اختطاف الكلمة وكسر القلم.. لماذا؟
الساعة 09:32 صباحاً

هل تعرفون محمد المياحي؟

هذا شاب يمني أجاد امتشاق قلمه، فذهبت شهرته الآفاق وتناقلت كلماته الركبان، كفارس نبيل وشهم يجيد فن القتال بالكلمة والبناء بالكلمة والحب بالكلمة.

إنه من المَهَرَة الذين يجيدون صناعة الكلمة وتشكيل الحرف وإخراج مقطوعات مبهرة مقنعة للموضوع الذي ينحته ويشكله، مع قدرته الإحترافي، يملك روحاُ محلقة في السماء مصحوباً بخيال واسع يبلغ المدى ويبصر ما وراء الحواجز والسدود ويكشف الأقنعة، وعندما يبصر ويكتشف لا يسعه إلا أن يقول الحقيقة دون غطاء أو سواتر كما هي، يبرزها على حقيقتها حتى يحسها الأعمى من شدة الوهج ويسمعها الأصنج من رنينها الفائق الجمال والوضوح.

المياحي قائد للواء الكلمة في اليمن وأديبها المبهر الذي يوصل الفكرة ويكشف حقيقة الوجوه بشاعة أو جمالاً، ولهذا سرعان ما احتشدت حول الفتى الحشود من المعجبين ومثلها من الحاقدين الذي أوجعهم حدة قلمه ونار حروفه ومرارة مقالاته، التي تقدم للناس الحقيقة كما هي والوجوه كما هي حتى ولو هي خلف باب سميك وقناع مزيف، فالمياحي بجدارة يكشف الزيف ويزيح الأقنعة ويقدم الحقيقة كماهي كما لايقدمها أحد مثله.

ولهذا ترون كيف عمل مقال واحد بالحوثي الأفاعيل وأخرجه من طوره واخذ يحشد عسسه وجنوده حول بيت محمد، المواطن البسيط الخالي من أي سلاح سوى من حب وطنه وشجاعة كشجاعة المختار وقلماً يشبه إلى حد بعيد عصا السنوار.

اختطفوا هذا القلم وغيبوا الفتى وظنوا أنهم قد فتحو القدس وحرروا الأقصى، ليظهروا كما هم ضعاف أمام الكلمة ويظهر زعيمهم رعديد أمام فتى أعزل وكلمة وقلم وقلب يتغنى بالنشيد ويعشق العلم.

هل تستطيعوا أن تقولوا للناس ماهي جريمة محمد المياحي؟

فقضيته قضية رأي عام طبعاً وأنتم لاتعملون قيمة للشعب ولا تعترفون بالرأي العام ولا المساواة ولا بالقضاء وهذه أصل الحكاية.

أي جماعة هذه، تظن أنها دولة تواجه طواغيت العالم كما تدعي، وهي تخاف من كلمة وتغيب في سجونها ظلما وعدواناً شاباً لأنه يجيد صناعة الكلمة واحتراف القلم الذي أقسم به الله في كتابه العزيز، أن خنق الكلمة تفجر ثورة وكسر قلم ينبت الف قلم وقلم، يتحول الى الف سيف وسيف، فالثورة قلم وكلمة قبل أن تتحول الى سيف وثورة ولكل ثورة أبطال تبدأ ملاحمهم بالكلمة يجيدون رفع القلم ويكمل صناعتهم وصناعة الثورة الطغاة من حيث لايشعرون. إنها سنة الله ونواميس الكون .

اين محمد المياحي ولماذا تمنعون أسرته من الاتصال به؟

لايوجد سلطة في العالم تفعل هذا وتفاخر به سوى أنتم.

لماذ تخفون مكان اعتقاله؟

حتى دولة الاحتلال لا تفعل هذا مع المقاتلين وانتم تفعلون هذا وأكثر وخير مثال، السياسي محمد قحطان الذي هو الآخر سلاحه الفكر والكلمة.

لماذا تمنعون محاميه من التواصل معه؟

ولماذا تمنعون القضاء من ممارسة مهماته وهو تحت إدارتكم؟

محامي محمد المياحي و الذي يفترض أن يترافع عنه أمام القضاء يصرخ:

لقد تعبت في البحث عنه ولا أحد يعلم أين مكانه.. القضاء لايعرف أيضاً.

النيابة لا تعرف لا أحد يعرف، مع أن سلطة الأمر الواقع وجنودها انتزعوه من بيته

يتهامسون.

وحده من يعرف هو عبد الملك الحوثي الذي أمر بالسجن ويعمل رأسه المدجج بالسلاح والجيوش برأس محمد المياحي، الشاب الأعزل القادم من ريف شرعب والذي يعتصر قلبه الماً لما حل بوطنه العريق، فيقول كلمة حق أمام سلطان جائر يدعي أنه العدل والعدالة.

ولله الأمر من قبل ومن بعد.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان