مأرب قلعة العرب الأخيرة
الساعة 08:40 صباحاً

بقلم الاستاذ/ابوبكر الدوسي:

يكاد المشهد يتطابق اليوم مع أيلول 1980 حينما دفع الخميني بآلاف الأطفال إلى محارق الموت على الحدود العراقية، مع آلاف من الحرس الثوري، الذين حولتهم حمم المدافع العراقية إلى وقود احفوري محتمل لمستقبل العراق.

لقد أذاقت العراق إيران أشد العذاب في 8 سنوات عجاف، انتهت بمشهد انكسار الخميني حين ظهر قائلا: ” إنني أشعر بالحقارة أني لا زلت على قيد الحياة، وأتجرع كأس السم بقبول اتفاق وقف إطلاق النار”

وهو نفسه من كان يقول إبان الحرب، أمام صدام خيار واحد وهو الانتحار.

اليوم وقد أسقط حص العرب الأخير بغداد، ورفع صدام بيادته من على رأس المجوسي، الذي قال عنهم يوما، إن المجوسي كاللغم مع إن ترفع قدمك عنه حتى ينفجر في وجهك، تعيش اليوم قعلة العرب الأخيرة مأرب معركة تكاد تتطابق في هويتها وآليتها مع تلك المعركة.

مهووس في الكهف يدفع بآلاف الأطفال والشباب والمعوزين إلى صحاري مأرب، طمعا في إسقاطها في ظل صمت دولي ترجمته، افعلوها ولكن سريعا.

لكن مأرب وكعادتها صدت ولا زالت تصد جحافل الإمامة، وتجندلهم في كل محاولة، ولا زالت حتى اليوم بفضل الله شامخة، وصخرة تتحطم عليها كل تلك المحاولات.

إن أقل ما تستحقه مأرب من كل اليمن، ومن محيطها العربي، وقفة صادقة، كضرورة ملحة في إسناد القلعة العربية الأخيرة في وجه المد الإيراني، حيث تقف مأرب اليوم تخوض حربا بالنيابة عن كل عربي، تراه إيران عدوها التاريخي، ويراها مدمرة حواضره، والراعية الأولى لحركات الإرهاب المليشياوي التي عبثت بأربع عواصم عربية.

أسندوا مأرب اليوم، حتى نكفر عن خذلان بغداد بالأمس، واستعيدوا اليمن كي يكون الهجمة الأولى في استعادة العواصم العربية.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان