الرئيسية - منوعات - "العلاج بالأحضان" في بريطانيا.. هل يمكن لجلسة عناق تستمر لـ20 دقيقة مع شخص غريب أن تحسن صحتك؟
"العلاج بالأحضان" في بريطانيا.. هل يمكن لجلسة عناق تستمر لـ20 دقيقة مع شخص غريب أن تحسن صحتك؟
الساعة 09:36 صباحاً (نيوزلاين-عربي بوست)

بحسب ما نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، يروي محررها «ريك سامدار» تجربته لإحدى الخدمات المقدمة في بريطانيا، التي تدعى Nordic Cuddle، وتعني «العناق الشمالي» التي توفر خدمة غريبة إلى حدٍّ ما، ألا وهي توفير جلسة خاصة للمعانقة والتلامس الجسدي، فقط من دون أي تبعات جسدية أو جنسية، وتهدف إلى توفير نوع من العلاج عن طريق الحميمية والاتصال الجسدي، الذي من المفترض أن يعمل بشكل ما على «تحسين الصحة» عبر إطلاق هرمونات بعينها أثناء التواصل.

 

يروي «سامدار» تجربته: «العناق مثله مثل كوب الشاي، أليس كذلك؟ ستكون مجنوناً إذا رفضت عناقاً، لكن هل تدفع 65 جنيهاً إسترلينياً -81 دولاراً أمريكياً- مقابل ساعة من العناق، في السرير، مع شخص غريب عنك تماماً؟ تجعل حقيقة أنَّه لا يمكن استخدام  المواربة في ذلك الأمر الفكرة غير متوقعة تماماً.

 

وبحثاً عن الإجابات، سجّلت اسمي في جلسة علاج بالأحضان، باعتبارها علاجاً بديلاً واضحاً، يقدم كل الإجابات عن التساؤلات حوله».

 

كيف يبدأ «العلاج»؟

يكمل محرر الغارديان روايته عن التجربه:

 

يبدأ الأمر بمحادثة في غرفة مظلمة وهادئة، مع ريبيكا ميكولا، مؤسسة Nordic Cuddle وتعني «العناق الشمالي»، والشمال هنا المقصود به دول الشمال الأوروبي.

 

إذاً هل هناك نوع مميز من العناق في الشمال؟ هل يحدث مثلاً بالقرب من أشجار الصنوبر وأنت خائف من هجوم دب الظربان؟ لا.

 

الأمر وما فيه هو أنَّ ميكولا جاءت من فنلندا، وهو شعب لا يحب الأحضان كثيراً على حدِّ وصفها، كانت تمسك بيدي ونحن نتحدث.

 

ثم جرَّبنا عناقاً ونحن واقفون، وتنفسنا في انسجام، وكانت تربت على ظهري، وبعد فترة انتقلنا إلى السرير.

 

نجرِّب القليل من الوضعيات، مثل أن تضع رأسها على صدري، ثم أضع رأسي على صدرها.

 

الأمر ودود للغاية، باستثناء أنَّك تفعل هذا مع شخص قابلته منذ 20 دقيقة فقط، مما يجعل الأمر غريباً ومربكاً!

 

مؤسسة Nordic Cuddle تؤكد أن للأمر دعائم علمية!

يقول ريك سامدر معلقاً على ما أخبرته به ريبيكا ميكولا عن (الأسس العلمية) لهذا النوع من الأنشطة غير المعتادة: «اللمس هو الحاسة الأقوى على الإطلاق، لأنَّها تسجل الأفعال الجسدية بالاتصال مع أجسادنا، وعادة ما تسخر الحواس الأخرى أيضاً.

 

لكن ميكولا تعتقد أننا نخاطر بوصم الاتصال الجسدي العذري، الذي ثبت أنَّه يقلل من القلق ويزيد من الثقة والتعاطف والرفاهية.

 

الاتصال الجسدي الحنون يحفز إطلاق هرمون الترابط، الأوكسيتوسين، ويعزز من إفراز السيروتونين، بالإضافة إلى تقليل ضغط الدم، وتقوية الجهاز المناعي، كانت تقول لي كل هذا وهي تدلك شعري.

 

هذا الفعل مريح للغاية، وبينما نستلقي بين أذرع بعضنا البعض كانت تتحدث بحيوية عن الأبحاث الأكاديمية، وذكرت شيئاً ما عن العصب الحائر.

 

المشكلة هي أنني سقطت فيما أطلقت ميكولا عليه اسم «غيبوبة العناق»، وهي حالة من الاستجابة البطيئة والنشاط العقلي المنخفض.

 

مسترخ مثل الأطفال، ولكنك تتحدث مثل الكبار، جرَّبت طرح بعض الأسئلة وثيقة الصلة بالأمر، لكن الكلمات خرجت من فمي كما لو كنت ثملاً.

 

التركيز على العناق والمشاعر فقط.. ولم يحدث تجاوز أبداً

تقول ميكولا لمحرر الغارديان صاحب التجربة الغريبة: كل جلسة تبدأ بمحادثة، تناقش فيها تاريخ العميل في الاتصال الجسدي، وعلاقته به. وهذا يمنحها إحساساً بالشخص الذي ستستلقي معه في السرير.

 

لم تشهد ميكولا أي فعل غير لائق في الألف ساعة التي قضتها في العمل، وتشدّد على موافقة العميل طوال الوقت، فهي تخبرك بما ستفعله بهدوء، وتسأل إذا كان هذا يناسبك.

 

لديّ مخاوف أعجز عن نطقها بطريقة صحيحة، في ظلّ ما أشعر به الآن. ماذا لو… أصبح الأمر غريباً؟

 

تُقر ميكولا باستمرار بأنَّ الاتصال الجسدي هو أمر عاطفي، وفي 40% من الوقت يبكي الناس بين ذراعيها.

 

ولا تتحكم هي أيضاً بمشاعرها وتتأثر بالفعل، إنَّها تدرّب معالجات بالعناق أخريات، إذا حجز عميل معالجاً واحداً عدة مرات فإنَّهم يحثونه على تجربة آخر.

 

يعلّق «سامدار»: «أحب العناق الجيد، لكن هذا قد يكون أمراً مخيفاً بالنسبة لآخرين، أفكر مثلاً في صديقتي كيت، إنَّها كارهة للعناق.

 

من الممكن أن تحيي دون عناق أصدقائها القدامى للغاية مرة في العام، ويكون ذلك في حال تقدموا بطلب الحصول على تأشيرة سفر، لكنها في العموم ضد التلامس».

 

عملاء من خلفيات أكاديمية.. التنقيب عن المشاعر

يقول كاتب الموضوع إن التلامس مهم لازدهار أجسامنا، ويتساءل: هل هذه طريقة مناسبة للحصول عليه، أم أنَّها مأساة لا مفرّ منها؟

 

يأتي عملاء Nordic Cuddle بالأساس من خلفيات أكاديمية، وتلك المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات.

 

لكنني أتساءل أيضاً عن كبار السن، أو مَن فقدوا محبوبيهم، أو مَن يعانون من الأمراض، هؤلاء الذين لا يستطيعون الحصول على لمسة محب، في حين أنَّهم في أمسّ الحاجة إليها.

 

ويكمل: «الحقيقة هي أنَّ الناس دائماً ما يدفعون من أجل الحميمية، لكن ليس الجميع يريد زيارة المشتغلات بالجنس، أو المدلكات الرياضيات، أو زيارة صالون الحلاقة عدة مرات من أجل غسل الرأس فقط. ما المشكلة في عناق بسعر منافس، لأكون صادقاً لست متأكداً.

 

لكن الأمر غريب، ومريح للغاية، وجميل. لا توجد إجابات سهلة، كل ما يمكنني أن أجزم به هو أنَّ العناق له سحر حقيقي».

 

في النهاية.. الأمر متروك لحكمك عليه

ينهي ريك سامدار تجربته قائلاً: «بعد انتهاء الجلسة المريحة، التي كانت تجربة في جودة استئجار مكان للراحة من على موقع Airbnb، شارك فيها كل منNordic Cuddle، وشركة Pop&Rest لاستئجار أماكن للنوم، صافحتني ميكولا على الطريقة الفنلندية.

 

وعانقتها عناقاً جانبياً على الطريقة الآسيوية، كان الأمر برمته إرباكاً دولياً، لكنه كان بريطانياً للغاية.

 

أما عن التساؤل الذي يدور برأس أغلبكم الآن: هل الأمر نعيم أم جحيم؟ يجيب سامدار: «احتضنها أو فارِقها، هذا يعتمد على نظرتك للأمر».

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان