الرئيسية - محليات - دولة عظمى تزف هذه البشرى لجميع اليمنيين دون استثناء (تفاصيل)
دولة عظمى تزف هذه البشرى لجميع اليمنيين دون استثناء (تفاصيل)
الساعة 06:30 صباحاً (نيوزلاين -متابعات)

زفت الحكومة المركزية الصينية بشرى لجميع اليمنيين المنهكين من تداعيات الحرب المتواصلة للسنة التاسعة على التوالي، بكشفها عن ما سمته "فرصة جدية" لانهاء الحرب والبدء في معالجة تداعياتها الانسانية الكارثية والاقتصادية، بعد نجاح وساطة بكين في المصالحة بين السعودية وايران.

جاء هذا في تقرير نشرته قناة "سي جي تي أن" التابعة للحكومة المركزية الصينية، على موقعها الالكتروني، عن تطورات الحرب في اليمن، رأى أن "هناك فرصة جدية لإنهاء الصراع في اليمن مع دخوله عامه التاسع، خصوصاً بعد توقيع الاتفاق التاريخي بين السعودية، وإيران، برعاية الصين".

وقالت القناة الصينية الحكومية في تقريرها: إن "هذا الشهر (مارس/ آذار) يصادف الذكرى السنوية الثامنة للحرب المشؤومة في اليمن، والتي كانت كابوساً مستمراً لجميع اليمنيين، في ظلّ فشل المحاولات الدولية على طوال تلك الفترة لوقف واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم".

مضيفا: هناك "الآن فرصة جدية لإنهاء الصراع مع دخوله عامه التاسع، خصوصاً بعد توقيع الاتفاق التاريخي بين السعودية وإيران، برعاية الصين، الحريصة على تقديم كل دعم لشريكيها الاستراتيجيين للمضي قدماً بتعزيز الثقة بينهما، والاستفادة من الفرصة الفريدة التي اتاحها الاتفاق، ودعم المفاوضات الدبلوماسية لإنهاء الحرب في اليمن".

وتابع التقرير الصيني الحكومي قائلا: "إن سياسيي الغرب مدينون للشعب اليمني، لأنّهم شركاء في الحرب الجائرة باليمن، وأقل الواجبات تفرض تقديم المساعدات الإنسانية والموارد لتخفيف معاناتهم". داعيا "المنظومة الغربية أنّ تكون صادقة اليوم بتشجيع جهود السلام، ولا تكتفي بالتصريحات الخجولة للاتحاد الأوروبي، أو للولايات المتحدة".

تقرير القناة الصينية الحكومية اتهم "الولايات المتحدة الامريكية بإرسال الأسلحة الى اليمن وغيره من مناطق التوتر في العالم". وقال: "أدى انتشار السلاح الواسع إلى تأجيج الصراع، الذي لم يستثن المواقع المدنية من التعرض لهجمات عنيفة، دفعت بالأمن الإقليمي إلى حافة الهاوية، منطلقاً من ساحة بلد يتمتع بموقع إستراتيجي".

مضيفا: إن موقع اليمن استراتيجي "عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، وهو طريق نقل حيوي للسفن التجارية وناقلات النفط". جعل للحرب "تأثير بالغ في إعاقة خطوط التوريد الدولية، وزادت من هجمات القراصنة البحرية، وازدهرت الجماعات الإرهابية في شبه الجزيرة العربية على حساب اليمنيين، وقام الإرهابيون بشن هجمات على أهداف محلية وإقليمية".

وتابع التقرير سرد تداعيات الحرب محليا واقليميا: "وقد سهلت الحرب على ذلك الإتجار بالأشخاص وتهريبهم. واضطر العديد من الأفراد إلى مغادرة منازلهم بحثاً عن الحماية والأمن، ما أدى إلى انتشار الفقر على نطاق واسع. ولا يزال المهربون والمتاجرون بالبشر يفترسون الضعفاء. وقد حظيت شبكاتها الإجرامية بملاذ آمن لتشغيل عملياتها وتوسيعها".

في المقابل، توقعت القناة الصينية الحكومية انفراجا وشيكا، وقالت: "جاء الاتفاق بين الرياض وطهران بعد سنوات من تصاعد التوتر بين البلدين طوال سنوات الحرب في اليمن". وأردفت: "الأمم المتحدة تعتبر الاتفاق نقطة تحول حاسمة في الحرب، وتدعم مع غالبية ساحقة من المجتمع الدولي تطبيع العلاقات بين السعودية وإيران".

مضيفة: "المطلوب منهما (السعودية وايران) حث جميع الأطراف على تنفيذ اتفاق ستوكهولم، الذي يضمن تنفيذه انتقال اليمن إلى الاستقرار والسلام والازدهار". لافتا إلى أن اتفاق ايران وطهران نص على أن "تعملا معاً لتذليل العقبات وفتح طرق نحو أفاق سياسية، تحفظ مصالح البلدين ومصالح دول المنطقة على المستوى الإستراتيجي".

وتابعت: "عزز هذا الإنجاز الدبلوماسي سمعة الصين الدولية، كجهة فاعلة مؤيدة للسلام ودولة محايدة في النزاعات الجيوسياسية". معلنة عزم بكين على  "مواصلة دعمها الاستباقي للجهود الدبلوماسية الجارية. وتتوقع من المجتمع الدولي، والغرب خصوصا، أن يعمل بتفان ودون تحيز لتحقيق هذه الغاية، وإيقاف الحرب التي يدفع ثمنها الشعب اليمني".

