قالب جامد عنيد لا يقرأ التاريخ..!
الساعة 07:17 صباحاً

كشفت ذكرى ثورة ٢٦ سبتمبر لهذا العام عن رغبة جامحة لدى الكثير من اليمنيين في الانعتاق من أي وكل سلطة تضع مصالح الشعب في مؤخرة اهتماماتها أو تحت نعالها؛ فمعظم مواقع التواصل الاجتماعي شهدت ما يدل على هذه الرغبة الجامحة، خصوصًا في ظل واقع إنساني صادم و مُحبط معه تزداد معاناة الناس جاعلة حياتهم لا تطاق. 
ومع ذلك تحاول أطراف الصراع كافة في اليمن استثمار هذه الرغبة الجامحة في الانعتاق من أي وكل سلطة غاشمة باتجاه ما يعزز من مواقفها السياسية، وهي مواقف متعارضة تعارض مواقف هذه الأطراف نفسها وبالتالي أهدافها، ولا بأس أو ضرر إن استمرت في تجاهل أسباب ومسببات هذا الواقع الصادم والمُحبط ونتائجه الكارثية، ومضت في سياسة الامعان في تجاهل المختلف معها لتسود هي وتحكم أو هكذا هو ظنها، وهي سياسة بلا شك قادت اليمنيين لخوض نزاعات وصراعات وحروب مستمرة منذ عدة قرون فائتة وجعلتهم لا يستطيعون منها فكاكًا. 
أكثر من ذلك كشفت أطراف الصراع كافة عن استمرار استخدامها الدين في صراعاتها السياسية مُقدّمة نفسها في قالب جامد عنيد لا تقرأ التاريخ بمحطاته المختلفة وأنظمته السياسية الأكثر اختلافًا؛ ولا من دروسه تريد أن تفهم وتتعض. 
"إنَّ شكل الأنظمة السياسية المختلفة التي قامت في اليمن ليست مشكلة قائمة بذاتها أو لوحدها - وفي معظم دول العالم كذلك - بل كانت كامنة في ماهية ما قدمته تلك الأنظمة السياسية لمجتمعاتها في شتى مناحي الحياة سواء حكمها ملك أو ملكة، سلطان أو سلطانة، أمير أو أميرة، شيخ أو شيخة، إمام (لا يوجد إمامة حتى الآن)، رئيس جمهورية أو رئيسة جمهورية." (كتاب #يمنيزم).
لا شك إنَّ ‏العزف على وتر الدين لتحقيق أهداف سياسية لن يقود إلا إلى الامعان في دفع الآخرين ليعزفوا على الوتر ذاته. تاريخ المسلمين يقول هذا. ومثل هذا التاريخ لا يمكن تكرار قصصه اللاغية لقيام دولة مدنية حديثة حاضنة لكل الناس دون تفريق أو تمييز بينهم لأي سبب من الأسباب. 
‎#ميلاد_وطن_26سبت

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان