مكارحين …!!
الساعة 11:13 مساءً

 

قلت لصاحبي وللمرة العشرين : ذاك الامريعني كذا ، فلم يقتنع ، شرحت بطريقة اخرى وثانيه وثالثه وعاشره فلم يلين ولم يتراجع ، قلت في نهاية التعب : إسمع لقد استنفدت كل قدرتي لاقناعك وبرغم من تأكدي فرأسك الناشف لايريد أن يستوعب ، ضحك ،اعتدل بدأ يتكلم من جديد ومن النقطة اياها ، وضعت يدي على فمه : رجاء انا تعبت لااريد أن اسمع ، اقتنع اولا تقتنع أنت حر ، عاد يضحك من جديد : تعجبني وارتاح " للمكارحه " ، والمكارحه - بضم الميم - لفظ يستخدم في الحجرية والمقصود به استنبطوه من الاسطرالاولى واللاحقه …..

اليمني بطبيعته " مكارح " والمكارحه تقود الى التشكيك والتشكيك يقود الى سوء الظن ، وانظربغض النظرعن رأيي في القرارمع او ضد ، فتعيين نبيل شمسان وينسحب الامرعلى غيره لم يثرالتساؤل لدى الجميع او غالبيتهم هكذا : هل هو كفؤ؟ هل هو قادر؟ هل هل هل ...فقد انبرى كثيرون يتكارحون : هو من قدس ، قال الثاني لامن الاصابح وعليها فقد مرت تلك الليلة حامية الوطيس حول من اين هو ؟؟ ، قلت للجباري : كيف وهو الساخربوعي من اموركثيره أضحت عناوين تنحرالقناعات ليل نهار ، قال : لجل يقولين !! …

تقول او تكتب حول مسلمة ما ، فيدخل كثيرون من باب التشكيك بالامربرمته لكي يجدوا فرصة للمكارحه وهات يا أخذ ورد وهدرللوقت بلاحساب ولاطائل من وراء كل الهذر!!!...

كثيرمن المشاريع ماتت بسبب التشكيك المسبق ، فتبذل جهدا كبيرا على سبيل المثال لقريتك ليستفيد منه العامه ، فتجد أن النخبه او النخب ايهما اصح تبدأ بطرح السؤال المقزز والذي لون حياتنا بلون وحيد لاثاني له (( الاصفر)) : فلان يتبع اي حزب ؟؟ يكون ذلك السؤال بداية لافشال كل شيىئ ، وعليه فقد نسفت الحزبيه في ألارياف تحديدا كل القيم الجميله حيث الكل يشكك في الكل وبالتالي ترى الدواوين اماكن جميلة لممارسة هواية " المكارحه " ، واذااردتم فالعمل السياسي والحزبي في هذه البلاد التي البست قميصا اكبرمن حجمها ولأن لاتراكم لأي تجربه لان لاتجربه من الأساس بل مجرد " جزاع وقت " فالمكارحه مهنة من لامهنة له ، وانظرفلو سألت بتجرد : ماهي التجربة التي اسس لها المؤتمر الشعبي العام وبالتالي فأي تراكم أحدثته ممارسة يفترض انها بدأت من ذلك التاريخ 24 اغسطس والذي تم اختياره بعنايه فائقه  موعدا للتأسيس لغرض في نفس من كان له غرض !!!..لن تجد اي اثر حتى للميثاق الوطني كدليل نظري مفترض لم يعد احدا يتذكره !! ، واتحدى اي حزب أرشف اووثق ادبياته ومخرجات مؤتمراته …..

ماهي الثقافة الحزبية التي نتجت عن نشاط يفترض كان حثيثا من ذلك التاريخ حتى يقال للاجيال اللاحقه من المؤتمريين : هذانحن ، ضيفوا الى ماراكمنا …

سيغضب البعض وسيسمعك مناحه في فضل الزعيم ، وانا لااصفي ثأرا مع احد ، انا اتكلم عن دليل حسي على اننا مجرد مكارحين حزبيين ، وعلى الصعيد السياسي فقد غيركثيرون جلدهم ولم يعد لتلك الاغنية التي ترددت حتى ليلة تلك الليله اثرا !!!  وكأن زيتها جف …..

على صعيد الاحزاب الاخرى ، والسؤال الذي يبين كل شيىئ : اي حزب هو على صلة مفترضه ومن صميم العمل التنظيمي  له صله يوميه بقواعده ؟؟ ، الجواب لم ينجح احد ، ربما الاصلاح له تواصل دائم ولكن من خلال البعد الآخر حيث الاصلاح هو تجمعا وليس حزبا ...وبمناسبة ذكرالاصلاح فالتيارالرئيسي فيه يفترض به أن يوجه الشكروالتقديرللعديني فهو الرجل الواضح والذي قالها انهم اتوضدا لثورة سبتمبر62 ، فعن اي تراكم نتحدث !!!، نحن  ((نجزع ايام )) لان كل قوه سياسية او حزبية افتراضا فقط تنتظرالفرصه للانقضاض كما انقض الآخرون على المنقضين !!!..

حياتنا للأسف " مكارحه " وتشكيك في كل شيئ، وحدها القبيله بعد أن رحلت اليها الاحزاب  ، هي وحدهاالتي لم تهتزوان كانت نخبتها المستفيد الوحيد من كل غياب التراكم ،  فهي القوة الوحيدة الدائمة والمستمرة حتى اشعار اخر!! ونحن لانريد للقبيلة الدماربقدرمانريد لها أن تتمدن، اي تنخرط تحت لواء القانون وتتحول الى جزء من المجتمع وليس فوق رأسه ...لأن القانون هو الذي يفترض أن يهيمن ، والحياة السياسية أن تخضع لموجبات الديمقراطيه وليس الاصطفاء ……

منذالعام 62 والجميع " يكارح " الجميع ، والجميع يشكك في الجميع لسبب مهم أن العربة وضعت من أول وهله قبل الحصان ، لنكتشف أن الحصان شرد فلااقدام تقوى على اللحاق به ولاعربه تستطيع السيربدونه !!!!...حيث وضع العسكرفي المقدمه وصارالجناح المدني من كان معولا عليه ثورة سبتمبرتابعا للرتب !!! وصارهادي عيسى اعلى صوتا من الزبيري ….

ان شروط التطوراولها يكون العلم واشاعة ديمقراطية التعلم وان يترك مالله لله وما للإنسان للإنسان ، والمحاسب ارحم الراحمين ، والمحاسب في الدنيا البرلمان كرقيب والصحافه وفوق الكل القانون …المكارحه لاتستقيم مع وجود القانون والتشكيك ليس له مكان في مجتمع حر ديمقراطي ...والانسان اولا واخيرا …

لله الامرمن قبل ومن بعد .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان