أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، يوم الأربعاء، تمكنها من إدخال مساعدات إنسانية إلى مدينة الدريهمي جنوب محافظة الحديدة (غرب اليمن) فيما أكدت مصادر عسكرية عرقلة وتأخير مليشيات الحوثيين وصول المساعدات ومنعها موظفي الأمم المتحدة من لقاء المدنيين المحاصرين في المديرية.
وقالت المتحدثة الرسمية باسم مكتب الصليب الأحمر بصنعاء، ناتالي بكداش، إن اللجنة الدولية تمكنت الثلاثاء، "من إدخال مساعدات إنسانية مكونه من طعام وماء ومواد إيوائية وأدوية للمدنيين في مركز مديرية الدريهمي".
وكانت قافلة مساعدات غذائية تابعة للصليب الأحمر الدولي، وصلت محيط الدريهمي قادمة من العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، الثلاثاء، بهدف إغاثة السكان المحاصرين من قبل ميليشيات الحوثي في المدينة منذ منتصف العام الماضي.
بيان لألوية العمالقة المشاركة في عمليات الساحل الغربي، قال إن القوات المشتركة وتحالف دعم الشرعية سهّلا وأمّنا مرور قافلة مساعدات تابعة للصليب الأحمر كان اجتماع ضم نائب رئيس بعثة الصليب الأحمر باليمن، مع العميد أحمد الكوكباني نائب رئيس الفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة، أفضى إلى تنسيق وصولها. وفقا للمتحدث باسم القوات المشتركة "وضاح الدبيش".
وأضاف الدبيش في تصريح لـ"المصدر أونلاين" أن القافلة تعرضت لإطلاق نار من مليشيات الحوثيين، ما جعل سائقي الشاحنات يتركونها ويفرون إلى مواقع تمركز القوات المشتركة بمحيط المدينة.
واتهم الدبيش المليشيات بـ"عرقلة وصول المساعدات إلى المدنيين الذين تتخذهم دروعاً بشرية...قبل أن تنجح الضغوط من مكتب المبعوث الأممي مارتن غريفيث، ورئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة، أبيجيهت غوها، في إجبارها على السماح بدخول المساعدات".
وأشار الدبيش إلى تعرض الفريق الأممي المرافق للقافلة لـ "المضايقات والاعتداء" من قبل جماعة الحوثيين حيث منعتهم من الوصول ولقاء المواطنين والجرحى وأسرى القوات الموالية للحكومة لديهم.
وأكد مصدر عسكري في عمليات القوات المشتركة في الدريهمي لـ"المصدر أونلاين" تلقيهم بلاغات في ساعات متأخرة أمس (فجر الاربعاء) من الفريق الأممي المسير لقافلة المساعدات، تشير إلى تعرضهم للاعتداء والمضايقات ورفض المليشيات السماح بمغادرتهم أو لقاء المدنيين المحاصرين.
و لم تنفِ أو تؤكد المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن تلك المعلومات، وقالت "ناتالي بكداش" لـ"المصدر أونلاين" أن مهمة إدخال قافلة المساعدات إلى الدريهمي "كانت مهمة معقدة و فيها تحديات لوجيستية".
وأوضحت المتحدثة باسم الصليب الأحمر في اليمن، أنه ورغم "كل الصعوبات تمكنا من إدخال المساعدات إلى الدريهمي"، مشيرة إلى أن اللجنة الدولية تتحرك "عندما تتوفر لدينا الضمانات الأمنية من جميع أطراف النزاع وهذا ما حصل" في الدريهمي.
وتتضمن مهمة الصليب الأحمر إلى جانب إيصال الغذاء، إجلاء من يرغب من المدنيين المحاصرين في الدريهمي إلى خارج المدينة، إلا أن المليشيات منعت فريق الصليب الأحمر من لقاء المدنيين والاطلاع على أوضاعهم ووفق مصدر بالفريق الحكومي بلجنة تنسيق إعادة الانتشار.
وسبق أن التقى مسؤولو الصليب الأحمر بنازحين من أهالي المديرية والذين قدموا شكاوى من المعاملة اللاإنسانية واستخدام المليشيات أقاربهم وذويهم في المدينة دروعاً بشرية في محيط مواقع تمركزهم، وفق متحدث القوات المشتركة "الدبيش".
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلن برنامج الغذاء العالمي تمكنه من إدخال مساعدات غذائية إلى الدريهمي للمرة الثانية، وكان قد تمكن من إيصال مساعدات للمديرية في يونيو/حزيران.
وترزح مدينة "الدريهمي" تحت وطأة حصارٍ قاسٍٍ منذ اقتراب القوات الموالية للحكومة وسيطرتهم على أجزاء واسعة منها منتصف العام الماضي، ويتبادل الطرفان الاتهامات حول محاصرة المدنيين في المدينة، وتقول الحكومة إن جماعة الحوثيين المدعومة إيرانياً تستخدم السكان كرهائن وتمنع بشكل متكرر دخول المساعدات الغذائية والإنسانية إلى المواطنين.
وظلت رؤيتا أطراف الصراع عن الدريهمي حاضرة بكثرة في الأشهر القليلة الماضية، عبر وسائل الإعلام، وبين الحين والأخر يتطرق المبعوث الأممي في إحاطاته المتكررة لمجلس الأمن لوضع المدنيين في المديرية، ويطالب بأن تكون خطوة لإثبات حسن النية في إطار تنفيذ اتفاق ستوكهولم المتعثر منذ إبرامه في ديسمبر 2018 بين الأطراف اليمنية.
وكان تقرير فريق الخبراء الدوليين البارزين التابع لمجلس حقوق الإنسان، حمل الحوثيين والحكومة، مسؤولية الأزمة والحصار المفروض على سكان الدريهمي، الذين لم يصل لإحصاء دقيق لعددهم.