الرئيسية - محليات - مع انفجار صراع الجماعة.. قيادي ثقيل بصنعاء يحذر من تناحر الحوثيين وحرب داخلية من "بيت إلى بيت"
مع انفجار صراع الجماعة.. قيادي ثقيل بصنعاء يحذر من تناحر الحوثيين وحرب داخلية من "بيت إلى بيت"
الساعة 08:00 صباحاً (نيوز لاين -متابعات)

مع انفجار الصراعات القبلية ونصب كمائن مسلحة في قلب مناطق نفوذ مليشيا الحوثي، والتي امتدت من الحديدة غربا إلى الجوف شرقا وتعز جنوبا وحتى صنعاء وعمران شمالا، حذر قيادي ذو ثقل كبير بالجماعة ومرتبط مباشرة بإيران، من التناحر والحرب الداخلية التي تعصف بجماعته.

واندلعت خلال اليومين الماضيين مواجهات دامية في ماوية شرقي تعز والمعيمرة في الجوف والتحيتا في الحديدة وصوير في عمران، ما يؤكد عجز مليشيا الحوثي في الحفاظ على جبهتها الداخلية موحدة شمالا، مع تنامي حالة الغضب الشعبي إثر القمع حتى للموالين لها.

المواجهات التي اندلعت في قلب مناطق نفوذ المليشيات في المحافظات الـ4 والتي لم تكن هي الأولى ولن تكون الأخيرة، خلفت ما لا يقل عن 38 قتيلا ومصابا بصفوف الحوثيين.

ويرى مراقبون أن وقائع هذه المواجهات تكشف أن التناحر في الجبهة الداخلية للحوثي متعدد سياسياً واجتماعياً وقبليا وعسكريا وأن الجماعة بلا حليف محلي حتى على المستوى السياسي والقبلي، وفشل قوتها المفرطة في الحفاظ على مناطق نفوذها والذي راكم الثأر والنقمة الشعبية.

و اعترفت مليشيا الحوثي على لسان قيادي بها مرتبط بالحرس الثوري الإيراني بأن الأوضاع في مناطق سيطرة الانقلاب تنذر بحرب داخلية تصل من "بيت إلى بيت" وأن الصراعات تنخر جبهتها الداخلية.

وحذر القيادي الحوثي سلطان السامعي وهو عضو في مجلس الحكم السياسي للمليشيات في كلمة أمام البرلمان غير المعترف به، من تغول الفساد في مناطق الانقلاب واعتقال المليشيات لكل الأصوات وهو ما ينذر بسقوط حكمها.

وقال السامعي الذي يصطدم بالجناح المتطرف المنحدر من صعدة إنه "لم يعد يعرف من يحكم، وسندخل حرب مخطط لها من بيت إلى بيت، ومن زغط إلى زغط"، داعيا النواب الموالين للمليشيات للعمل من أجل وقف "العجلة التي تتسارع لإحداث حرب" داخلية.

وأشار إلى أن "العدو بات ينخر في الداخل" في إشارة إلى أن الجبهة الداخلية تتفكك، كما انتقد القيادي الحوثي ما أسماها "منظومة الفساد" والتي ترفع شعار المناهضة لأمريكا وتخدمها من صنعاء.

وحث السامعي مجلس النواب غير المعترف به بصنعاء "لمحاسبة الفاسدين قبل أن يأتي يوم ولن تستطيعوا الاجتماع في هذا المجلس"، في خطوة تشير إلى أن قمع المليشيات وصل للموالين للجماعة ولن يسلم منه أحد.

اعتراف القيادي السامعي وهو ذراع لإيران في اليمن، يأتي في وقت تنامي الصدمات والمواجهات في قلب مناطق نفوذ المليشيات، كان آخرها معارك أوقعت نحو 25 قتيلا وجريحا في أجزاء محافظتي تعز والجوف الخاضعة للانقلابيين.

ففي تعز، دفعت مليشيات الحوثي بحملة أمنية يقودها ما يسمى مدير أمن التعزية القيادي سعيد الكامل لمطاردة ما أسمتهم المليشيات "مطلوبين أمنيا"، وهي إحدى التهم التي تلفقها المليشيات لقمع كل المناهضين في مناطق نفوذها.

وأكد مصدر حكومي مسؤول، أن من كانت تلاحقهم المليشيات فروا إلى مديرية ماوية شرقي تعز ونصبوا هناك مع أحد المناهضين للمليشيات يدعى محمد صادق السناوي كمينا مسلحا للحملة الحوثية، ما أدى إلى تكبدها قتلى وجرحى.

وأكد المصدر أنه عندما عرف الحوثيين بوجود السناوي وجهوا حملة واسعة وحاولوا اقتحام بلدة "الترس" في معبر الشرمان بمدينة ماوية ما أدى لاندلاع معارك عنيفة، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة 20 حوثيا بينهم قائد الحملة المدعو سعيد الكامل، فيما قتل السناوي و3 آخرين وعمدت المليشيات للتمثيل بجثثهم أمام العامة.

في الجوف، نصب مسلحين من رجال القبائل كمينا محكما لدورية أمنية لمليشيات الحوثي في منطقة "معيمرة" على الطريق الرابط بين مديريتي المتون والحزم في المحافظة ما أدى إلى سقوط 5 قتلى وجرحى من الانقلابيين.

وأكدت مصادر قبلية أن رجال القبائل استهدفوا عناصر المليشيات أثناء مرورهم في المنطقة، وأسقطوا منهم 3 قتلى وأصابوا 2 آخرين قبل فرارهم إلى جهة مجهولة.

وجاءت المواجهات في تعز والجوف بالتزامن مع مواجهات مماثلة في الحديدة بين قيادات حوثية أمنية وقبلية وفي عمران بين رجال القبائل وحملة عسكرية للمليشيات.

ففي الحديدة، فجرت خلافات وتبادل تهم بالعمالة لأمريكا وإسرائيل معارك شرسة بين مسلحي ما يسمى "الأمن الوقائي"، جهاز المخابرات للمليشيات ومسلحين يتبعون الزعيم القبلي عبدالله عبده عطيفي والتي تمنحه المليشيات رتبة عميد ويقود ما يسمى "اللواء السابع حماة الساحل".

ودارت المواجهات في بلدة المغرس جنوب مديرية التحيتا، جنوبي الحديدة، ما أسفر عن مصرع عدد من عناصر جهاز الأمن الوقائي وجرح آخرين فيما قتل 3 عناصر من مجاميع المدعو عطيفي وجرح آخرين، بحسب مصادر أمنية.

وفشلت مليشيات الحوثي في فض الاشتباك وحل الخلافات رغم دفعها بقيادات للتوسط بين الطرفين، فيما لجأ المدعو عطيفي لاستدعاء وجهاء وشيوخ التحيتا لمطالبتهم بالوقوف لجانبه ضد عناصر المليشيات غير المنحدرين من تهامة، وفقا لذات المصدر.

أما في عمران، فاصطدمت حملة عسكرية وأمنية للمليشيات بمقاومة عنيفة من أبناء قبائل "ذو قزان"، و"ذو زايد"، و"المشراقي" بمديرية صوير، الذين تتهمهم المليشيات بتصفية قيادي حوثي داخل إحدى مدارس المديرية، مؤخرا.

ووفقا لمصادر قبلية فقد تحصن رجال القبائل في جبل "ضكان" بعزلة الذيبة والعجيرات في صوير ونجحوا في إجبار المليشيات على التراجع بعد تكبدها قتيلا ومصابين اثنين.

وتعد المواجهات في عمران امتدادا لفشل نهج مليشيات الحوثي القائم على استخدام القوة المفرطة في إخضاع القبائل، وثمنا لتدخلها في القضايا القبلية ومحاولتها أحياء صراعات قديمة بين القبائل وحلها بقوة السلاح.

وفي صنعاء، احتشدت قبيلة همدان، رفضاً لمخطط مليشيات الحوثي تقسيم مديريتهم؛ وضم أجزاء منها لمديريتي معين وبني الحارث التابعتين لأمانة العاصمة، في خطوة وجهت رسالة ردع للانقلابيين.

ويستهدف تقسيم الحوثي لتفكيك قبائل طوق صنعاء، والسطو على أراضيها ومضاعفة الإيرادات، لا سيما مناطق مثل شملان التي تضم مصنع الماء شهير، ومناطق أخرى تضم كسارات ومصانع، وهو ما تراه القبيلة يستهدف مصدر قوتها.

وتنتشر الصراعات الداخلية على امتداد خارطة المحافظات الخاضعة للحوثيين، لا سيما بين القبائل والمليشيات والتي تشعلها العنصرية التي تمارسها الجماعة ضد القبلية، فضلا عن الصراعات البينية على الامتيازات والمناصب والأموال.
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان