تواصل القيادات الحوثية المعينة في مناصب قيادية في الحكومة والسلطة المحلية ممارسة أبشع الجرائم وأعمال النهب والسلب للقطاع الخاص وإيرادات المؤسسات والمرافق الحكومية في المناطق الخاضعة لسيطرتها دون المبالاة بالأوضاع المعيشية التي يقاسيها المواطنين في ظل رفض صرف المرتبات الشهرية منذ 10 سنوات.
حالة جديدة تكشف الوجه الحقيقي للقيادات الحوثية التي تنتهج الفساد والنهب للبحث عن الأموال وإثراء جيوبها وأرصدتها البنكية من قوت المواطنين والشركات والمؤسسات الخاصة التي أصبحت تحت سكين الجباية والإتاوات الحوثية.
مدرسة المناهل الأهلية في محافظة إب، الخاضعة لسيطرة الجماعة، تعرضت لاقتحام مسلحين قبل أيام بهدف الاستيلاء عليها من قبل قيادات حوثية، قبل أن يتدخل قيادي أخر معين في منصب وكيل محافظة إب لإيقاف عملية الاستيلاء الاقتحام تحت غطاء "التحكيم لحل الخلاف".
مصادر محلية قالت أن وكيل المحافظ المدعو القاسمي استغلال الصفة التي يطلقها على نفسه تحت مسمى "محكما لحل الخلاف" كغطاء لممارسة الضغوطات على إدارة المدرسة الخاصة التي تعد من أنجح المدارس وأشهرها في إب.
بحسب المصادر أن القاسمي متورط مع العصابة المسلحة التي حاولت الاستيلاء على المدرسة تحت مبررات وحجج واهية، بهدف إخضاع إدارة المدرسة وإجبارها على دفع إتاوات وأموال كبيرة من إيراداتها بشكل شهري، وصل إلى نصف مليون شهرياً.
ورغم الشكاوي والبلاغات التي تقدمت بها إدارة المدرسة لإدارة أمن محافظة إب والسلطة المحلية المختطفة من قبل الحوثيين، إلا أن تلك البلاغات والمناشدات لم تجد أذناً صاغية، بل كشفت التواطؤ الكبير بين القيادي الحوثي والإدارات الأمنية والمحلية لإتمام عملية الضغط والابتزاز.
بدوره، كشف الصحفي خليل العمري عن تدخلات القاسمي المستمرة منذ أربع سنوات للاستيلاء على المدرسة، متهما إياه بتنصيب نفسه حارسا عليها بالرغم من انتهاء صفته بعد صدور الحكم.
وفي تغريدته التي أرفقها بمذكرتين رسميتين إحداهما بتوقيع رئيس حكومة صنعاء السابق عبد العزيز بن حبتور موجهة إلى محافظ إب وتقضي بإلزام القاسمي بكف تدخلاته نهائيا حتى يتم البت في القضية قضائيا، وجه العمري رسالة إلى القاسمي جاء فيها: "الأخ وكيل محافظة إب يحيى القاسمي المحترم، قبل 4 سنين نصبت أنفسكم حارسا على مدرسة المناهل حتى يصدر المحكمون (أنت أحدهم) حكمهم".
وأضاف: "وقد صدر الحكم وانتهت صفتك، كف يدك عن المدرسة ودع الطرفين يُشرّفون الحكم أو يستأنفوه أمام القضاء قائد الثورة ينتظر منكم حل الخلافات وأنتم تؤججونها!".
وكان القاسمي مع مسلحين يرتدون زيا أمنيا اقتحموا قبل أيام مدرسة المناهل في مدينة إب، وأصر على الدخول بسيارته وبالأطقم إلى الداخل أثناء امتحانات الطلاب، الأمر الذي أثار استهجانا واسعا من قبل المواطنين في مدينة إب.