حققت المملكة العربية السعودية إنجازاً غير مسبوق في مجال تحلية المياه، جعلها رائدة عالمياً في إنتاج المياه العذبة المحلاة من مياه البحر وهذا الإنجاز المذهل تجاوز حدود الجغرافيا والتحديات الطبيعية، ليعزز مكانة المملكة كأكبر منتج للمياه المحلاة في العالم، مستنداً إلى تاريخ طويل وجهود استثنائية تنسجم مع رؤية المملكة 2023.

بدأت رحلة المملكة مع تحلية المياه منذ أكثر من 120 عاماً، حيث أُنشئت أول وحدة تحلية على اليابسة عام 1905، عُرفت باسم “الكنداسة” و كانت هذه الوحدة البسيطة تستهدف دعم مصادر المياه العذبة في محافظة جدة، لتلبية احتياجات السكان والحجاج والمعتمرين وفي عام 1927، صدر أمر ملكي لاستيراد آلتين كبيرتين لتقطير مياه البحر باستخدام تقنية التكثيف، مما عزز إمدادات المياه في جدة بشكل أكبر كانت هذه الخطوات المبكرة بمثابة حجر الأساس لرحلة المملكة في مواجهة تحدي ندرة المياه، والذي أثمر عن تطور تقني كبير على مدار العقود.

1. أكبر منتج للمياه العذبة في العالم

بفضل الجهود المستمرة والتطور التكنولوجي، أصبحت الهيئة السعودية للمياه أكبر منتج للمياه العذبة المحلاة في العالم، بإنتاج يتجاوز 11.5 مليون متر مكعب يومياً. هذا الإنتاج الضخم يلبي احتياجات السكان والمشاريع التنموية الضخمة في جميع أنحاء المملكة.

. أكبر شبكة لنقل المياه في العالم

لم تقتصر إنجازات المملكة على إنتاج المياه فقط، بل امتدت إلى بناء أكبر شبكة لنقل المياه العذبة في العالم. يبلغ طول هذه الشبكة 14,217 كيلومتراً، ما يعادل ضعفي طول نهر النيل ويُعد تصميم الشبكة تحدياً هندسياً فريداً، حيث تنقل المياه عكس الجاذبية من محطات السواحل إلى المدن الداخلية والمرتفعات الجبلية بارتفاعات تصل إلى 3 آلاف متر.

3. مواجهة تحديات الجغرافيا

بينما تتدفق الأنهار العالمية، مثل التايمز والنيل، مع اتجاه الجاذبية الطبيعية، تنقل المملكة مياه التحلية عكس الجاذبية. هذا الإنجاز يُبرز قدرات المملكة في التغلب على التحديات الجغرافية باستخدام تقنيات متقدمة وأنظمة ضخ عالية الكفاءة.

تتماشى هذه الإنجازات مع رؤية المملكة العربية السعودية 2023، التي تهدف إلى تحقيق استدامة متنوعة وخطة تطوير شاملة. من خلال الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة وتعزيز الابتكار، تسعى المملكة إلى تحسين كفاءة تحلية المياه وتقليل تكاليفها البيئية والاقتصادية كما تتضمن رؤية 2023 مبادرات لتطوير موارد المياه بما يتماشى مع مبادئ الاستدامة، وضمان وصول المياه العذبة إلى كل جزء من المملكة وهذه الجهود تعكس التزام القيادة السعودية بتأمين احتياجات الأجيال الحالية والمستقبلية، مع المحافظة على البيئة.