بالتزامن، بثت القناة الصينية الحكومية، تقريرا عن محادثات هاتفية اجراها الرئيس الصيني شي جين بينغ، الثلاثاء، مع ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء الامير محمد بن سلمان، أكد فيها بينغ "الصين مستعدة للعمل مع السعودية لبذل جهود شاملة لبناء مجتمع مصير مشترك بين الصين والدول العربية في العصر الجديد والمساهمة بشكل أكبر في السلام والاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط".

وقالت: إن الرئيس الصيني أكد إن "العلاقات بين الصين والسعودية وصلت حاليا إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق". مضيفا: إن الجهود الصينية "نجحت وحققت نتائج مهمة ما ساعد السعودية وإيران على تحسين علاقاتهما، مع تأثير نموذجي كبير على تعزيز الوحدة والتعاون لدول المنطقة وتخفيف حدة التوترات الإقليمية، الأمر الذي حظي بإشادة واسعة من المجتمع الدولي".

وتابع الرئيس الصيني مخاطبا ولي العهد السعودي: "إن زخم الانفراج بين دول المنطقة يتزايد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، ما أظهر بشكل كامل أن حل التناقضات والخلافات من خلال الحوار والتشاور يتماشى مع تطلعات الشعوب واتجاه العصر ومصالح جميع الدول". موكدا "استعداد الصين لمواصلة دعم عملية متابعة المحادثات السعودية-الإيرانية".

من جانبه، نقلت القناة الصينية عن ولي العهد السعودي قوله: إن الجانب السعودي يقدر الصين بصدق لدعمها القوي للسعودية وإيران لتحسين علاقاتهما، الأمر الذي أظهر بشكل كامل دور الصين كدولة رئيسية مسؤولة". مضيفا: "الصين تلعب بشكل متزايد دورا مهما وبنّاء في الشؤون الإقليمية والدولية، الأمر الذي يحظى بتقدير كبير من الجانب السعودي".  

يأتي هذا بعد اسبوع على بدء الصين وبطلب سعودي مباشر، أول خطوة رسمية في بذل وساطة سياسية بين المجلس الرئاسي والحكومة وجماعة الحوثي الانقلابية، بعدما نجحت في دعم المصالحة السعودية الايرانية، عبر لقاء رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي مع القائم بأعمال سفارة جمهورية الصين الشعبية تشاو تشنغ.  

وأعلنت بكين، عقب هذا الانجاز لدبلوماسيتها، رسميا، عن مفاجآت كبرى للعالم، خلال الايام المقبلة، تتجاوز رعايتها الاتفاق السعودي الايراني، الجمعة قبل الماضية، إلى دور اكبر في التعامل مع القضايا الشائكة في العالم، يجسد مكانة الصين ودورها وتأثيرها المعاصر في العالم، بوصفها "دولة كبرى".  

من جانبها، أعلنت الرياض على لسان وزير خارجيتها فيصل بن فرحان، عقب توقيع اتفاقها مع طهران، رسميا، عن مهمتها الاخيرة في اليمن. مؤكدة انتهاء "التحالف العربي" الذي يضم دولا عدة بينها الامارات، وتقوده في اليمن بدعم امريكي وبريطاني لوجستي. كاشفة عن مهمتها الاخيرة في اليمن.

حسب مراقبين اقليميين ودوليين، فإن اتفاق السعودية وايران على "احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ودعم الامن والسلام الاقليمي والدولي" يقضي بالتزام الرياض وايران المتبادل بإيقاف التدخل او دعم الحروب والصراعات الدائرة في اليمن وعدد من الدول العربية وأبرزها سوريا والعراق ولبنان وسوريا.

ووفقا لسياسيين يمنيين، فإن "الاتفاق السعودي الايراني، يُعد تراجعا من جانب السعودية عن مواقفها وتصدرها قيادة المحور العربي" في مواجهة ما ظلت تسميه في خطابها السياسي والاعلامي "المد الصفوي الفارسي الايراني"، وتسميه هيئة علماء السعودية "المد المجوسي الرافضي في المنطقة واستهدافه الاسلام".

منوهين بأن "هذا الاتفاق يكشف حقيقة دوافع التدخل العسكري السعودي في اليمن وأنه لم يكن لأجل الشرعية التي اسقطتها السعودية، بل لأهداف وأطماع خاصة بها في اليمن بينها تقويض دولته وسيادتها وتدمير مقدراتها وتمزيق نسيجها المجتمعي، ومصالح اقتصادية وسياسية بينها تسوية خلافاتها مع ايران".

واتفق سياسيون في أن "الخاسر الاكبر في هذه الحرب هو اليمن ومالحقه من دمار، واليمنيون وما لحقهم من قتل وجرح قرابة 200 الف وتشريد نحو 4 ملايين يمني وافقار 80% من اليمنيين بالحصار وتجفيف موارد الدولة اليمنية ونهب نفطها وغازها وتدمير العملة اليمنية ونشر وحماية شبكة فساد بمؤسسات الدولة".

معتبرين أن الاتفاق السعودي الايراني، "يعيد إلى الواجهة، اتفاق المصالحة بين الملك فيصل والرئيس جمال عبدالناصر في قمة الخرطوم عام 1967م وانهاء حرب الثماني سنوات (1962-1970م) بينهما في اليمن (حرب الملكيين والجمهوريين)، واعتراف السعودية بالجمهورية في اليمن مقابل وصايتها عليه".

وأعلنت السعودية من العاصمة الامريكية واشنطن على لسان سفيرها حينها عادل الجبير تشكيل تحالف عربي عسكري يضم الامارات و13 دولة وتدعمه واشنطن وبريطانيا وفرنسا، بهدف "انهاء الانقلاب الحوثي واعادة الشرعية اليمنية وردع التمدد الايراني وتهديداته لدول المنطقة واستهدافه عروبة ودين دولها وشعوبها".

لكن السعودية تواصل منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.

يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.  

 

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان