يؤكد المؤرخ الشهير الدكتور عبد الرحمن الحجي أن قنطرة قرطبة في الأندلس " إسبانيا " كان الرومان قد بنوها قديما لكنها تهدمت ولم يبق إلا قواعدها في الماء ، ولما جاء الفاتحون المسلمون لم يجدوا شيئا يعبرون عليه إلى قرطبة لأنها في الجهة الغربية وهم جاؤوا من الجهة الشرقية ، وكان الوقت حينها وقت فيضان وعبروا النهر بالخيل ، ولم يكن لها أي أثر كقنطرة ، وبعد ذلك أعاد بناءها الفاتح اليماني السمح بن مالك الخولاني الوالي الرابع أيام عهد الولاة ، والتي كانت ولايته سنتين وأشهر ، وهو طبعا قام بأعمال متنوعة إدارية وعمرانية وترتيبات متنوعة ثم أنصرف إلى الجهاد ، واستشهد رحمة الله تغشاه في الأرض الكبيرة ، وكان قد كتب إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز يستأذنه في استعمال حجارة السور ، سور المدينة في بناء القنطرة ويبني السور من اللبن ، وقد أذن له بذلك .
وقد بنيت سنة (101هـ) ، و قد تم ترميمها في عهد الملك المنصور محمد بن أبي عامر المعافري اليماني سنة 378هـ ، وأنفق على ذلك مائة وأربعين ألف دينار .
وبقيت هذه القنطرة التاريخية على نهر الوادي الكبير وخلال القرون كانت تجري فيها بعض الترميمات .
ويؤكد مؤرخ التاريخ الأندلسي الدكتور الحجي أن القنطرة لم تبن من قبل السمح الخولاني ابتداء وفي الوقت نفسه يعتبر السمح هو من بناها ، إذ لم يكن منها أي بقايا تصلح كقنطرة على نهر الوادي الكبير .
وقد كتب عنها العديد من المؤرخين وقد وصفها أحسن الوصف من قبل الجغرافي والمؤرخ الإدريسي في كتابه " نزهة المشتاق في اختراق الآفاق " بتفاصيل في طولها وارتفاعها وعدد أعمدتها ، وارتفاع ظهر القنطرة من الماء في وقت الفيضان وفي غيره .
وصفها الإدريسي بقوله " قنطرة قرطبة، كانت هي التي علت القناطر فخرا في بنائها، وإتقانها، وحصانتها، وعظمتها، ورونقها، وبهائها، ورفيع قدرها، وهي القنطرة التي يُضرب بها المثل، في الدقةٍ والإحكام والمتانة، حيث لا تعدلها في ذلك قنطرة أخرى من قناطر الأندلس العديدة، فهي باهرة، وهي سيدة قناطر الأندلس كلها، وهي الجسر الأكبر، الذي يعتبر أتم وأعظم جسر بني في معمور الأرض من الحجارة، والذي ما يعرف في الدنيا مثله.
ويذكر البعض من المؤرخين ومنهم المقري صاحب " نفح الطيب في غصن الأندلس الرطيب " أن هشام بن عبدالرحمن الداخل بتجديدها فأحكم بناءها إلى الغاية كما هو تعبير صاحب نفح الطيب
والعجيب أنه لما أتم بناءها لم يمر عليها وذلك أنه قال لأحد وزرائه ما يقول الناس بقرطبة فقال يقولون ما بناها الأمير إلا ليمشي عليها إلى صيده وقنصه فآلى على نفسه أن لا يمر عليها فلم يمر عليها بعد ووفى بما حلف عليه ، وله محاسن ومآثر أوردها المقري وقد عُرف بعنايته بالأدب والعلم وله قصص تشبه بعض ما جاء في سيرة عمر بن عبدالعزيز .
الأكثر قراءةً
الأكثر تعليقاً
-
صالح يؤكد: صور الشهداء ستملأ صنعاء قريبًا.. والنصر يلوح في الأفق!
-
السعودية تُصعّد دعمها: الأمير خالد بن سلمان يقود تحركًا حاسمًا بشأن اليمن
-
نزاع عائلي يتحول إلى مواجهة مسلحة: تفاصيل صادمة عن اشتباكات رجل الأعمال الشيباني في تعز
-
مروان الغفوري يكشف أسرار استهداف ميناء الحديدة.. ماذا وراء التصعيد؟
-
عريس سعودي تشاجر مع عروسه أثناء شهر العسل في دولة أجنبية .. وعندما تركها في الفندق وذهب إلى المطار كانت المفاجأة!
-
الفلكي الجوبي يحذّر من “أيام عجاف” في اليمن
-
طيار يمني يحصل على لقب افضل طيار خاص في مصر..تفاصيل قصة الطيار الذي اشعر اليمنيين اجمع بالفخر!