كتب:فتحي بن لزرق
في مسلسل ممر آمن استوقفتني كثيرا مشهد البدلة العسكرية الخاصة بجنود الشرطة والامن ..
اشاهدها كل ليلة واشعر بالحزن والحسرة والالم ..
جمال البدلة وحسن هندامها وانضباطها ونظافتها وشعور الأمان الذي منحتنا اياه لعقود..
١٠ سنوات من الحرب والكم الهائل من ملابس الحرب الملونة والغريبة التي شاهدنها لدى كل الاطراف والتي لاصلة لها بنا ولا بهويتنا ولا ارضنا ولا بالدولة ولا بالمؤسسات لا من قريب ولا من بعيد جعلت قلوبنا تتوق لمثل هذه المشاهد …
تتسائل ارواحنا ونحن نشاهد ملابس الدولة وهندامها وحضورها ونجومها وطيورها..
الطيور التي اغتالوها والنجوم التي اطفؤوها..
أيعقل ان اليمن من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها كانت بكل جمال هذا الهندام وانضباطه ..
معقولة كانت لنا وزارة داخلية واحدة ..!
ورجال امن لانعرف غيرهم ..
وقانون نافذ وسلطة عادلة ..!؟
وسيارة نجدة واحدة في كل مدينة وقرية وعزلة وواد وجبل …
وكأنها شيء من الاساطير والاحلام ..
لاسامح الله من هدم الدولة …
ولا سامح من جعل الذكريات والصور اقصى الاماني التي نبكي عند استحضارها …
وما أقسى ان يفقد الانسان وطنه ودولته ..
وكل مايتبقى البوم صور مخضب بالدم والدموع..!
ونحلم بالوطن لكن
نفتّح والوطن آهات
مفخخ حلمنا بالموت
وان عشنا.. نعيش اموات
نحاول قدر ما نعشق
ترابَك نجمعَك مرّة
نحاول نلتقي، نردد
نشيدك دونما عَبرة
نحاول ما يكون بُكرة
لنا موعد معَ الخيبات..
وقل لي لامتى واحنا
نظن الغدر مش باين!
وقل لي كيف با تِقنع
خيانة تترك الخاين؟!
وقل لي بعدما جينا
بِنحْييها .. مَنِ اللي مات؟..
عجلان ثابت
وطن غير آمن ..
فتحي بن لزرق