الصباح البكر ..
الساعة 11:32 صباحاً

 

لاتملك الا أن تردد مع الفضول وايوب :((مكانني ظمآن )) …
المطر سر كبير من اسرار السماء ، لكنه ليس كذلك على الارض ، فحيث تهطل القطره فثمة فرح في نفس كانت قبله مهجوسة بالوجع …

فاجأني الهاجس الذي اعرفه جيدا في منتصف الشارع فضحكت : مش هنا يا صاحبي , لم يمهلني وذهب وواصلت انا جولتي الى حيث المعرض الكبير ابحث عن جاكت يقيني برودة الشتاء …في تلك المعارض لايوجد البائع الذكي ، بل هناك من يتعامل معك على انك مجرد شوال سيلبسه مااتفق ، خرجت حانقا …

في الشارع تطل الشمس من وراء السحابة السوداء تتخاوصني ثم تختفي ، خيل الي انها جميلة تزيح ستارة النافذة تراقب الشارع عل حبيبها يمر من هناك …

بقايا المطربقع صغيره تنعكس عليها بقايا اشجار تجاهد للبقاء ، وواجهات المنازل ، بقايا مطر الامس الخفيف جاء من هناك على اثراعصار البان ، لكنه حول صنعاء الى فتاة بكر وصبح مبلل بالندى ….

إدريس هناك يجلس امام حبات الطماطم يهيئها لأول زبون ، وعبد القادريمرعليك وبروح ابناء عدن يرمي النكته ويمشي : هيا كيف عيال صفراربعه، فابتسم واواصل …زياد هو الاخر يعرف كيف يكسب زبائنه ، بينما يحيى يلمع منهمكا حذاء عم علوي  اتقي انا بقايا الماء المختلط بالطين واشق عبابه متجها الى الصالون : يا منيرابعد الشعيرات البيض من على الحواجب حتى تكتمل الوسامه ، الاحظ ابتسامة عماربينما ينهمك يصفف شعرزبون ….

في الشارع اتصلت لصديقي الاعزاحمد : كيف ؟ فتصلني ابتسامته وتعليقه المعتاد : جو هذا الصباح يغري بالمعصيه !!! هو احمد الذي لم يقهره الوجع فما يزال قادرا على ممارسة الفرح …

الذماري هناك بجانب كوخه الحميم ، اطبطب على كتفيه : سأعوضك قيمة الحمام ، وبأنفة البسطاء : والله ما اقبل خلاص ماتين ساشتغل مع البقاله واوفرقيمة الثانيات، ما اروع كرامة هؤلاء …

هو صباح بكربكل مايحمله الشوق من شجن للمخاوصه ، والمطر في النهاية بداية الحلم ، والحلم ياتي بين القطرات برق هو بشير الخير …
وحده المطرمن يحول المدينة الى معزوفة من موسيقى ، تارة لبيتهوفن ، اخرى لموزارت ، ثالثة لسمير سرور وخورشيد ، هي موسيقى المطرمن تنقلك الى افاق الله الفسيحة تحولك الى كائن من شلال ضوء …

ثمة سحابة سوداء محملة بالفرح تلثم هامة عيبان وباقة الورد المشكل تعتمررؤوس اولئك الصغارامام تلك الجامعة ياتون من منبه يوزعون الفرح لمن يحتاجه …

صباح اليوم بكرا يغني مع ايوب : (( واصبايا فوق بيرالماء والدنيا غبش )) ...يبلل الندى صوته ويبلل اوتارالنفس العابقة بالبخور وجمال امراة تغسل جسدها بالعسل والحليب ….
(( من يسقي بالهوى قلبي ويروي لي العطش ، لأجل روحي ترتوي بالحب رشني رشاش ، واسكبين العطر من قطرالندى حالي الورش )) ...تمنيت الجابري لحظة المطران أجده في الشارع امسكه من يده والى كافتيريا عصام الشيباني ، تخيلتني اقول له : أسألك بالله ياجابري أي هاجس تولاك في اي لحظة استثنائيه كتبت واصبايا ...عند أن ترددها يخيل اليك أن الشارع تحول الى نهر من عطر …

لاأدري لم ورد الى خاطري علي صبره ونسيت عباس ..علي صبره شاعرمن ريحان وفل ، اهلا بمن داس العذول واقبل ، وطلعته مثل الهلال واجمل …
لاتدري لم يجعلك المطرتتذكرالشعر والشعراء ، ذات صباح بكرخرج الى الشارع الشاعر الجميل جدا ابراهيم الحضراني ، كانت صنعاء لحظتها تتجمش بالهثيم ، فابتسم وخاطبها : يهي ياصنعاء تشتي تقعي مثل اوروبا ……………….، وصنعاء الفاتنه تحت المطروفي علان تكون احلى واجمل وابهى من اوروبا ، انا من يقول هذا واعرفها معرفة اليقين حين يتعلق الامربالدماثة والجمال الفتان والحلم ، تكون امراة من مسك وعنبر….

هذا الصباح البكرصبح الخميس صبحي ، موسيقى المطرعزفتها صنعاء في وجه الوجع في لحظة بلل الندى حلمتا نهديها  ، صنعاء لاغيرها من يبشرنا ابدا بالصباحات الاستثنائيه …
ومكانني ظمآن عطرا ...

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان