عادل الأحمدي ذو العينين المدهوشتين.. سلامات
الساعة 02:08 مساءً

اتصلت بصديقي العزيز الأستاذ عادل الاحمدي، وقد تماثل للشفاء من ذبحة صدرية، نُقِل على إثرها الى مدينة الملك فهد الطبية بالرياض الحبيبة.

عادل، صديق جميل، ويكاد يكون أول اليمانيين الذين علت أصواتهم بحرفية عالية في مواجهة المد الإمامي الخطر.

استقبلني عقب خروجي من السجن الظالم، ثم هجرتي الى المملكة بحب وافر، وجُعِل يتلمس وجهي بأصابعه، فرحًا، فأوقد خجلا طاغيًا، وامتنانًا لما لمسته من طيب سعادته، وغِمرتها.

ما زلت اتذكر ذلك الموقف بلطف، وصوته يحن مثل أب وجد ابنه بعد فراق. توثقت صداقتنا، وذهبنا للحج معًا، وبقي قلبه الجميل عطوفًا، كريمًا، وفي عينيه “بهرارة” تضحكني، ودهشة تعلو وجه ذلك الريفي الإبيّ، وشكواه معلقة على أهدابه من هجرانه جمال محبوبته صنعاء بما لم يطفئ لوعته في عشقها والمغامرة على سفوحها، فغادرها مكرهًا، وظلت دهشته دامغة حواسه.

ذات يوم، ونحن على أعتاب مأرب في لحظة تحررها البطولي من غزاة الجبل والكهف، أعلنت عن طلبي ببعض لوازم الأبهة، فشخط في وجهي، وامتدت إصبعه من وراء المقعد الجلدي تهتز مثل غصن يابس، يعاتب بلوعة، ويستنكر: أترضى بالغرور على الناس..

وسَكَنت جاهليتي، وقصدت ربي ليعفو ويغفر، فألفاني “عادل” لدى باب المسجد بحكمة تفتقت من ذهنه المتقد ذكاء وثقافة، قائلًا وقد خفتت حدته: نحن في تراص، وتضحيات الجنود والقبائل والمقاومين بليغة، وإذا فقدنا التزامنا الوطني تبدد إحساسنا بالقضية وكانت الأهواء مصدر إخلال بالقيمة النقية.

وكما ظل في مأرب وعدن ومكة رفيقًا لا يُملّ، تطاول سخاؤه معنا حتى بلغ أكمام السحاب، وفتح للمهاجرين الجدد باب داره، فأطعمنا، من موائد لها روح اليمن، ما أجبر كثيرين على تكرار التطواف حول بيته، علنا نصادفه خارجا أو داخلًا، فيدعونا إلى طعام لا منافس له.

* صديقي عادل..

ألف سلامة لقلبك، وصدرك، وكل عرق يمضي في داخلك يروي جسدك المكافح بالدم والأوكسجين، وينير عقلك المتوثب للحياة. أسأل الله أن يبقي لنا عينيك المدهوشتين سعادة وفضولًا وحزمًا ولينًا ومحبة.

اخوك: سام الغباري

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان