الرئيسية - محليات - دولة كبرى تدشن حملة تحرير الحديدة
دولة كبرى تدشن حملة تحرير الحديدة
الساعة 08:00 مساءً (نيوز لاين -متابعات)

دشنت دولة كبرى حملة واسعة، اعلامية وسياسية، تمهد لعملية عسكرية واسعة بمشاركة مختلف قوات قوى مجلس القيادة الرئاسي وقوات تحالف "حارس الرخاء" الامريكي البريطاني، لاجتياح محافظة الحديدة، وانهاء هجمات جماعة الحوثي البحرية على سفن الكيان الاسرائيلي والسفن الامريكية والبريطانية.

أكدت هذا صحيفة "الغارديان" البريطانية، الاشهر دوليا والأوسع انتشارا، في تقرير لها بعنوان "الغرب لن يوقف هجمات الحوثيين ما لم يتعاون مع السلطات اليمنية"، الاثنين (11 مارس)، أكد أن تحالف "حارس الرخاء" الامريكي البريطاني "لن يتمكن من ايقاف هجمات الحوثيين". 

ونقلت عن "السياسيين والخبراء أن الجهود الغربية لوقف هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر ستفشل ما لم تقم الولايات المتحدة وحلفاؤها ببناء علاقات استخباراتية وعسكرية أقوى مع الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في اليمن" لاستعادة محافظة الحديدة.

مضيفة: "حذر سفير اليمن لدى المملكة المتحدة من ضرورة مواجهة الحوثيين وإبعادهم عن موانئ البحر الأحمر مثل الحديدة. ووجهت دعوات مماثلة من قبل أعضاء في الائتلاف الحكومي اليمني عندما زاروا لندن الشهر الماضي". في اشارة لزيارة طارق عفاش ووفد "الانتقالي".

ونقلت عن سفير اليمن في لندن، الدكتور ياسين نعمان أحمد، قوله: إن "هناك فرصة لاستعادة السيطرة على ميناء الحديدة الاستراتيجي من سيطرة الحوثيين". مضيفًا: إن "السلام لن يتحقق دون تحريرها، وأن تركها في أيدي الحوثيين لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد الحرب". حد قوله.

مشيرة إلى أن "فروعا مختلفة للحكومة اليمنية المنقسمة بشدة في عدن حضرت في لندن الشهر الماضي، بحجة أن الموقف الغربي كان شديد التفاعل، ويفتقر إلى رؤية شاملة لكيفية اندماج اليمن في الشرق الأوسط الجديد". لافتتة إلى أنها أكدت أن "الأزمة لن تنتهي بحل في غزة".

ونقلت عن الزميل المشارك بمركز روسي للأبحاث الدفاعية، براء شيبان، قوله: "الحكومات الغربية ليس لديها سلة من الخيارات الجيدة، لكنها بحاجة إلى العمل بشكل أكبر مع الحكومة اليمنية المعترف بها من الأمم المتحدة، والمناهضة للحوثيين، لكي يكون لديها المزيد من الخيارات".

منوهة بأن "الامريكيين يعترفون أيضا بأنه لا توجد دلائل تذكر على أن الضربات الأمريكية البريطانية (منذ 12 يناير) على مواقع الحوثيين على طول الساحل (الغربي) كان لها تأثير رادع كامل ويجب إبقاء الخيارات الأخرى مطروحة على الطاولة". في إشارة لخيار الحرب البرية.

 

وقالت الصحيفة: "وفي غياب تعاون أكبر مع الكتلة المناهضة للحوثيين داخل اليمن أو أي قوات على الأرض، فإن القوات الغربية لديها خيارات أخرى محدودة باستثناء الأمل في أن تؤدي المزيد من الهجمات على مواقع إطلاق الصواريخ اليمنية إلى إضعاف فعالية الحوثيين في النهاية".

مضيفة: "وقد تم التأكيد على هذا التقييم في نهاية الأسبوع عندما أجبرت غارة الحوثيين بطائرات بدون طيار على السفن الغربية في وقت مبكر من صباح السبت (9 مارس)، السفن الأمريكية والفرنسية والمملكة المتحدة والدنماركية على المشاركة في عملية (عسكرية) معقدة الى حد كبير".

وتابعت: أن الدول الاربع شاركت في العملية "لإسقاط أكثر من 35 طائرة بدون طيار وصاروخ للحوثيين. واستهدفت أربعة منها ناقلة البضائع السائبة "ترو كونفيدنس" المنكوبة بالفعل، والتي كانت ترافقها الفرقاطة الفرنسية "ألزاس" بعد أن تعرضت للقصف يوم الأربعاء (6 مارس)".

مؤكدة أن الهجوم الواسع لجماعة الحوثي يوم الاربعاء (7 مارس) على سفينة الشحن "ترو كونفيدنس" الامريكية "نكب السفينة بالفعل، وأسفر عن مقتل ثلاثة بحارة". بينما "أسقطت السفن البريطانية والدنماركية طائرات بدون طيار في المناطق المجاورة لها". حسب مصادرها العسكرية.

وذكرت إنه "لم تستبعد الولايات المتحدة تنفيذ اغتيالات تستهدف قادة الحوثيين الرئيسيين، في حين يريد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي أن تقوم الولايات المتحدة بإغراق السفينة الإيرانية "بيشاد"، التي تم الاستشهاد بها منذ أشهر على أنها سفينة تجسس في تقارير المخابرات الأمريكية".

لكن الصحيفة أرجعت التردد الامريكي البريطاني طيلة الفترة الماضية في خوض حرب عسكرية برية ضد جماعة الحوثي إلى ما سمته "خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى إشعال حرب أهلية متوقفة فعلياً منذ أبريل 2022، والتخلي عن خطة السلام الشاملة اتفق عليها الحوثيون والسعودية".

وقالت: "تواجه الحكومة اليمنية مأزقاً لأن القضية الفلسطينية تحظى بشعبية في اليمن، ويرى الكثيرون أن الحوثيين يقفون على الأقل في وجه إسرائيل بطريقة تجنبها زعماء الخليج". مضيفة: "تصرفات الحوثيين في البحر الأحمر ربما ساعدتهم بتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين الجدد".

مختتمة بأن ثاني خيار لإيقاف هجمات الحوثيين البحرية هو "عند وقف إطلاق النار في غزة. وسوف يلتزم الحوثيون بوعدهم بإنهاء الهجمات، وسيكون هناك إحياء لعملية السلام. لكن هذا يتطلب من الدبلوماسيين معاملة الحوثيين بعد الأشهر الأربعة الماضية كشركاء موثوقين للسلام".

 

وسبق أن فجر محافظ الحديدة المعين من الحكومة اليمنية، الحسن طاهر، الاثنين (11 مارس)؛ مفاجأة مدوية، بإعلانه عن ترتيبات واسعة لعملية عسكرية تنهي اتفاق ستوكهلوم بشأن ايقاف الحرب بمحافظة الحديدة الموقع نهاية 20218م، واقتحام المحافظة بقوات عسكرية بريطانية.

والسبت (9 مارس)، وجهت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، اتهاما مباشرا للتحالف العسكري الامريكي البريطاني "حارس الرخاء"، بالتباطؤ في سحب السفينة البريطانية الغارقة 12 يوما وقصف الطيران الامريكي لها لإغراقها، بالتزامن مع اتهامات للتحالف بتدمير كابلات الانترنت الدولية، العابرة من البحر الاحمر.

تزامن هذا، مع تنفيذ طارق عفاش، قائد  قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات لبريطانيا، زيارة غير رسمية (دون دعوة) لبريطانيا، عقد خلالها لقاءات، قالت صحيفة الغارديان البريطانية انها تأتي "لعرض التعاون وتقديم المعلومات لدعم اهداف تحالف حارس الرخاء".

وترافق هذا مع انباء وتسريبات، راجت منذ أشهر وبصوة اكبر منذ مطلع الاسبوع الفائت، عن حرب واسعة ضد مليشيا جماعة الحوثي، تشارك فيها مختلف القوات التابعة لقوى "مجلس القيادة الرئاسي" من مختلف الاتجاهات بدعم واسناد جوي من التحالف العسكري الامريكي البريطاني "حارس الرخاء".

وحسب وسائل اعلام محلية وغربية، تداولت هذه التسريبات، فإن الولايات المتحدة وبريطانيا تتجه لدعم حرب واسعة ضد جماعة الحوثي، بعدما "ثبت انعدام جدوى الغارات الجوية والضربات الصاروخية المتواصلة من تحالف حارس الرخاء في تدمير القدرات العسكرية للحوثيين وانهاء تهديداتهم البحرية".

اكد هذه التوجهات الامريكية البريطانية، تدشين رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي، ووزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، الاحد (10 مارس)، إدخال عدد من القطع البحرية للقوات البحرية، المقدمة من تحالف دعم الشرعية والتحالف الدولي بقيادة واشنطن ولندن

جاءت هذه التعزيزات، بالتوازي مع اعلان الاعلام العسكري لقوات طارق عفاش، الاثنين (11 مارس) عن "تخرج الدورة الأولى صاعقة للواء الثاني مشاة بحري"، كأول خطوات التعاون العسكري بين طارق عفاش والتحالف العسكري الامريكي البريطاني المعلن تشكيله إثر استهداف سفن الكيان الاسرائيلي.

 

 ومنصات الجماعة".

وسجل مجلس الامن الدولي، أول رد على إعلان زعيم جماعة الحوثي الانقلابية، وسط انقسام الدول الخمس دائمة العضوية، حيال كيفية التعامل مع ضربات الحوثيين، وتجديد الصين وروسيا، تأكيد "ارتباط هجمات الحوثيين البحرية بالحرب في غزة"، وتأكيد "افتقاد امريكا وبريطانيا التفويض لشن هجماتها على اليمن".

يأتي هذا، في وقت دخل العالم، حالة انقسام واسعة في المواقف، مصحوبة بقلق واسع، واستنفار لمعظم دوله بسبب اليمن، واعلان زعيم جماعة الحوثي مساء الخميس (14 مارس)، منع مرور سفن الكيان الاسرائيلي والمرتبطة به والمتجهة اليه والدول الداعمة عدوانه وحصاره على غزة، عبر المحيط الهندي وطريق "رأس الرجاء الصالح".

وفجر زعيم جماعة الحوثي، عبدالملك الحوثي، قنبلة مدوية، فاجأت المجتمع الدولي وسببت استنفارا دوله وفي مقدمها امريكا وبريطانيا والكيان الاسرائيلي، بإعلانه توسيع مدار الهجمات البحرية للجماعة لتتجاوز البحر العربي وخليج عدن وباب المندب والبحر الاحمر إلى المحيط الهندي والخط الملاحي رأس الرجاء الصالح. معلنا عن تدشين هذا التوجه بتنفيذ 3 عمليات.

صدر هذا الاعلان الحوثي، بالتوازي مع كشف دولة كبرى عن سر "المفاجات غير المتوقعة" التي سبق أن اعلن عنها زعيم جماعة الحوثي الانقلابية، الخميس (7 مارس)، وفاجأت جميع المراقبين بإقدامها على الاشهار عن امتلاك الجماعة أسلحة حديثة وفتاكة، بينها صواريخ "فرط صوتية"، تتفوق على المنظومات الدفاعية الامريكية والبريطانية والاسرائيلية.

وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد المواجهات بين تحالف "حارس الرخاء" وجماعة الحوثي، على خلفية هجمات الاخيرة بزعم "منع مرور سفن الكيان الاسرائيلي دعما لفلسطين ومقاومتها للعدوان الاسرائيلي". وامتداد المواجهات الى استهداف التحالف الامريكي البريطاني كابلات الانترنت والتسبب بتلويث المياه اليمنية.

وأقرت أمريكا، الاثنين (26 فبراير) على نحو صادم للمراقبين بـ "تعثر تحقيق اهداف تحالف حارس الرخاء" العسكري الامريكي البريطاني في البحرين العربي والاحمر المتمثل في "تدمير القدرات العسكرية لجماعة الحوثي وانهاء تهديداتها البحرية" لسفن الكيان الاسرائيلي والسفن الامريكية والبريطانية التجارية والحربية.

 

في المقابل، تواصل جماعة الحوثي، منذ منتصف اكتوبر الماضي، تنفيذ هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة باتجاه الكيان الاسرائيلي، وتحديدا ميناء إيلات (ام الرشراش)، حسب اعلانات متحدثها العسكري وتأكيد ناطق جيش الكيان، بالتوازي مع هجمات بحرية "لمنع مرور سفن الكيان الاسرائيلي والمرتبطة به والمتجهة إليه".

وتواصل امريكا وبريطانيا تنفيذ عمليات عسكرية بالبحرين العربي والاحمر للتصدي لهجمات الحوثيين ابتداء من 19 اكتوبر، وتنفيذ غارات جوية على اليمن بدأتها فجر الاثنين (12 يناير) بهدف "تقويض قدرات الحوثيين الصاروخية وانهاء هجماتهم البحرية" على سفن الكيان الاسرائيلي، ولاحقا السفن الامريكية والبريطانية.

 

تهدد الهجمات الحوثية في باب المندب والبحر الاحمر باثار اقتصادية كبرى، اقليميا ودوليا، إذ "يتم شحن 8.8 مليون برميل نفط خام يوميا من دول الخليج إلى أوروبا والولايات المتحدة والصين عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ما يجعله واحدا من أهم نقاط التجارة العالمية" حسب تأكيد إدارة معلومات الطاقة الامريكية، وتحذيرات دول عدة.

وتسببت الهجمات المتلاحقة من اليمن بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة ذات التقنيات الايرانية، بتحويل شركات شحن عدة، مسارها عبر الرجاء الصالح، وخسائر مباشرة للكيان، وفقا لقناة "الجزيرة مباشر"، التي اكدت "توقفا شبه كامل لعمليات الشحن في موانئ إسرائيلية". حدا اعلنت معه سلطات الاحتلال أن "اسرائيل تحت الحصار".

كما تسببت الهجمات الحوثية البحرية حتى الان، في اعلان شركات شحن بحري كبرى، ابرزها "ميرسك" الدنماركية و"هاباج لويد" الالمانية و(CMACGM) الفرنسية، ايقاف خط سير سفنها عبر باب المندب والبحر الاحمر، والاضطرار لتغيير مسار رحلاتها عبر طريق رأس الرجاء الصالح والدوران حول قارة افريقيا، ما يضاعف زمن الرحلة وتبعا نفقاتها.

في المقابل، تشهد الاوساط السياسية والشعبية، اتساع دائرة جدل واسع، حسمه  الزنداني بإصداره اعلانا هاما موجها إلى اليمنيين عموما، وكوادر وقواعد حزب التجمع اليمني للإصلاح، خصوصا،بشأن التحرك لنصرة فلسطين واسناد المقاومة الفلسطينية في غزة، بما فيه استهداف جماعة الحوثي الكيان الاسرائيلي وسفنه في باب المندب والبحر الاحمر.

وأصدر علماء السنة والجماعة في عدن والمحافظات الجنوبية، فتوى دينية شرعية في "المجلس الانتقالي" تحرم وتجرم تعاونه وأي قوات في الجنوب مع الكيان الاسرائيلي في حماية سفنه ومصالحه، التي باركت استهدافها، ودعت الى استمرارها، كما دعت منتسبي مختلف القوات في المحافظات المحرررة الى عصيان قياداتها ورفض حماية السفن الاسرائيلية.

عزز هذا مواصلة جيش الاحتلال الاسرائيلي شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محرمة الاستخدام دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مخلفا دمارا هائلا في البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، جلهم من الاطفال والنساء، علاوة على حصاره الخانق للقطاع.

وأججت أميركا الرأي العام اليمني والعربي باستمرارها في توفير الغطاء السياسي للكيان الاسرائيلي، وتعطيلها للمرة الرابعة، الاربعاء (21 فبراير) بالفيتو، صدور قرار عن مجلس الامن الدولي بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، بعد تفعيل امين الامم المتحدة المادة 99 باعتبار الحرب على غزة "تهدد بانهيار النظام العام للامم المتحدة، والامن والسلم الدوليين".

من جانبها، استنكرت عدد من الدول العربية الموقف الامريكي. بينما أكد سياسيون وقانونيون "سقوط الشرعية الدولية". ونوهوا إلى أن "امريكا اختارت بنفسها هدم مؤسسات التشريع الدولي، ولم يعد لمجلس الأمن قيمة أو الأمم المتحدة". مشددين أن "وقوف واشنطن بوجه المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، يعني تقويضها لشرائع اكبر مؤسسة دولية في العالم".

يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت "31341 قتيلا فلسطينيا (بينهم 16000 طفل وامرأة ومسنا)، والمصابين 73134، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم نحو 1000 ضباط وجنود، ونحو 3000 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق "كتائب القسام"، ابو عبيدة.

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان