العنوسة و الغرق في الكماليات
الساعة 07:16 صباحاً

عندما تتحكم النساء تغرق الأُسَر في الكماليات ، هذا ما أؤمن به و ما استخلصته من تجارب الحياة ، و المشكلة أن الكماليات لها خاصية التوالد بالتبرعم ، إذ أنها مجرد أن تظهر في شأنٍ ما من شؤون حياتك ، حتى تجدها قد برزت في جانب آخر ، و رغم سوء الأوضاع لا يزال الكبر و الرغبة في التفاخر يدفع الكثير من الأسر للغرق في الكماليات ، ومن لم يتربى من سوء الأوضاع تكن عاقبة كبره وخيمة ، وهذا ما أراه اليوم ، إذ أصبح الغرق في الكماليات سبباً من أسباب العنوسة ، و عذراً للكثير للتغالي في المهور الذي تتضخم معه مشكلة العنوسة أكثر ..

هناك في ضواحي مدينة رداع ، تقع قريتي ملاح ، وهي لم تعد قرية ، و يحلو للبعض تسميتها مدينة لأنها مركز مديرية العرش ، فهي لم تعد قرية و لم تكتمل ملامحها كمدينة ، و اليوم هي نموذج للكثير من مناطق اليمن تغرق في الكماليات ، فأصبحت العنوسة تتهدد مجتمعها ، و المجتمع يحاول التغاضي عن هذه المشكلة الكبيرة و المؤلمة ، و التي تتضخم في الخفاء بشكل مخيف ، الكثير من البيوت أصبحت تؤوي بنات عازبات في العقد الرابع من العمر ، و كل ذلك بسبب الكماليات التي يتطلبها زواج البنت ..

يرد الرجل خُطاب إبنته لأنه لا يجد المال الكافي لتزويجها ، و دفعاً لشر المشاكل التي قد تحصل مع زوجته إن وافق على زواجها ، حيث تقوم الزوجة بكتابة قائمة من الطلبات تبدأها بشراء الذهب و تنهيها بطلاء البيت ، فيتحول الهدف من تزويج البنت و الفرح بها إلى التفاخر و التباهي ، و درءاً للشر يرد الرجل خُطاب إبنته حتى يمر قطار العمر عليها ، فتصير مشروع غصة تنكد على الأب حياته بسبب تعذيب الضمير بظلمها ..

يتجه الشباب من أبناء القرية للزواج من خارجها ، بينما لا تتزوج إلا القليل من البنات إلى خارج القرية ، و هنا يحدث الخلل في المعادلة ، عوضاً عن أن سن الزواج لدى الشباب لم يتغير إذ يبقى بين (٢٠ - ٢٥ ) سنة ، بينما سن الزواج لدى البنات ارتفع قليلاً فأصبح بين ( ١٨ - ٢٢ ) سنة ، و الشاب حسب الثقافة السائدة يجب أن يتزوج بنتاً أصغر منه ، تمر السنوات دون أن يدري الأب أنها السنين تتسرب بين يدي ابنته التي قد تكمل دراستها الجامعية لتجد نفسها مشروع عانس ، و بين سلبية الأب و عدم واقعية و فهم الأم يضيع شباب البنت ..

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان