للاستاذ اليدومي: كل الأمنيات
الساعة 02:29 مساءً

إذا ذُكرَ إسم الاستاذ محمد عبدالله اليدومي رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح تواردت إلى الذهن عقودٌ من العمل الوطني والسياسي؛ ارتبطت به وارتبط بها فاعلاً وحكيماً ؛ يحمل همّ بلده وقضية أمته ، متجرداً من شطحات السياسة وتقلبات السياسيين مُغلِّباً نهج التفكير الواعي المتصف بالعمق والأناة على نهج الفوضى والعبثية ، وهذا ما جعله فاعلاً مستمراً في الحياة السياسية اليمنية لم تتجاوزه السنين والأحداث رغم اقتراب عمره من العقد الثامن.

لم يكن اليدومي شخصاً عابراً تقلد منصب رسمي أو حزبي كحالة روتينية مكررة نلحظها في طابور طويل مروا علينا ثم تجاوزتهم الأيام لكنه يبدو لنا من خلال تتبع سيرته الذاتية أنه حالة أصيلة ومتجذرة في المشهد اليمني بشقيه الرسمي والحزبي ، وفي كل المراحل المفصلية تجده حاضراً كرقمٍ صعب يستحيل تجاوزه أو الالتفاف عليه ، ولم يكتفِ بموقع الشاهد أو المشاهد بل اختار أن يكون المشارك والمؤثر  والصانع ، وبين الموقعين بونٌ واسعٌ وفرقُ شاسعٌ .

ثمة ثلاثة معالم في تاريخ اليمن الحديث لا يمكن الفصل بينهم لأنهم ببساطة امتزجوا جيداً ببعضهم ، وشكلوا امتداداً سياسياً وفكرياً يتجاوز الزمان والمكان والأشخاص أولهم كان الاستاذ محمد عبدالله اليدومي ، وثانيهم صحيفة الصحوة التي أسسها في العام 1985م مع كوكبة من زملائه لتشكّل أحد الروافد الأساسية اليمنية للوعي والفكر والسياسة ، ولازالت تحمل نفس الراية وتهدف إلى ذات الغاية وإن اختلفت الوسائل وتنوعت الأساليب بما يواكب تغييرات العالم الرقمي الذي نعيشه اليوم ، وأخر الثلاثة التجمع اليمني للإصلاح الذي انطلق في أواخر العام 1990م كامتداد طبيعي للحركة الاصلاحية اليمنية الضاربة جذورها في الذات اليمنية على مدى قروناً عديدة ، وفيه يحضر اليدومي كأحد أركانه وساسته وقياداته ، وأجزم أن هذا الثلاثي المتمازج الرائع أحدث تغييراً إيجابياً في المشهد اليمني ولازال يفعل ذلك حتى اليوم .

كل الأمنيات لأستاذنا الاستاذ محمد عبدالله اليدومي بالشفاء العاجل والحمد لله على سلامته ونجاح العملية التي أجريت له ، ودعواتنا الدائمة له ولكل من نحب بالصحة والعافية .

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان