لقطة تاريخية نادرة ،  يظهر فيها المشير عبد الله السلال رئيس الجمهورية العربية اليمنية.. جالسا على الأرض في ملابسه التقليدية.. معتمرا الكوفية وهو بتواضعه وبساطته المعهودة في" استراحة المحارب" ، يفرد بين يديه مجلة المصور القاهرية التي برزت صورته على غلافها الملون..، ليقرأ ما يكتبه مراسلو المجلة من تقارير ومقالات عن أحداث ثورة 26سبتمبر 1962م الخالدة وصمود أفراد جيش الثورة اليمنية  إلى جانب أشقائهم من ضباط وجنود جيش مصر عبد الناصر ، في مقاومة اخبث هجمة عسكرية وإعلامية ونفسية للتحالف الرجعي الإمبريالي الاستعماري الإسرائيلي المناهض للثورة والجمهورية.
كانت مجلة المصور واحدة من أهم الدوريات المصرية والعربية والعالمية التي أرسلت كبار صحافييها إلى شمال الوطن آنذاك وانتشروا في أرجاء المدن من صنعاء الى تعز وإب والحديدة وذمار وحجة والبيضاء والمحويت ومارب والجوف وصعدة.. ونقلوا بالكلمة والصورة كل تفاعلات ومعارك الثورة وحماس الشعب اليمني والتفافه حول قيادته في الدفاع عن ثورته وجمهوريته.. حاضره ووجوده.. وتطلعاته وأحلامه في الحرية والكرامة والعدل والمساواة ...ولم يقتصر تغطية المصور وغيرها من الصحف اليومية والاسبوعية على المعارك الضارية في شمال الشمال خلال السبع السنوات الأولى من عمر الجمهورية الفتية.. بل امتدت التغطية الإخبارية والتقريرية إلى ما كان يسمى  بالمحميات  الغربية من سلطنات ومشيخات وامارات وحتى عدن المستعمرة حينذاك.. ومن ذلك  واكبت  المجلة بالصورة والكلمة معارك حرب التحرير الشعبية في جنوب اليمن المحتل منذ اندلاع  شرارة الثورة  في14 اكتوبر 1963..فعاش مراسلو المصور معارك الفدائين في ردفان ويافع والحواشب وحالمين و..ونقلت صورا  من ارض المعارك وكيف كان المقاتلون يعيشون ويشربون وياكلون ويتنقلون من جبل الى آخر لمقاومة  اكبر قوة للاحتلال البريطاني برية وجوية
 .(.تفاصيل أكثر أنظر : عبد الحليم سيف" في: ثورتي سبتمبر واكتوبر في الصحافة العربية والدولية"
عبد الحليم سيف

 منشورة في سلسلة حلقات بصحيفة الثورة 2002 و2003 .