الرئيسية - محليات - تعرف على أول مسلسل يمني بدون نساء وهذه تفاصيله
تعرف على أول مسلسل يمني بدون نساء وهذه تفاصيله
الساعة 11:59 صباحاً (نيوز لاين- متابعات )

لا يمكن عزل المرأة عن المجتمع، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تضع حاجزا خرسانيا بين مجتمع الرجال ومجتمع النساء. هذه الإشكالية تواجه كل من يزعم أن باستطاعته فعل ذلك. 

مسلسل " قلوب مقفلة" الذي تبثه قناة المسيرة، تمثل فيه المرأة إلى جانب أخيها الرجل، دون أن يُعَد ذلك اختلاطاً يتعارض مع هُويتنا الإيمانية، فلا يمكن مثلاً أن تجلس الممثلة التي تؤدي دور الزوجة في غرفة، ويجلس الزوج في غرفة أخرى، إنها طبيعة الأمور تفرض على من يتبنى أيديلوجيا متشددة تفصل بين الرجال والنساء في الجامعات والمقاهي والمطاعم وحفلات التخرج، تفرض عليه هذه المرّة أن يتخلى عن تشدده ويتناسى فكرة " الهوية الإيمانية" التي يضيّق على الناس باسمها، فيسمح للمرأة أن تظهر بجانب شخص غريب على أنها زوجته، تتعاطف معه وتبكي عليه، لكن "الهوية الإيمانية" تظهر في الملصق الإعلاني للمسلسل، إذ تغيب المرأة تماماً من الصورة، فلا يظهر إلا الممثلون، وكأن المسلسل ليس فيه إلا رجال فقط. 


يفضح المسلسل ازدواجية الرؤية، والتعامل النفعي مع النساء، فلا يسمح لهن بالظهور إلا بالقدر الذي يحقق من خلفها منفعة، فلا يمكن إنجاح مسلسل ينافس ما تبثه القنوات الأخرى إلا بمساعدة العنصر النسائي، لكنه في نفس الوقت يتحرّج من نشر صورتها في الملصق الإعلاني، وهو بذلك يهضمها حقها الأدبي إذ يجحب اسمها عن جمهورها. 
إن هذا المسلسل لم ينتج ليبث على المقاتلين، بل يقدم للأسرة اليمنية، والأسرة مجتمع مصغر من النساء والرجال والأطفال، وهم بالتأكيد لا يحملون جميعا فكرا جندريا يمكنهم من التحليل والحكم على مضمون ودلالات المسلسل، لكنهم سيعتبرونه تقدما إيجابيا في فكر الجهة المنتجة له، وتراجعاً في المواقف المتشددة تجاه المرأة، وسيتوقعون أنهم في العام القادم لن يجدوا طقما عسكريا أمام بوابة القاعة التي تحتفل فيها ابنتهم بتخرجها، يمنع الأب والزوج والإخوة من الدخول إلى الحفل بحجة أن ذلك يتناقض مع هويتنا الإيمانية  ..

كتبه/ د. قائد غيلان 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان