سر فتح طرقات في اليمن
الساعة 09:06 صباحاً

هناك الكثير من الأمور من الصعب الحديث عنها بمعلومات دقيقة، حتى لو كانت متوافرة، لكن تظل تساؤلات الناس عامل ضغط لمن يعرف ولمن لا يعرف ؟.

ومن خلال فهم متواضع للأحداث في اليمن وارتباطاتها الاقليمية والدولية، أحاول ربط أي معلومات أو استنتاجات بالتداخل الإقليمي والدولي .

دعونا نجيب على تساؤل مكرر سويا هنا، باستخدام نظرية التأثير الإقليمي والدولي في أحداث اليمن، لماذا بادر الحوثيون بفتح الطرقات في تعز ومأرب ؟

لا ننسى أن الاتفاق الإيراني السعودي في الصين، كان من من أهم نقاطه تخفيض التصعيد في الملف اليمني، وإحداث اختراق في هذا الملف يحقق هدفين آنيين للرياض وطهران وأهداف استراتيجية مختلفة.

ما يهمنا هنا الهدفين القريبين، فنحن نعرف أن الولايات المتحدة والغرب ابتزّ الخليج بالحوثيين فترة طويلة، وبعد أحداث غزة ومواجهات البحر الأحمر، احتاجت واشنطن للضغط على إيران والحوثيين.

في الاتفاق الصيني بين السعودية وإيران، هناك فرصة للرياض لترحيل استغلال الحوثيين لأحداث غزة والحج للإبتزاز، وفرصة لطهران لتحييد السعودية من أي ضغوطات عليها.

تقوم عمان وقطر كوسطاء إقليميين قريبين من السعودية وإيران بمتابعة تخفيض التصعيد من خلال بعض الملفات العالقة في اليمن، مثل ملف الأسرى والطرقات، ولذلك نجحوا في التعامل مع جهات مفتوحة التواصل والاتصال معهما، مثل الحوثيين حلفاء إيران، والإصلاح في مارب وتعز حلفاء السعودية، لكن لأن حلفاء الإمارات خارج الضغط( المقاومة الوطنية في الساحل الغربي والانتقالي والعمالقة في الجنوب ) سيتم تأجيل الاتفاق معهم بعد خطوات أخرى يدخل فيها مجلس القيادة الرئاسي مثل مفاوضات وغيرها.

هل تنجح هذه الخطوة في إحداث اتفاق سلام مستدام في اليمن؟

للإجابة على هذا السؤال لابد نجيب على سؤالين، الأول : بماذا تفكران السعودية وإيران؟
والثاني : هل الولايات المتحدة تريد التصعيد مع الصين وروسيا أم لا؟

في اعتقادي الشخصي أن واشنطن غير راضية على خطوة التقارب السعودي الإيراني بوساطة الصين، ولذلك ستحاول إفشال أي نجاح في ذلك، والملف اليمني جزء من ملفات متعددة سيتم تفجير الوضع فيها.

بالنسبة للسعودية تريد حيادا سياسيا وعسكريا في أي مواجهات بين الصين وأمريكا، ومكاسب اقتصادية وأمنية لهذا الحياد، ما يعني حياد إيجابي لا سلبي وإذا كان هذا الحياد لا يكسبها انعكاس إيجابي على الإقتصاد والأمن ستتركه.

ما يعني أن الرياض تريد خفض التصعيد في الملف اليمني حتى التمكن من احتواء كل الأطراف أو تفكيك الحوثيين بدون حرب.

بالنسبة لإيران تريد أن تنأى بنفسها عن أي تداعيات لحرب في المنطقة مع إسرائيل وحلفائها، وهي تستخدم الحوثيين في اليمن وميليشيات حليفة لها في لبنان والعراق وسوريا لإبعاد الحرب عن حدودها، وخفض التصعيد في الملف اليمني جاء بفعل الاستجابة لضغط صيني لتحقيق بعض بنود اتفاق إيران في بكين مع السعودية .

كما أنها فرصة لتحييد السعودية من أي دعم لاستهدافها، وتقليل الاستنزاف في المنطقة.

باختصار ، أعتقد أن ما حصل من تحييد للسعودية ستفعله إيران مع تركياً لخفض التصعيد في سوريا، وستحاول الاستفادة من علاقاتها مع القطريين والعمانيين في الملفات الساخنة في المنطقة، لكن فرصة الحرب في المنطقة أعلى من فرصة السلام، واليمن لن تكون بمنأى عن حرب أخيرة.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان