تداول نشطاء محليون على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لفندق ضخم قيل إنه في مدينة البصرة بالعراق تم تشييده على طريقة الطراز المعماري اليمني، لأحد كبار قيادات الصف الاول بمليشيا الحوثي الإرهابية.

وقال النشطاء، أن القيادي البارز المدعو محمد عبدالسلام فليتة، الناطق الرسمي لمليشيا الحوثي ورئيس وفدها التفاوضي، قام بالاستثمار في العراق بفندق "موفمبيك"على الطراز المعماري اليمني.

واتهموا الحوثي فليتة بأنه أنشأ الفندق في العراق من مرتبات الموظفين المنقطعة منذ تسع سنوات، وجبايات التجار في المحافظات المنكوبة بالحوثيين.

وتواصل مليشيا الحوثي الإرهابية، قطعها مرتبات الموظفين في المحافظات الخاضعة لسيطرتها، رغم السماح لها العمل في الموانئ الخاضعة لها، واستقبال السفن التجارية والنفطية، وحصولها على إيرادات بمليارات الدولارات، منذ أكثر من عامين.

وعلق الناشط خالد عبدالحكيم على منصة إكس بالقول: ‏فندق القيادي الحوثي محمد عبدالسلام فليته في دولة العراق، من مرتبات الشعب اليمني.

الناشط الاعلامي عبدالله الحميقاني قال هو الآخر: من يسأل عن المرتبات، فندق موفمبيك العراق، لصاحبه الناطق الرسمي، للمليشا الحوثية، محمد عبدالسلام فليته، وما خفي اعظم.

وقال الكاتب عبدالملك السنحاني ساخرا: ‏فندق موفنبيك بالعراق على الطراز المعماري اليمني المالك، الحوثي محمد عبدالسلام فليتة المتحدث باسم الحوثي الذي رئيسهم يأكل زبادي والمشاط مستاجر ايجار في بيت بوس، شوفو ياناس والشعب مايت جوع.

و منذ استيلاء مليشيا الحوثي الإرهابية على مفاصل الدولة، تمكن محمد عبدالسلام الناطق الرسمي لمليشيا الحوثي ورئيس وفدها التفاوضي، من تكوين ثروة ضخمة، وبات يسيطر على معظم القطاعات الاقتصادية في البلاد، علاوة على إدارته شبكة مالية داخلية وخارجية.

يملك 27 شركة
ويتحكم ناطق الميليشيا الانقلابية في 27 شركة ذات مهام متنوعة، تبدأ بالخدمات النفطية ومؤسسات تجارية واستثمارية، وفي الاستيراد والتصدير والمقاولات والتعليم والصرافة، وفقاً لتقرير فريق مبادرة استعادة الأموال اليمنية المنهوبة.

ويمتلك الحوثيون ثلاث شركات نفطية تدير القطاع النفطي بكامله (استيراد - تصدير- سوق سوداء) أكبرها شركة "يمن لايف" التي يملكها محمد عبدالسلام، الذي يعكف حالياً ومجموعة مالية إيرانية وعمانية، على إنشاء بنك تجاري استثماري في مسقط، بما يقارب 400 مليون دولار، بهدف غسل الأموال في سلطنة عمان، وفق ما نشره موقع "نيوز يمن" الإخباري المحلي.

التخفي وراء اسم مستعار
أُحيطت شخصية "محمد عبدالسلام" بالكثير من الغموض، خصوصاً بعد أن ظهر بصوته متحدثاً باسم جماعة الحوثي عام 2007.

ودار الكثير من الجدل في الوسط الإعلامي اليمني لسنوات، حول شخصية الناطق الرسمي للحوثيين، حيث ظل من عَرف نفسه باسم "محمد عبدالسلام" شخصية مبهمة، لا تظهر إلا من خلال التصريحات الصوتية، التي يعبر بها عن مواقف جماعته.

كما استفاد "محمد عبدالسلام" من العمل تحت هذا الاسم المستعار وإخفاء اسمه الحقيقي، حيث نجح في الإفلات من عدة عمليات اعتقال أطلق فيها سراحه، دون أن تعرف الأجهزة الأمنية أنه هو الناطق الرسمي باسم الحوثيين، الذي يظهر من خلال التصريحات الصوتية.

لم يكن اسم "محمد عبدالسلام" سوى الاسم الإعلامي المستعار لناطق الحوثيين. واسمه الحقيقي "عبدالسلام صلاح أحمد عبدالله فليتة" من مواليد قرية القلعة بمديرية رازح محافظة صعدة، المعقل الرئيس للمتمردين الحوثيين.

الولع بالثقافة الإيرانية
درس عبدالسلام العلوم الدينية، على يد والده صلاح أحمد فليتة قبل أن يلتحق بالتعليم النظامي في مدارس مدينة صعدة، ثم انتقل إلى صنعاء للدراسة في جامعتها، وكونه من أسرة فقيرة فقد سكن بالسكن الجامعي مع الطلاب القادمين من القرى والأرياف.

بعد عودته إلى صعدة عمل في محكمة الاستئناف بالمحافظة، قبل أن يتحول لتجارة السجاد الإيراني، وهناك غموض يكتنف هذه الفترة التي تحول فيها من كاتب في محكمة إلى تاجر للسجاد الإيراني، في ما يبدو أنه ولع مبكرا بالثقافة الإيرانية التي انحاز لها لاحقاً.

الناطق باسم ميليشيا الحوثي محمد عبدالسلام مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي
الناطق باسم ميليشيا الحوثي محمد عبدالسلام مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي
المعتقل السابق
في 2009 اعتقل عبدالسلام صلاح فليتة، الذي وُصف حينذاك بأنه نجل أحد كبار علماء الزيدية في صنعاء، قبل أن يفرج عنه في أبريل من نفس العام، بأمر من الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، الذي استجاب للوساطات التي مارستها شخصيات اجتماعية كبيرة في محافظة صعدة، كانت حتى ذلك الوقت تعلن ولاءها الظاهر للدولة في حربها مع المتمردين الحوثيين، وعلى رأسها تاجر السلاح الشهير فارس مناع، الذي عينه الحوثيون لاحقا محافظا لمحافظة صعدة.

في نوفمبر من نفس العام 2009 وبعد إطلاق سراحه بأشهر، عاد الجدل مجددا حول "محمد عبدالسلام" بعد أن أعلن عن مقتله مع ثلاثة من معاونيه بغارة جوية، استهدفت المركز الإعلامي للحوثيين بصعدة، الذي يديره عبدالسلام، إلا أنه ظهر بعد ذلك بساعات في اتصال هاتفي مع قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني الإرهابي.

وتؤكد الكثير من الوقائع أن الاستخبارات اليمنية آنذاك، كانت تعلم أن محمد عبدالسلام هو ذاته عبدالسلام صلاح فليتة الذي أطلق الرئيس صالح سراحه قبيل استهدافه بغارة جوية في صعدة.

كشف شخصيته الحقيقية
كشف عبدالسلام عن شخصيته الحقيقية، حين ظهر لأول مرة بالصوت والصورة في لقاء تلفزيوني في ديسمبر 2012 بثتها قناة "المسيرة" الحوثية الوليدة، التي عينته رئيسا لمجلس إدارتها، في الفترة التي كانت فيها الميليشيا الحوثية تمهد لبسط نفوذها خارج محافظة صعدة، لتتمدد في معظم المحافظات المجاورة.

وابتداءً من 2016 أصبح عبدالسلام يقود وفود الحوثيين التفاوضي أمام وفود الحكومة اليمنية، وقاد وفد الجماعة إلى محادثات الكويت.