يسود في النظام الاقتصادي العالمي حاليا، مداولات حول حركة التخلي عن الدولار والتي أصبحت واضحة في الآونة الأخيرة، حيث تعدد الاتفاقيات بين عدد كبير من الدول، للتعامل بعملات أخرى غير الدولار، ما يعد مؤشرا قويا لحركة العالم المتسارعة لإسقاط العملة الأمريكية، التي تسببت في تفاقم معدلات التضخم، وعدم تمكن الدول من إتمام عمليات التبادل التجاري، نظرا لاتجاه الفيدرالي الأمريكي لرفع أسعار الفائدة.

حركة التخلي عن الدولار
ويقود حركة التخلي عن الدولار في العالم، مجموعة بريكس، وبنك التنمية الجديد التابع لها، ومقره الصين، فيما قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، في أحدث تصريح عن البريكس، إن انضمام السعودية والإمارات والجزائر ومصر، للمجموعة سوف يثريها، لما لهذه الدول من إرث حضاري عربي وإسلامي، مشيرا إلى أن انضمام الدول الأربع سوق يعزز مبادئ التعددية القطبية التي يدور حولها الحديث حاليا وتتم صياغتها بشكل موضوعي.

4 دول عربية تقوي البريكس
وأكد وزير الخارجية الروسي، أن الدول الأربعة، أقوياء، وهم دول قيادية في العالمين العربي والإسلامي، وانضمامهم للبريكس سيثري المجموعة.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، أكد في تصريحات سابقة، أن عدد الدول الراغبة في الانضمام إلى مجموعة بريكس، مستمر وفي تزايد ووصل إلى 20 دولة.

وكانت مصر انضمت بالفعل إلى بنك التنمية التابع لبريكس، بعد تصديق الرئيس عبد الفتاح السيسي، على القرار رقم 628 لسنة 2022، بشأن الموافقة على اتفاقية تأسيس بنك التنمية الجديد التابع لتجمع البريكس ووثيقة انضمام جمهورية مصر العربية، والذى يأتى بمثابة إضافة تدعم خطط التنمية، والأولويات الوطنية لمصر، وتعزز قدرتها على تحقيق مستهدفاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

وكان بنك التنمية الجديد، وافق بالفعل في عام 2021، على قبول بنجلاديش ومصرن والإمارات العربية المتحدة وأوروجواي، كدول جديدة تشارك في أنشطة البنك، بينما الدول الأساسية في بريكس هي (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا)، وتركب حوالي 20 دولة في الانضمام إلى المجموعة حيث أكدت الجزائر بداية مايو الماضي رغبتها في الانضمام إلى بريكس، لتكون الدولة المغاربية الوحيدة التي أبدت رغبتها في ذلك، مع 3 دول خليجية وهي السعودية والإمارات والبحرين، بجانب إيران.

قمة البريكس أغسطس المقبل
وكان وزارء خارجية دول البريكس، اجتمعوا الخميس 1 يونيو الجاري، تحضيرا لقمة الزعماء المرتقبة، في أغسطس المقبل، والتي من المقرر أن يتم الموافقة فيها على انضمام عدد كبير من الدول واتخاذ خطوات ملموسة حول عملة البريكس الموحدة، حتى تكون شوكة جديدة في ظهر العملة الأمريكية التي تسيطر على أكبر حصة من إجمالي المعاملات الدولية.

بديل صندوق النقد وعملة موحدة جديدة
تحركات بريكس، وبنك التنمية الجديد التابع لها، يبدو أنها سوف تغير الخريطة الاقتصادية، في العالم، ولو بشكل جزئي، بعدما دشنه مسئولو مجموعة البريكس، في شنجهاي، حتى يكون بديلا ومنافسا لمؤسسات التمويل القائمة بالفعل مثل البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، لأن البنك سيمول مشروعات البنية التحتية والمشروعات التنموية في دول مجموعة البريكس، خاصة للاقتصادات الناشئة، في إطار جهود بناء التكتلات الاقتصادية الجديدة للحد من سيطرة الدولار في حركة التجارة.

كما تسعى مجموعة البريكس للتوصل لاتفاق حول عملة موحدة لحركة التجارة البينية، بعد تأسيس بنك بريكس عام 2012، بعد خلافات تمويله وإدارته ومقره، وكان رأس المال المبدئى له 50 مليار دولار تتقاسمها بالتساوى الدول الخمس الأعضاء التى تتقاسم أيضا حقوق التصويت بالتساوى، ثم جرى زيادة رأس المال إلى 100 مليار دولار خلال عامين من التدشين فى عام 2015.

التخلي عن الدولار الأمريكي.. عملة بريكس الجديدة تعلن بداية نهاية الأخضر
نهاية الأخضر.. 10 دول كبرى تتجه نحو التخلي عن الدولار الأمريكي
وقد وافق بنك التنمية الجديد لمجموعة بريكس، منذ إنشائه، على نحو 80 مشروعا لأعضائه باستثمارات إجمالية قدرها 30 مليار دولار، وفق إحصاءات منشورة عام 2021 عقب انضمام بنجلادش، وتشمل هذه المشاريع القطاعات التالية:

النقل.
المياه والصرف الصحى.
الطاقة النظيفة.
البنية التحتية الرقمية.
البنية التحتية الاجتماعية.
التنمية الحضرية.
ربع الناتج العالمي بيد بريكس
وبلغ الناتج المحلى للاقتصادى العالمى 96.1 تريليون دولار فى عام 2021 حسب أرقام قاعدة بيانات البنك الدولى، وكانت مساهمة دول تجمع البريكس فى هذا الناتج 24.2 تريليون دولار، وبما يمثل نسبة 25%، الأمر الذى يجعل من مجموعة البريكس وبنكها الجديد قوة اقتصادية لا يستهان بها خلال السنوات القادمة.