم الفيروس في تجاربنا ولا نتعرض له بشكل مباشر، بل نقوم بإنشاء وتكوين تسلسل جيني مشابه لأجزاء منه."

وعلى الرغم من ذلك يؤكد الزوري أن "مجموعة من أعضاء الفريق أصابهم الفيروس بسبب الإصابة المجتمعية والانتشار السريع للفيروس في المجتمع. وكذلك أيضاُ كوننا نقضي غالبية حياتنا في المستشفى فنحن كبقية الطواقم الطبية أكثر عرضة للإصابة بالفيروس. وهذا سبب إصابة العديد من أعضاء الفريق في أوقات متفاوتة".

ويضيف: "شخصياً لم تظهر عليَّ أعراض الإصابة حتى الآن، وربما أصبت بالفيروس ولم تظهر عليَّ الأعراض فالاحتمال وارد جداً".

 

لغز كورونا في اليمن

وبالنسبة لحجم انتشار فيروس كورونا في اليمن يقول الزوري: "سابقاً كنت أشعر بالخوف الشديد عند سماع أخبار الفيروس في اليمن، خصوصاً في ظل الحرب وغياب دور الحكومة ونظام صحي مهترئ جداً".

ويضيف: "حالياً أصبحت أشعر بالاطمئنان نوعاً ما من النسخة الحالية لكوفيد-19 كوني أعتقد أن الشعب اليمني بمجمله مر بمناعة المجتمع (القطيع) وذلك بسبب انتشار أكثر من 4 سلالات من فيروس كورونا السابقة في اليمن لا سيما سلالة كورونا (MERS) التي انتشرت بشدةفي ال 9 سنوات الأخيرة والتي ساهمت مع السلالات الأخرى وعوامل أخرى في إكساب مناعة جيدة لغالبية الشعب وبالتالي سهل التغلب المجتمعي على الفيروس والوصول لمناعة القطيع".

وأكد الزوري أن الوضع الحالي مطمئن ولكن "الخوف الأكبر على البلد وأهله هو من ظهور نسخ وسلالات جديدة وطفرات في الفيروس لا سيما والوضع الصحي سيء جداً وانعدام الاستقرار وحياة الحرب لازالت تعشعش في أركان البلاد."

الجديد بالذكر أن إجمالي الإصابات بالفيروس في اليمن وصلت إلى 2122 حالة، منهم 1427 حالة تعافي، و615 حالة وفاة، حسب الإحصائيات الدولية حتى نهاية الأسبوع الماضي.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان