أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية BBC، عن خطتها للاستغناء عن 382 وظيفة في جميع أنحاء خداماتها العالمية، كما سيتم إلغاء بثها الإذاعي بعشر لغات منها العربية بعد 84 سنة من البث.
أوضحت BBC أن هذا القرار يأتي في إطار خطة لإعادة الهيكلة والتوجه إلى الرقمية، حيث سيتم إغلاق البث الإذاعي بعشر لغات منها العربية والفارسية والبنغالية والصينية والهندية والإندونسية والأوردو والتاميلية، ذلك بسبب التكاليف المرتفعة وأزمة التضخم العالمية الحالية.
وعلق الكاتب الصحفي اليمني المعروف عبدالسلام القيسي على إعلان إذاعة BBC عربي عن عملية الإغلاق قائلاً:
بي بي سي،اذاعة الذكريات،صوتها الصباحي مختلف وهو يخترق الجدران من مذياع ( عبده حسن ) وكلما تجادلنا يحسمها كهول البلدة بالحقيقة الفجة : قالت بي بي سي ! وأتذكر أنني كذبت على أمي الباكية ليلة القبض على صدام حسين أن البي بي سي قالت أن صدام لم يقبض عليه،وأنه شبه لهم،كذبتي أن بي بي سي قالت والا فالشائعة أخذتها من أحاديث الكبار الذين يتداولونها في مجالسهم لتخفيف وطأة الخبر المهول وهو سقوط آخر الكبار في قبضة العدو الغاشم ..
نجحت ( البي بي سي ) في البقاء محل المصدر الأول للخبر،في المجتمعات المتهالكة،والعالم الثالث،والشيء الملفت أن اليمني كان يتابع مجريات حرب العراق وينتظر لحظة نصر صدام على دول العدوان العالمي ويستقي الحقيقة من بي بي سي رغم أن بريطانيا الترتيب الثاني بعد أمريكا لغزو العراق،ومع ذلك يذهب اليمني كما أتذكر،وكنت بعمر العاشرة،للبحث عن الحقيقة من مذياع بي بي سي
أصوات المذيعين هي الحقيقة الفارقة،كانت بي بي سي تنجح في استقطاب أهم الأصوات،أتذكر رنة وبحة وقرار وصوت مذيعي الإذاعة برنين فارق وأنا أغط في النوم،كانت مرتبطة بالصباح،ينهض الكبار بالغبش ويفتحون الراديو على بي بي سي،يكرهون بريطانيا ويأخذون الخبر منها،ولكن قدرة الاذاعة على إختيار مقامات الأصوات أنجحها ..
بعد سقوط جسر لندن بوفاة الملكة،توقفت عبارة ( هنا لندن ) التي كانت مبتدأ كل صباح ونهاية كل يوم من إذاعة بي بي سي بالعربية
أنجرت بريطانيا مهمتها،في عصر الإذاعة وجهت هذا الراديو للعالم العربي،والعوالم الغير ناطقة بالإنجليزية،ويبدو الآن إن شكل التأثير هو من تغير بتغير وسائله،ولم تعد الإذاعة مجدية،فإما وإنتهت المهمة أو أن الإعلام التفاعلي هو المسيطر الآن ولم تعد الإذاعة ذات جدوى .
أشعر فقط أن اشياء رافقتنا تختفي،فكل شيء حولنا يتغير،وأحزن .