الرئيسية - محليات - اعلان مثير لسلطنة عُمان بشأن اليمن (بيان)
اعلان مثير لسلطنة عُمان بشأن اليمن (بيان)
الساعة 04:00 صباحاً (نيوزلاين - متابعات)

أصدرت وزارة الخارجية في سلطنة عمان، اعلانا رسميا جديدا بشأن اليمن، مثيرا للجدل، فاجأ دول المنطقة، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية ودولة الامارات، وعالميا، الولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة البريطانية، يبطل ذريعة العمليات العسكرية الامريكية البريطانية على اليمن.

جاء هذا في لقاء اجرته قناة (CNN) الامريكية واسعة الانتشار عالميا، مع وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي، أكد فيه من جديد بصورة اكثر صراحة هذه المرة ارتباط الهجمات البحرية لجماعة الحوثي بالعدوان الاسرائيلي وحصاره المتواصلين على قطاع غزة للشهر السادس تواليا.

وقال وزير الخارجية العُماني، ردا على سؤال القناة الامريكية عن جدية جماعة الحوثي ايقاف هجماتها البحرية إذا توقف إطلاق النار في غزة:“هناك علاقة قوية جداً بين ما يجري في البحر الأحمر وما يحدث في غزة”. وأردف: "إذا أوقفنا الحرب في غزة فسوف نتمكن من تهدئة التوتر في كل مكان”.

مضيفا: "حرية الملاحة، التي ندعو إليها جميعاً، سيتم استئنافها إذا أدركنا ببساطة تلك العلاقة بين التطورات في فلسطين وغزة والاضطرابات التي نشهدها في البحر الأحمر". وعقب: " “نحن لا نؤيد العنف ولكن علينا أن نفهم الأسباب ونحاول معالجة جذور المشكلة من أجل التوصل إلى حل مستدام حقاً”.

وأكد وزير الخارجية العُمانية بدر البوسعيدي في اجاباته على اسئلة عدة من القناة الامريكية، تأييد السلطنة موقف جماعة الحوثي وهجماتها البحرية على السفن الاسرائيلية والامريكية والبريطانية، بوصفها وسيلة ضغط لإيقاف العدوان الاسرائيلي ورفع الحصار الجائر المفروض على مليوني فلسطيني بغزة. 

من ذلك رده على سؤال إن كانت عُمان تدعم تصرفات الحوثيين؟، قال البوسعيدي: "نحن لا ندعم التصرفات الإسرائيلية، نريد أن تتوقف تلك التصرفات، نريد أن تتوقف الفظائع في كل مكان، نحن بلد السلام، وندعو للسلام في كل مكان، ولا يمكننا ببساطة أن نتوقع استمرار هذه الفظائع في غزة".

وأكد أن عُمان لا يمكن ان تشاهد الفظائع الاسرائيلية في غزة "وأن نشهدها بدون أن نرفع إصبعنا على إسرائيل، لذلك أعتقد أن هذا هو المكان الذي يبدأ فيه الحل حقاً”. وقال: "نحن لا نؤيد العنف ولكن علينا أن نفهم الأسباب ونحاول معالجة جذور المشكلة من أجل التوصل إلى حل مستدام حقاً”.

مضيفا: "الشعب الفلسطيني يعاني من كارثة إنسانية شاملة، فقد قتل ما يزيد عن 30 ألفاً منذ أكتوبر الماضي، نجد قصصاً مأساوية عن حديثي الولادة يموتون جوعاً، قطاع غزة بأكمله يعاني من المجاعة وهذا أمر فوق الوصف. لم يحدث هذا بسبب كارثة طبيعية أو مرض، بل هو من صنيع القوات الإسرائيلية".

وتابع وزير الخارجية العُماني، بدر البوسعيدي، قائلا: "هذا ناتج عن حرمان الجانب الإسرائيلي لشعب غزة من ضروريات الحياة الأساسية. هذا من فعل إسرائيل في انتهاك كامل للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، لا يسعنا إلا تسليط الضوء على مثل هذه الحقائق نستنكر إسرائيل باعتبارها المعتدي والمحتل".

متهما كيان الاحتلال الاسرائيلي بأنه يستخدم التجويع سلاحا اضافيا لارتكاب مزيد من جرائم الحرب والإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة، وقال: "أعتقد هذا ما يحدث، ليس أنا فقط من يقول ذلك، بل إن المجتمع الدولي بأكمله ووكالات الأمم المتحدة تشهد على سياسة متعمدة التجويع والحصار على سكان غزة".

وشدد البوسعيدي على ضرورة أن يقدم العالم تعويضات عن أرواح الأبرياء التي فُقدت والدمار الذي لحق بغزة. وقال: إن "استمرار انتهاك ‘إسرائيل‘ للقوانين الدولية بسفك الدماء في غزة، مدان، العالم أجمع والأمم المتحدة يدين ‘إسرائيل‘ لجرائمها ضد الشعب الفلسطيني. والعالم كله يطالب إسرائيل بعدم اجتياح رفح".

مضيفا: "ما حصل لحد الآن يكفي. الطريقة الوحيدة للحصول على تدفق المساعدات بأسرع ما يمكن هي من خلال إقامة وقف إطلاق النار، أعتقد أن هذه هي الطريقة الوحيدة، خاصة عن طريق البر، لأن سكان غزة يحتاجون إلى المياه والغذاء والدواء والوقود، ولا يمكن توفير ذلك إلا بكميات كافية عبر الطرق البرية".

وتابع مطالبا بفتح جميع المنافذ لادخال جميع ما يحتاج اليه قطاع غزة من مقومات العيش، قائلا: "من خلال المنافذ المختلفة المتاحة. ليس فقط من خلال رفح، ولكن من خلال المنافذ الأخرى المختلفة في كل مكان. لذلك أعتقد أن هذا ما يجب أن نطالب به جميعاً من الإسرائيليين ونمارس الضغط لتحقيقه على وجه التحديد".

مجيبا على سؤال عن دور الوساطة الذي يمكن أن تلعبه عُمان؟، بقوله: "دورنا الرئيسي هو جزء لا يتجزأ من الدور الإقليمي المتمثل في تعزيز مناخ السلام، وتعزيز الحوار، ومحاولة التواصل بين الناس، وسوف نستمر في لعب هذا الدور، وأعتقد أن هناك أشخاصاً يتمتعون بحسن النية والرؤية الواضحة من جميع الأطراف الذين يمكنهم القيام بذلك”.

والأحد (17 مارس) صدر اعلان جريء من سلطنة عُمان، فاجأ دول مجلس التعاون الخليجي بشأن اليمن وفلسطين ولبنان وسوريا والعراق ومصر، وعَده مراقبون اقليميون ودوليون تدشينا لمرحلة جديدة وخطيرة في المنطقة، تغادر فيه السلطنة "الحياد" إلى الانفراد بموقف سياسي واقتصادي وربما عسكري عن باقي دول المنطقة.

وصدرت مواقف عُمانية جديدة من الهجمات البحرية في مياه اليمن الاقليمية لجماعة الحوثي، أثارت جدلا واسعا ووصفها مراقبون بالجريئة، تتجاوز صراحة وشجاعة سلسلة مواقف سلطنة عُمان حيال العدوان الاسرائيلي وحصاره المتواصلين على قطاع غزة في فلسطين المحتلة.

كما سبق، أن اعلنت سلطنة عمان في بيان لوزارة خارجيتها، الجمعة (12 يناير) عن "ادانتها القصف الامريكي البريطاني الذي طال عدة مدن في الجمهورية اليمنية الشقيقة". وطالبت بـ "التركيز على معالجة الأسباب الحقيقية للأزمة". مؤكدة أن المعالجة تبدأ بوقف الحرب على غزة.

وفي مقابل هذه المواقف، أعلنت سلطنة عمان، نهاية يناير الفائت عن نتائج المباحثات العُمانية البريطانية، بشأن تطورات الحرب على غزة ووساطة مسقط لوقف الهجمات البحرية لجماعة الحوثي، المتواصلة بزعم "منع مرور سفن الكيان الاسرائيلي والرد على العدوان الامريكي البريطاني على اليمن".

 

عزز هذا الموقف مفتي سلطنة عمان، الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، ببيان قال فيه: "لن يفت عدوان الاستكبار العالمي الغاشم في عضد الشعب اليمني المجاهد، ولن يثنيه عن المضي قدما في نصرة الحق وتأييد إخوانه المؤمنين.حفظ الله #اليمن الشقيق قلعة شامخة راسخة رسوخ الرواسي، لا تزعزعها الزعازع ولا ترجها الأحداث".

وعلق مراقبون وسياسيون، بأن الموقف الشجاع لسلطنة عمان، يعري مؤامرات دول في المنطقة على القضية الفلسطينية والمنطقة برمتها، وفي مقدمها دولة الامارات، التي اظهرت معركة "طوفان الاقصى" انحيازها الكامل للكيان الاسرائيلي الصهيوني وتصفية المقاومة الفلسطينية التي تصنفها "تنظيمات ارهابية" وتصفية قضية فلسطين.

جاء بين ابرز هؤلاء السياسيين، رئيس "منتدى السلام وايقاف الحرب في اليمن"، القيادي السابق في "المقاومة الجنوبية"، والناشط السياسي الجنوبي البارز، عادل الحسني الذي علق على دلالات الموقف العُماني، بقوله: "#سلطنة_عُمان الشقيقة تمنع أجوائها من أي اعتداء على اليمن. موقف عروبي مشرف، ولنعم الجوار أنتم".

مضيفا في تدوينة ثانية على حسابه الرسمي بمنصة إكس (توتير سابقا): "تدين الإمارات العبرية قصف سفن الصهاينة في البحر الأحمر. بينما تبدي #سلطنة_عُمان موقفًا مدافعًا عن القصف الذي طال الأراضي اليمنية، وتؤكد هجومها على الكيان الصهيوني. ليست حدود ما تفصل بين الدولتين، بل قيم ومبادئ وشرف.

يشار إلى أن سلطنة عمان، رفضت المشاركة في تحالف "عاصفة الحزم" العسكري في اليمن بقيادة السعودية والامارات، وحافظت على موقف محايد من مختلف الاطراف اليمنية والاقليمية، وظلت بوابة للمساعدات الانسانية وعلاج جرحى الحرب، وحاضنة لمباحثات ومفاوضات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن. 

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان