الموت ببطء..!!
الساعة 10:21 صباحاً

كنت أعتقد أن الموت ببطء فقط للحالات المرضية الميؤس من علاجها طبياً ولم يبق لها إلا رحمة الله أن تحل بها أو شيء من العمر يبقيها لتكمل رحلة العمر أو تتوقف عند هذه المحطة..

لم يمر بخلدي أن الموت ببطء له حالاته ونوباته وصرعاته ومواقفه التي تقتل صاحبها وتسلبه الحياة فينتظر على حافة الحياة ينتظر قطار الموت ليأخذه ويطوي رحلته تماماً..

لم يدر بخاطري يوماً أنني سأقف على أحد هذه الحالات التي (يجوس) حولها الموت ويتربص بها لعجزها التام وعدم مقدرتها على الانتفاض ومواجهة ما ألم بها من داء وبلاء وسقم..

حتى أدركت في قرارة ذاتي أنها هالكة لا محالة إن لم تحل بها رحمة الله وتكتب لها عمراً جديداً وحياة أخرى ويسخر لها الله لها من يكون سبباً في نجاتها وحياتها بعد أن أيقنت هذه الحالة أن لا مناص ولا مهرب من الموت بعد أن عجزت تماما في أن تستجلب أسباب الحياة..


العجز المادي والفاقة والحاجة والعوز والفقر من أكثر ما يدمر المرء في حالة الرزايا والبلايا والأسقام التي تتناوحه أو تحل به على حين (غرة) وتفاجئه بخطورتها وصعوبة التعايش معها..

فإن كان مُعسراً وما أكثرهم فمؤكد سيرفع الرأية (البيضاء) وينتظر قطار الموت ليهوي به إلى القبر وينهي رحلة عمره ومعاناته مع المرض والعناء..

والمعسرون الذين أزرى بهم واقعنا كُثر ما بين متعففٍ لايسأل الناس (إلحافاً) حتى يحسبه الجاهلون غنياً، و مكابراً تتناقص أيامه ويتساقط كبرياؤه ويصبح ضحية سهلة للمرض وجيوشه الجرارة ..

الموت ببطء بات سمة يعيشها معظم أبناء الوطن (المكلوم) وليس (المرضى) وحدهم من يعيشون حالة الموت البطيء، الغالبية العظمى ممن تتجاذبهم صروف وظروف الواقع المزري وتقلباته وتقاليع ساسته..

حتى بات من لا يجد شيئاً ينتظر (الموت) دون اكتراث أو تأفف، فالموت في قانون الشرفاء أفضل بكثير من حياة الذل والهوان التي صنعها المتناحرون..


لا تسقني كأس الحياة بذلة
بل أسقني بالعز كأس الحنظل


رُفعت الجلسة..
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان