يتفشى كورونا في العالم. خطورته لا تكمن في تهديده للصحة/ الحياة الفردية، بل في تهديده للسوق العالمية وللحياة الحديثة. أي في إمكانية أن يتسبب في world shutdown كما يتوقع جيمس بالمر في فورن بوليسي.  

700 مليون صيني في وضع حصار، دول كبيرة وقعت تحت العزلة وانهارت قيمتها الائتمانية، مثل إيطاليا. مجتمعات تهرب من نفسها وتغلق الأبواب، وأسواق مال قد تتعرض لانهيار مفاجئ إذا واصل السوق الصيني حصار نفسه. 90% من السفن تغادر الموانئ الصينية فارغة. الحياة العامة، في كل العالم، في طريقها إلى التعطيل.  أكبر مصنع في العالم، الصين، في طريقه للتوقف. 

في هذا المشهد القيامي المثير يجني اليمنيون ثمار الحصار والعزلة. لا بضائع، لا سياحة، لا أسواق، لا مسافرون، لا سفن، لا طائرات، لا قطارات، لا أجانب، لا موانئ، ولا مطارات. حتى الوصلات بين مدن اليمن منعدمة .. منذ سنوات. ما من سبيل لكرونا إلى الأراضي السعيدة.

لا شيء يربط اليمن بالعالم سوى كابل إنترنت صغير يمشي تحت البحر، والبحر مالح، وكل مالح طاهر.

سيصل إلى السعودية، لا محالة. وإذا أغلقت اليمن الباب في وجه السعوديين الهاربين فستحمي نفسها. 

تدور الأرض منذ القدم، وستواصل الدوران حتى إلى الأبد 

قد يبدو هذا التبسيط الفانتازي صادما للأكاديميين الصارمين. على أن العالم كله ذاهب مع الفنتازيا إلى آخر حدودها. 

محروسة بالعزلة يا بلاد اليمن..