الرئيسية - العالم - هل اُغتيل مثل قائد فاجنر؟| سيناريوهات سقوط مروحية "رئيسي".. من قتـ ل رئيس إيران؟
هل اُغتيل مثل قائد فاجنر؟| سيناريوهات سقوط مروحية "رئيسي".. من قتـ ل رئيس إيران؟
الساعة 08:30 مساءً (نيوز لاين -متابعات)

"ما الذي قد يكون سبب تحطم المروحية التي أودت بحياة الرئيس الإيراني؟" .. سؤال يشغل بال كافة المتابعين للشأن الإيرانى والشرق الأوسط بشكل عام خلال الـ48 ساعة الماضية، وقد كان الحادث الذي أودى بحياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والعديد من كبار المسؤولين الآخرين يوم الأحد هو أحدث حادث مميت لطائرات الهليكوبتر في السنوات الأخيرة.

وبحسب صحيفة NPR الأمريكية، فبالنسبة لمعظم الناس، يتبادر إلى الأذهان العديد من الحوادث المشابهة حول العالم، ومنها حادث وفاة نجم الدوري الاميركي للمحترفين المتقاعد كوبي براينت وابنته البالغة من العمر 13 عامًا وسبعة آخرين في حادث تحطم طائرة هليكوبتر في كاليفورنيا قبل أربع سنوات، وكذلك في عام 2018، توفي رجل الأعمال التايلاندي فيشاي سريفادهانابرابا، الذي كان يملك نادي ليستر سيتي لكرة القدم، مع أربعة آخرين في حادث تحطم طائرة هليكوبتر، وفي العام السابق، قُتل تروي جينتري، الذي كان آنذاك جزءًا من فرقة موسيقى الريف مونتغمري جينتري، في حادث تحطم سيارة في نيوجيرسي، وكذلك مقتل زعيم فاجنر، فأيهما أقرب فى تشابه سبب الحادثة مع مقتل الرئيس الإيراني؟. 

 

خلاصة التحقيقات

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فقد خلص التحقيق في الحادث الذي أودى بحياة براينت والآخرين على متن طائرة سيكورسكي S-76B إلى أن الطيار أصبح مشوشًا عندما طارت المروحية إلى ضفة سحابية، معتقدًا أنه كان يتسلق بينما كان في الواقع يغرق في أحد التلال، كما تم إلقاء اللوم على خطأ الطيار في الحادث الذي أدى إلى مقتل جينتري، في حين خلص التحقيق في الحادث الذي شمل فيكاي إلى أن مروحية ليوناردو AW169 قد أسقطت بسبب فشل آلية الدوار الخلفي الخاصة بها .

ولكن من المستحيل أن نقول على وجه اليقين السبب وراء الحادث الذي وقع في إيران يوم الأحد والذي أدى إلى مقتل رئيسي ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والآخرين، ولكن قد يكون لواحد أو أكثر من العوامل المذكورة أدناه دور في ذلك.

 

هل سوء الأحوال الجوية عاملاً في الحادث المميت؟

وتشير التقارير الأولية عن تحطم الطائرة في إيران إلى أن المروحية كانت تحلق في "منطقة جبلية ضبابية في شمال غرب البلاد"، وفقا لوكالة أسوشيتد برس، وتعد الظروف الجوية السيئة السبب الرئيسي لحوادث طائرات الهليكوبتر أو الطائرات الدوارة، ووفقًا لتحليل تم تقديمه في منتدى عام 2021 للمعهد الأمريكي للملاحة الجوية والفضائية، كان الطقس عاملاً في 28% من جميع حوادث تحطم طائرات الهليكوبتر المميتة، وجاء في التحليل في ملخصه أن "الرياح كانت متورطة في معظم الحوادث ولكنها نادرا ما تسببت في الوفيات، وكانت ظروف الرؤية السيئة بسبب مزيج من الإضاءة المنخفضة والسحب مسؤولة عن معظم الحوادث القاتلة المرتبطة بالطقس".

ويشير إلى أن طائرات الهليكوبتر تعمل عادة على ارتفاعات أقل من الطائرات ذات الأجنحة الثابتة ويمكنها الإقلاع والهبوط بعيدا عن المطارات، وبالتالي، فقد قلل طيارو طائرات الهليكوبتر من إمكانية الوصول إلى معلومات الطقس بسبب مشاكل في الاتصال أو تناثر التغطية الجوية في تلك المناطق وعلى تلك الارتفاعات، وفي فبراير، قُتل خمسة من مشاة البحرية عندما تحطمت طائرتهم CH-53E Super Stallion – وهي أكبر طائرة هليكوبتر يديرها الجيش الأمريكي – في الجبال خارج سان دييغو أثناء عاصفة.

 

المروحيات أخطر من الطائرات

في حين أن المقارنة المباشرة لسجلات السلامة لوسائل النقل المختلفة محفوفة بالصعوبات، ويشير التحليل الذي أجراه موقع السفر The Points Guy في عام 2019 إلى أن رحلات الطيران أكثر أمانًا إلى حد كبير من "رحلات طائرات الهليكوبتر غير المجدولة"، ومع ذلك، لا تزال رحلات طائرات الهليكوبتر هذه تحقق نتائج أفضل بكثير من حيث السلامة من القيادة أو ركوب سيارة أو سيارة دفع رباعي أو حتى "الطيران العام"، مثل الرحلات الجوية في الطائرات الخاصة.

ويقول جون جوجليا، العضو السابق في المجلس الوطني لسلامة النقل، في وقت سابق من هذا العام، في حديثه إلى PBS، إنه بسبب الأتمتة، فإن معظم الطائرات تتسامح مع إلهاء الطيار اللحظي، لكن "المروحيات تتطلب الكثير من التركيز، وبالتالي يفقد الناس تركيزهم في بعض الأحيان، وتكون العواقب وخيمة.

 

وكانت مروحية الرئيس الإيراني طائرة قديمة

والمروحية التي تحطمت في إيران كانت من طراز Bell 212 ، وهي نسخة مدنية ذات محركين من الطائرة الموقرة "Huey" UH-1 التي أصبحت موجودة في كل مكان خلال حرب فيتنام في الستينيات والسبعينيات، وتظهر شبكة سلامة الطيران ، التي تحتفظ بقاعدة بيانات لحوادث الطائرات المختلفة، أن طائرة Bell 212 ونظيراتها العسكرية تعرضت لنحو 30 حادثًا منذ عام 2017، ثمانية منها تسببت في وفيات.

ومن المحتمل أن يكون جهاز Bell 212 في إيران قد تم شراؤه في السبعينيات عندما كان الشاه لا يزال في السلطة، قبل الثورة الإسلامية في البلاد عام 1979، وفقًا لما ذكرته صحيفة The National اليومية التي تديرها الدولة باللغة الإنجليزية في الإمارات العربية المتحدة.

 

العقوبات الأمريكية قد يكون لها دور في الحادث

 

وبحسب الصحيفة نفسها، بعد الإطاحة بالشاه، واصلت إيران استخدام العديد من الطائرات الأمريكية الصنع، ولكنها واجهت صعوبة في الحصول على قطع الغيار بسبب العقوبات الأمريكية، ونقلت وكالة أنباء مهر شبه الرسمية الإيرانية في مارس عن نائب القسم العلمي لتنمية الاقتصاد القائم على المعرفة، جواد مشايخ، قوله إن البلاد أصبحت أخيرًا مكتفية ذاتيًا بنسبة 100٪ في توريد قطع غيار الطائرات، ولم يذكر أي شيء على وجه التحديد حول أجزاء طائرات الهليكوبتر.

ونقلت وكالة مهر للأنباء عن مشايخ قوله إن إيران كانت في السابق "تعتمد بشكل كبير" على مصادر أجنبية في مثل هذه الأجزاء وأن العقوبات الأمريكية المفروضة على البرنامج النووي الإيراني "تسببت في تحدي في هذا الصدد"، وفي تعليق نشره منتدى الخليج الدولي، كتب الصحفي كوروش زياباري أن صناعة الطيران الإيرانية عانت من سنوات من الإهمال ونقص الاستثمار والعقوبات القاسية، وأن الحوادث متكررة ومعايير سلامة النقل الجوي تنخفض بشكل مطرد.

 

 

سيناريو زعيم فاجنر .. حوادث غامضة أودت بحياة السياسيين

 

 

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فلا شيء يشير على الفور إلى إمكانية حدوث عمل تخريبي في حالة تحطم المروحية في إيران، لكن استخدام "حادث" طيران كوسيلة للقضاء على زعيم وطني أو منافس سياسي كان موضع شك في الماضي، ففي أغسطس الماضي، قُتل يفغيني بريغوزين، رئيس مجموعة فاغنر الروسية للمرتزقة، الذي قاد انقلاباً فاشلاً ضد الكرملين، عندما سقطت الطائرة الخاصة التي كان يستقلها في حقل خارج موسكو، ويعتقد الكثيرون أن تدمير الطائرة كان بأمر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

وفي إبريلن 1994، قُتل الرئيس الرواندي جوفينال هابياريمانا، وهو من قبيلة الهوتو، عندما أسقط صاروخ الطائرة التي كان يستقلها ــ وهو الحادث الذي أشعل شرارة الإبادة الجماعية في رواندا، ولم يوجه التحقيق اتهامات إلى الجناة المزعومين، وفي عام 1988، قُتل الرئيس الباكستاني محمد ضياء الحق عندما تحطمت طائرة النقل من طراز C-130 التي كان على متنها فجأة بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار في مدينة بهاوالبور شرق باكستان. وفي ذلك الوقت، أفاد شهود عيان أنهم رأوا الطائرة تحلق بشكل متقطع ثم تهبط، وخلص تقرير رسمي باكستاني في وقت لاحق إلى أنه "في غياب سبب فني، فإن السبب الوحيد المحتمل الآخر للحادث هو وقوع عمل إجرامي أو تخريبي".

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان