لاتملك الا أن تردد مع الفضول وايوب :((مكانني ظمآن )) …
المطر سر كبير من اسرار السماء ، لكنه ليس كذلك على الارض ، فحيث تهطل القطره فثمة فرح في نفس كانت قبله مهجوسة بالوجع …
فاجأني الهاجس الذي اعرفه جيدا في منتصف الشارع فضحكت : مش هنا يا صاحبي , لم يمهلني وذهب وواصلت انا جولتي الى حيث المعرض الكبير ابحث عن جاكت يقيني برودة الشتاء …في تلك المعارض لايوجد البائع الذكي ، بل هناك من يتعامل معك على انك مجرد شوال سيلبسه مااتفق ، خرجت حانقا …
في الشارع تطل الشمس من وراء السحابة السوداء تتخاوصني ثم تختفي ، خيل الي انها جميلة تزيح ستارة النافذة تراقب الشارع عل حبيبها يمر من هناك …
بقايا المطربقع صغيره تنعكس عليها بقايا اشجار تجاهد للبقاء ، وواجهات المنازل ، بقايا مطر الامس الخفيف جاء من هناك على اثراعصار البان ، لكنه حول صنعاء الى فتاة بكر وصبح مبلل بالندى ….
إدريس هناك يجلس امام حبات الطماطم يهيئها لأول زبون ، وعبد القادريمرعليك وبروح ابناء عدن يرمي النكته ويمشي : هيا كيف عيال صفراربعه، فابتسم واواصل …زياد هو الاخر يعرف كيف يكسب زبائنه ، بينما يحيى يلمع منهمكا حذاء عم علوي اتقي انا بقايا الماء المختلط بالطين واشق عبابه متجها الى الصالون : يا منيرابعد الشعيرات البيض من على الحواجب حتى تكتمل الوسامه ، الاحظ ابتسامة عماربينما ينهمك يصفف شعرزبون ….
في الشارع اتصلت لصديقي الاعزاحمد : كيف ؟ فتصلني ابتسامته وتعليقه المعتاد : جو هذا الصباح يغري بالمعصيه !!! هو احمد الذي لم يقهره الوجع فما يزال قادرا على ممارسة الفرح …
الذماري هناك بجانب كوخه الحميم ، اطبطب على كتفيه : سأعوضك قيمة الحمام ، وبأنفة البسطاء : والله ما اقبل خلاص ماتين ساشتغل مع البقاله واوفرقيمة الثانيات، ما اروع كرامة هؤلاء …
هو صباح بكربكل مايحمله الشوق من شجن للمخاوصه ، والمطر في النهاية بداية الحلم ، والحلم ياتي بين القطرات برق هو بشير الخير …
وحده المطرمن يحول المدينة الى معزوفة من موسيقى ، تارة لبيتهوفن ، اخرى لموزارت ، ثالثة لسمير سرور وخورشيد ، هي موسيقى المطرمن تنقلك الى افاق الله الفسيحة تحولك الى كائن من شلال ضوء …
ثمة سحابة سوداء محملة بالفرح تلثم هامة عيبان وباقة الورد المشكل تعتمررؤوس اولئك الصغارامام تلك الجامعة ياتون من منبه يوزعون الفرح لمن يحتاجه …
صباح اليوم بكرا يغني مع ايوب : (( واصبايا فوق بيرالماء والدنيا غبش )) ...يبلل الندى صوته ويبلل اوتارالنفس العابقة بالبخور وجمال امراة تغسل جسدها بالعسل والحليب ….
(( من يسقي بالهوى قلبي ويروي لي العطش ، لأجل روحي ترتوي بالحب رشني رشاش ، واسكبين العطر من قطرالندى حالي الورش )) ...تمنيت الجابري لحظة المطران أجده في الشارع امسكه من يده والى كافتيريا عصام الشيباني ، تخيلتني اقول له : أسألك بالله ياجابري أي هاجس تولاك في اي لحظة استثنائيه كتبت واصبايا ...عند أن ترددها يخيل اليك أن الشارع تحول الى نهر من عطر …
لاأدري لم ورد الى خاطري علي صبره ونسيت عباس ..علي صبره شاعرمن ريحان وفل ، اهلا بمن داس العذول واقبل ، وطلعته مثل الهلال واجمل …
لاتدري لم يجعلك المطرتتذكرالشعر والشعراء ، ذات صباح بكرخرج الى الشارع الشاعر الجميل جدا ابراهيم الحضراني ، كانت صنعاء لحظتها تتجمش بالهثيم ، فابتسم وخاطبها : يهي ياصنعاء تشتي تقعي مثل اوروبا ……………….، وصنعاء الفاتنه تحت المطروفي علان تكون احلى واجمل وابهى من اوروبا ، انا من يقول هذا واعرفها معرفة اليقين حين يتعلق الامربالدماثة والجمال الفتان والحلم ، تكون امراة من مسك وعنبر….
هذا الصباح البكرصبح الخميس صبحي ، موسيقى المطرعزفتها صنعاء في وجه الوجع في لحظة بلل الندى حلمتا نهديها ، صنعاء لاغيرها من يبشرنا ابدا بالصباحات الاستثنائيه …
ومكانني ظمآن عطرا ...
الأكثر قراءةً
الأكثر تعليقاً
-
سائق ينجو من الموت بأعجوبة بعد غارة أمريكية على طريق صنعاء-الحديدة!
-
"موجة بيع غير مسبوقة للعقارات في صنعاء.. هل هي مؤشر لانهيار وشيك؟"
-
"اليمن يفتح أبوابه للعالم: مطار دولي جديد يدخل الخدمة بعد عقد من التوقف"
-
"أطراف خفية تعرقل تحرير الحديدة بإشعال الفتن في الجنوب.. من المستفيد؟"
-
مراسل ل "ترامب": هل صحيح أنكم تراجعتم عن خطة إسرائيلية لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية؟.. شاهد رد الرئيس الأمريكي
-
مغتربون في ورطة.. هل يمكن لحاملي الجوازات السعودية العودة بعد السفر؟
-
"توجيهات تربك سوق الوقود في صنعاء.. والمواطنون في حالة ترقب"