مرة منذ نحو شهرين لم تعلن جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا هجمات ضد السفن أو الاحتلال الاسرائيلي هذا الأسبوع، وظهر “عبدالملك الحوثي” أمس الخميس في خطابه الأسبوعي، دون الحديث عن “عمليات جبهة الإسناد في اليمن” ومع ذلك توعد بالرد على الهجوم الاسرائيلي على ميناء الحديدة.
في الخطابات السابقة كان الحوثيون وعلى رأسهم زعيم الجماعة يقول إن انخفاض الهجمات ناتج عن انخفاض حركة السفن، لكنه لم يقدم أي تفسير هذا الأسبوع لانخفاض تلك الهجمات إلى الصفر، منذ الهجوم الإسرائيلي على الميناء.
تداعيات كبيرة
أسفر الهجوم الإسرائيلي على ميناء الحديدة عن تدمير عشرات الخزانات النفطية الاستراتيجية التي كان يستخدمها الحوثيون لتخزين المشتقات النفطية قبل توزيعها في السوق.
ووفق مصادر مطلعة في الحديدة فإن الغارات دمرت 28 خزانا نفطيا “ديزل، بترول ، مازوت ، وقود طائرات” إضافة إلى خزانات الاطفاء والمضخات وخطوط النقل من رصيف الناقلات للخزانات، ومبنى المختبر والقسم البحري وغيرها من الخسائر المادية الكبيرة.
ويقدر خبراء أن سعة الخزانات كانت تصل إلى 150 ألف طن، ولم يتبق سوى خزانات تتسع لأقل من 50 ألف طن في ميناء رأس عيسى بالصليف شمالي الحديدة.
تقدر الحكومة أنه منذ إعلان الهدنة الاممية في 2 ابريل/نيسان 2022 حتى يوم الإثنين 14 أغسطس/آب 2023، بلغت واردات (157) سفينة بإجمالي حمولة (4،098،067) طن متري، أي ما يعادل أكثر من 4 مليار لتر من النفط، 50% من هذه الكميات قُدم للحوثيين مجانا من قبل ايران، وتم بيعه في الأسواق المحلية بسعر السوق السوداء، بقيمة تبلغ ثلاثة مليارات و500 مليون دولار.
وقال محافظ البنك المركزي في وقت سابق 2023 إن الضرائب التي يتحصلها الحوثيون من الوقود بعد الهدنة الأممية وتحويلها لصالح الجماعة تبلغ أكثر من 350 مليار خلال ثمانية أشهر فقط بين إبريل وديسمبر2022.
بالإضافة إلى الخسائر الكبيرة التي يمكن أن تتعرض لها جماعة الحوثي نتيجة نقص الواردات يفيد ملاحيون أن أعدادا كبيرة من سفن الحاويات غيرت مسارها من الصين إلى عدن بدلا عن موانئ الحديدة، رغم حديث الحوثيين المتكرر بأن الميناء لم يتضرر، في حركة سفن الحاويات.
لم يكن يمتلك ميناء الحديدة أي رافعات جسرية منذ إعادة فتحه في إبريل/نيسان 2022 ويعتمد على سفن الحاويات التي تمتلك كرينات خاصة على ظهرها.