في حضرة جامعة إقليم
الساعة 01:35 مساءً

ينظر إلى الجامعات العالمية واهميتها بذلك القدر من المخرجات العلمية والثقافية والاستراتيجية التعليمية الموجهة التي يتبناها الاداء التعليمي، ومشاريع الابحاث الصادرة عنها، وقدرتها على تغيير الواقع العلمي والثقافي ورسم خطوط وموجهات عامة للمخرجات التي تصدر عنها، كونها رافداً علمياً ومعرفياً اساسياً وشريكاً في البناء الحضاري للدولة والمجتمع. 

وبالنظر للظروف السياسية والاجتماعية وحجم التحدي والمخاطر التي تعيشها اليمن في هذه الفترة تتزايد الاعباء والواجبات أمام رئاسة جامعة اقليم سبأ و اعضاء هيئة التدريس وكل العاملين والموظفين فيها بناء على عاملين يتمثلان في: 

العمق التاريخي والحضاري الذي تمثله هذه الجامعة في هذه البقعة المباركة من ارض اليمن وحضارتها.

خصوصية المرحلة التي تعيشها اليمن وما تمثله مدينة مارب من استثناء ذي اهمية في حركة البناء واستعادة الدولة ومقاومة المشاريع الكهنوتية المتمردة على الدولة والسلم الاهلي، والمعارف العلمية والثقافية والفكرية بوجه عام. 

لذا لابد للأنشطة العلمية والثقافية والفكرية للجامعة أن تكون بحجم التحدي الذي فرضه هذا الواقع من اجل النجاة بالإنسان والارض والدولة والتاريخ إلى مصاف الجمهورية، بكل ما حملته من قيم ومبادى للعدالة وقيم المواطنة والمساوة ونشر العلم والثقافة بما يسمح لبناء جيل متسلح بالعلم والمعرفة ومتشرب للقيم الوطنية يؤدي رسالته وواجباتها بما استقاه من قيم ومن علوم تجعل منه رائداً في بناء امته ووطنه.

نعم تسهم جامعة اقليم سبأ بنوع من النشاط المعرفي والثقافي والفكري الذي يخدم قضيتنا، ولكن هذا الدور لا يصل إلى المتطلبات الفعلية للمرحلة، وأنا هنا لا اتكلم على المخرجات العلمية والدروس التطبيقية والمناهج في الجامعة فلهذا المجال اهله من ذوي الاختصاص. 

وإذا كان هناك من نقد للجامعة فأوجهه صوب الحراك الثقافي والفكري الذي يفترض أن يأخذ اولوية لدى قيادة الجامعة، قبل يومين كان حفل توقيع كتابي "الكهنة صفحات من التاريخ الاسود للكهنوت الإمامي في اليمن"، في جامعة إقليم سبأ والشكر موصول الى الدكتور اكرم حمادي الذي استقبل احتفاليتنا المتواضعة في مكتبه الخاص وتسلمه نسخ مهداه من الكتاب الى مكتبة الجامعة. 

حضرت العديد من الفعاليات الثقافية والفكرية المرتبطة بالاحتفالات بأعيادنا الجمهورية وبعدد من القضايا الفكرية والثقافية المناهضة لمشاريع الكهنوت المتمردة، كان اخرها اليوم لندوة نظمها تيار نهضة اليمن بعنوان " فلسفة الإجرام الإمامي في اليمن وأثره على التعليم"، وتلك الانشطة التي يسعى المنظمين لها الى تعميق روح الهوية الوطنية والحضارية للإنسان اليمني في مواجهة مخاطر التجريف الكهنوتية السلالية.

وما لتف نظري فيها هو غياب كلي لقيادة الجامعة عن حضور هذه الفعاليات والأنشطة، فقط تكتفي إدارة الجامعة بمنح تصريح إقامة الفاعلية، وفتح قاعة الشهيد القردعي للجهة المنظمة لها، دون أن يكون لها أي مشاركة او استقبال او استفتاح لتلك الفعاليات باسم الجامعة، فلم تكلف الجامعة اياً من اساتذتها ليكون ممثلا لها في هذه الفعاليات رغم انها فعاليات فكرية وسياسية وثقافية وطنية تناقش مسائل تصب في عمق التحديات التي يجب ان تكون الجامعة اصلا في مناقشتها وواضعه للمبادرات حولها.

اعيب على قيادة الجامعة هذا الغياب فالموضوع ليس موضوع قاعة تفتح فلسنا امام دكاكين تفتح ابوابها وتؤجر بدون اشراف او توجه جامعي يشرف على هذه الندوات، واذا كان الدور الذي على الجامعة قاصرا على فتح القاعات لهذه الانشطة، فهو دوراً يمكن أن تقوم به أي قاعة مخصصة للأفراح والمناسبات، او أي قاعة من قاعات فنادق المدينة الكبيرة.

 العلة والإشكالية ليست في المكان العلة تكمن في الرمزية لإنطلاق مثل هذه الفعاليات من هذا الصرح التعليمي العملاق، ورجائي لرئاسة الجامعة وكل أعضاء هيئة التدريس والمكاتب والإدارات فيها ان تأخذ هذا الامر بجدية وان يكونوا حاضرين ولو بممثل واحد عن الجامعة، في أي حراك سياسي وثقافي يقام في جامعتهم وأن يبادروا إلى ان يكونوا فاعلين في قلب الحراك الوطني وان تترأس الجامعة دورها في الثورة الثقافية والعلمية التي تقترن بمرحلة الدفاع عن الدولة والجمهورية في وقتنا الحاضر.

 ودمتم بخير.

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان