في خطوة تهدف إلى تعزيز السياحة الثقافية والدينية في المملكة، أعلن المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، عن إطلاق مشروع "على خطاه"، وهو مشروع تاريخي ضخم يحاكي درب هجرة النبي ﷺ من مكة إلى المدينة المنورة.
المشروع الذي يمتد على طول 470 كيلومتر يعتبر واحد من أبرز المبادرات التي تجسد رؤية السعودية 2030، ويهدف إلى جذب ملايين السياح والزوار من مختلف أنحاء العالم، للاطلاع على رحلة تاريخية وإنسانية غيّرت مجرى التاريخ.
يتبع مشروع "على خطاه" المسار التاريخي لهجرة النبي محمد ﷺ من مكة إلى المدينة المنورة، ويهدف إلى إعادة إحياء هذا الطريق وتحويله إلى تجربة ثقافية وتاريخية فريدة من نوعها.
يمر الطريق عبر عدد من المواقع التاريخية والطبيعية التي كانت شاهدة على تلك الرحلة الاستثنائية، بما في ذلك الجبال والصحارى والواحات.
وأكد المستشار تركي آل الشيخ خلال حفل التدشين أن المشروع يشكل نقطة تحول تاريخية وسياحية، حيث سيتم تطوير معالم تاريخية وبنية تحتية متكاملة على طول المسار، تشمل محطات للاستراحة، مراكز ثقافية، متاحف تفاعلية، ومناطق ترفيهية.
كما أشار إلى أن المشروع سيجمع بين التكنولوجيا الحديثة والأسلوب التقليدي لإعادة إحياء الأحداث التي رافقت الهجرة النبوية.
يمثل مشروع "على خطاه" أحد أهم المشاريع التي تسعى لتعزيز السياحة الدينية والثقافية في المملكة، ويهدف إلى:
سيتم تنفيذ المشروع على مراحل لضمان توفير تجربة متكاملة للزوار، المرحلة الأولى تشمل تطوير المسار الأساسي وإعداد المرافق الحيوية، بينما تتضمن المراحل التالية إضافة المراكز الثقافية والتجارب التفاعلية.
أكد آل الشيخ على أن المشروع سيعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا لتقديم تجربة تعليمية وثقافية مبتكرة.
وسيتم توفير تطبيقات ذكية تمكن الزوار من تتبع المسار باستخدام تقنية GPS، مع إرشادات صوتية ومعلومات مرئية عن كل نقطة توقف على الطريق.
كما أشار إلى أن تقنيات الواقع الافتراضي (VR) ستتيح للزوار فرصة معايشة الأحداث التاريخية بشكل حي، ما يجعل الرحلة أكثر تفاعلاً وعمقاً.
من المتوقع أن يسهم المشروع بشكل كبير في دعم الاقتصاد المحلي، حيث سيعمل على خلق الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.
كما سيشجع على الاستثمار في البنية التحتية السياحية والخدمات المرتبطة بها، مثل النقل، الإقامة، والمرافق التجارية.
وعلى الصعيد الاجتماعي، سيعزز المشروع من الوعي الثقافي والديني لدى الزوار من داخل المملكة وخارجها، مما يسهم في نقل صورة إيجابية عن الحضارة الإسلامية والتاريخ السعودي.
وأشار آل الشيخ إلى أن المشروع سيتضمن تعاون مع خبراء دوليين في مجال السياحة الثقافية والتاريخية لضمان تقديم تجربة عالمية المستوى، كما سيتم دعوة المستثمرين المحليين والدوليين للمساهمة في تطوير المشروع.
يمثل مشروع "على خطاه" رؤية مستقبلية تسعى لدمج التراث الإسلامي العريق مع التطورات الحديثة في مجال السياحة.
وبتنفيذه، ستصبح المملكة العربية السعودية وجهة أساسية للسياحة الثقافية والدينية، مما يعزز من مكانتها كوجهة عالمية تلبي تطلعات السياح والمحبين للثقافة الإسلامية.