فجر السفير البريطاني لدى اليمن مايكل أرون مفاجأة صادمة حول موقفه وموقف لندن من التصعيد الحوثي في مأرب.

وقال في مقابلة مع قناة الجزيرة مساء أمس الأربعاء,  إن عمليات التوسع التي ينشدها الحوثيون التابعون لإيران عبر شن حرب وتصعيد عسكري على مأرب بغية تحقيق أفضلية للجلوس على طاولة التفاوض "هو أمر جيد بالنسبة لبريطانيا.

مايكل أرون الذي نشرت له وسائل الإعلام مؤخرا أكثر من لقاء وتصريح وتغريدات على صلة بملف اليمن والتغيرات في الموقف الأمريكي ومعطيات ما بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف الحكومة ومطار عدن، محذرا من خطر ما يفعله الحوثيون من تمكين لنفوذ إيران، لم يتردد من القول هذه المرة صراحة إن التوسع في السيطرة على الأراضي بالحرب والقوة هو أمر لا تمانعه بريطانيا طالما حسن شروط المليشيات أو أدى إلى تحسين شروطها وأوراقها في مرحلة لاحقة على مسار المفاوضات.

وقبل أيام قلائل قال وزير بريطاني إنهم كانوا قلقين عندما صُنفت مليشيات الحوثي كمنظمة إرهابية كاشفا عن خطوط تواصل مفتوحة بين لندن والحوثيين بشكل مباشر. بعده قال مبعوث بايدن إن هناك قنوات تواصل خلفية بالمثل.

التصعيد الأخير للحوثيين في مارب كشف تكهنات كثيرة وتنبئات أكثر حول مواقف وأدوار أرون وطبيعة التوجهات والأجندة البريطانية من وراء التسويق والتمكين للمليشيات انطلاقا من الحديدة وتحركات أفضت إلى وضع فيتو على تحريرها وما قيل يومها إنه "إنقاذ للحوثيين" وصولا إلى صفقة أو مكيدة ستوكهولم والتي تكشفت بعد عامين عن خديعة كاملة.

وقال السفير أرون للجزيرة : "رأينا الحوثيين خلال الأسبوع الاخير يحاولون احتلال جزء أوسع من الأرض باتجاه مأرب كي تكون هذه الأرض ورقة أخرى قوية للتفاوض." وأضاف"هذا أمر جيد من جانب بريطانيا."

الأمر الذي ينطوي على إقرار بمنح المليشيات ضوءاً أخضراً من المملكة المتحدة، كما هو الحال مع ما يقال أيضا عن المواقف الأمريكية والتزامن بينها وبين التصعيد الحوثي داخليا وعبر الحدود.

غير أن أرون انتقد في تصريحات أخرى "ما يحدث في مأرب كارثة وغير مقبول لانه سيتسبب بكارثة إنسانية بحق مليون ونصف نازح هربوا إلى محافظة مأرب." وقال "رأينا آلاف المقاتلين الحوثيين بينهم أطفال في مأرب خلال المعارك الأخيرة وهذا الشيء مؤسف."

هذا التناقض في الأقوال والتصريحات يعكس أن ثمة ضوء اخضر بريطاني أمريكي من تحت الطاولة منح الفعل للحوثيين لتصعيد هجماتهم على مارب.