رؤية التاجر الصائب في زمن الضمير الغائب
الساعة 04:04 مساءً

رحم الله الدكتور احمد هايل سعيد انعم، كان يمتلك نظره ثاقبه، ذات يوم وقبل احدى عشرة سنه، وجه الدعوة  لعقد اجتماع  لعددمن الشخصيات ، كنت احدهم وابنه الاستاذ شوقي  لمناقشة موضوع كثافة الطلبة والطالبات الذين يدرسون  في التعليم الاساسي والثانوي ، والشباب العاطلين عن العمل ، وكذلك البطالة التي تنمو في البلاد وخاصة في محافظة تعز ذات الكثافة السكانية
طلب من الحضور ، وضع تصورات لكيفية مواجهة هذه المعضلات التي كانت تؤرقه 
خرج الاجتماع بانجاز تصور ، يعنى بانشاء وحده تنفيذية ، تلحق بالمجموعة ، تعمل  على وضع برامج تاهيلية لمخرجات التعليم الفني في تعز ، تخرجت العديد من الدفع المدربه والجاهزه لسوق العمل المحلي والخليجي ، وتم تسويق هذه المخرجات بتعاون مثمر مع الاستاذ محمد عبده سعيد ( رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية  )الذي كان هو الاخر قد قطع شوطا كبيرا في بناء علاقات قوية مع الغرف التجارية في العديد من الدول الخليجية اثمرت عن اتفاقيات مبرمجه لاستيعاب مخرجات التعليم الفني في الاسواق الخليجيه
الدكتور احمد هايل سعيد ، كان قلقا من عدم وجود فرص عمل لشباب فتي ، ربما سيمثل مشكله صعبه  في المستقبل ان لم يجد من ياخذ بيده ويهيأ له عملا يحفظ له الحد الادنى من الحياة الكريمه، وقال امام الحضور جملته الشهيرة، قد يتحول هولاء الشباب الى قنبلة موقوته تنفجر في وجوه الجميع
بصر وبصيرة تمتع بهما الدكتور احمد هايل سعيد في جميع محطات حياته الزاخرة بالكفاح والمتوجة بالنجاحات التي مثلت علامة فارقة في ارث وتاريخ مجموعة هايل سعيد انعم ، ساعده في ذلك علاقته القوية باهم رجالات المجموعة من المؤسسين الاوائل ابن عمه ورفيق دربه في البناء الوالد المناضل علي محمد سعيد انعم حفظه الله وبارك فيه
قطعت الوحدة التنفيذية شوطا كبيرا في ايجاد فرص عمل لاكثر من الفين شاب في الداخل والخارج، 
غيب المرض الدكتور احمد هايل عن الاحداث المتلاحقة التي شهدتها اليمن ومنها تعز ، وانفجر الشباب في وجوه الجميع  عام ٢٠١١وبدات الامور تتعقد 
حتى وصلنا الى ماوصلنا اليه اليوم
تعز اليوم تحترق ، ليس باطارات السيارات 
ولكن بقلوب ودموع الشباب والشيوخ والنساء والاطفال ، اصبحت تعز نسيا منسيا من الجميع ، فقد ارتهنت احزابها ونخبها وكثير من ناشطيها ، الى دول اقليميه ، ينفذون اجندات تحرق تعز كل يوم مقابل دراهم معدودات ، باعوها بثمن بخس ، احرقوا تعز وجلسوا فوق أطلالها وأشلاء ابناءها ، كما فعل (  نيرون) عندما احرق روما وجلس على تلها يستمع الى الموسيقى
داس الشباب  باقدامهم صور هادي وصور قيادات الشرعية التي لا تمتلك اي مسوغ دستوري او قانوني لتبقى شرعيه قياسا لما تعانيه تعز من اهمال متعمد لم يسبق له مثيل 
كفر ابناء تعز بكل شيء لم تهمل مدينه كما اهملت تعز ولم تحاصر مدينة كما حوصرت تعز ، ولم يعاني مواطن كما عانى مواطن في تعز
لم يعد هناك مجال للسجال والاخذ والرد حول ما يدور في تعز التي وصل الحال فيها   الى المواجهه المسلحة المباشره بين ابناءها واغلاق المحلات  التجارية بسسب تفاقم الازمة الاقتصادية نتيجة تدهور اسعار الصرف وانعكاس ذلك على معيشة الناس
هل يستحي ممثلوا تعز في مجلس النواب والحكومة على انفسهم ويقدموا على تقديم استقالاتهم ؟ وهل لدى الاحزاب نخوة ليعلنوا عن حل احزابهم الانتهازية الهرمة؟ وهل ستتوقف نخب تعز عن التنظير ويعلنوا فشلهم في تقديم الافكار العملية لانقاذ تعز ؟
وهل يستطيع الشباب المتحمس والمعترض على اوضاع تعز صياغة مشروع انقاذي حقيقي لتعز ؟
وهل يمكن للشخصيات الاجتماعية النازحة في محافظات يمنية اخرى او خارج الوطن ، العودة الى مدينتهم التي تحتضر امام اعينهم دون ان يحركوا ساكنا؟
وهل سيتوقف االناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية والقنوات الفضائية عن تاجيج الصراع والنفخ في الكير لصالح هذه الدولة اوتلك او هذا الحزب أوذاك ؟
اسئلة اظن ان الجميع يشاركني طرحها 
لتبقى الاجابات عليها مشنوقة ، حتى يهيأ الله رجالا صادقون يحبون وطنهم اليمن ومدينتهم تعز الحب الذي تستحقه!

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان