لصوص لكن ظرفاء !!
الساعة 03:53 مساءً

 يحكى أن فلاحا في قريتنا اضطرته الظروف لبيع بقرته ، ولما كان السوق بعيدا فقد سافر قبيل انعقاد السوق بيوم ، وصل الرجل إلى مكان انعقاد السوق ليلا وهو في غاية الإرهاق والجوع وكذلك كانت البقرة ، ولذا فقد طلب من صاحب القهوة ( فندق شعبي قديم ) عشاء وسريرا لينام عليه وبعد ان تناول عشاءه ربط البقرة على قوائم السرير وكاد أن ينام لولا أنه فوجئ بحركة مريبة بجواره وإذ برجل يفك حبل البقرة فصاح فيه : - ماذا ستفعل يا سارق ؟! ضحك الرجل قائلا له : - الله يسامحك انت لا تعرفني انا أحمد بن أحمد جار السوق رد عليه بغضب : - انا لا اعرفك وانت تريد سرقة البقرة ضحك الرجل مرة أخرى قائلا بثقة: - انت تظن أني سوف أسرق البقرة وأنا مجرد فاعل خير أردت أن اطعمها واسقيها فهي تكاد تموت من الجوع وفي الصباح ساعيدها إليك وقد شبعت ورويت لتببعها وتعطيني أجرتي وانت وكرمك . خف الغضب لدى صاحبنا وهدأت ثورته ومال إلى تصديقه قائلا : - خلاص اطعم البقرة واسقيها وهاتها في الصباح وسوف أكرمك. وفي الصباح انتظر صاحبنا مجيء الرجل بالبقرة ولكنه لم يأت فقام يسأل عنه وانكر الناس معرفتهم به وأدرك أنه اللص قد خدعه وذهب بالبقرة فعاد إلى قريته حزينا بلا مال ولا بقرة .! تذكرت هذه القصة بعد أن قرأت بيان " المجلس الانتقالي " الذي أصدره عقب سطوه على 80 مليار ريال يمني كانت في طريقها إلى البنك المركزي بعدن ، الانتقالي قال في بيانه أنه لم ينهب هذه الأموال وانما تحفظ عليها ليحافظ على العملة لأن الحكومة طبعتها دون غطاء ولذا اضطر الانتقالي لحرصه الشديد على العملة الوطنية وسعيه للمحافظة عليها أن يصادرها ويغطيها بمعرفته فقد طبعت هذه العملة دون غطاء ولذا سيغطيها الانتقالي بطريقته الخاصة!! انهم لصوص ولكن ظرفاء يغلفون فعلتهم بلباس الوطنية والحرص والاشفاق على البقرة قصدي العملة ولذا سوف يحافظون عليها ضمن خطة اقتصادية غير مسبوقة ولم تحدث قبل هذا التأريخ ولن تحدث بعده فقد غطوها واخفوها تماما ولم يعد يراها الا المقربين منهم فقط لا غير .! لقد ظلمنا قيادات الانتقالي حين قلنا أنهم نهبوا 80 مليار ريال هم فقط وجدوا أن الحكومة فاسدة والبنك المركزي فاشل ولا يمتلك خطة اقتصادية ناجحة ولذا قرروا وبدافع وطني خالص وبحرص شديد على العملة أن ياخذوها إلى بيوتهم وخزائنهم ليحافظوا عليها بطريقة جديدة ووفق معرفتهم .! هو يعني الواحد لما يكون حريص على حاجة زيادة مش يأخذها لبيته علشان تبقى تحت سمعه وبصره 24 ساعة وإلا يقوم بتركها بعيدا في مكان اخر مثل البنك وقد يأتي حاقد على الجنوب ويسطو على البنك وينهب ما فيه والا قد يصرفها موظفوا البنك للناس رواتب والناس يصرفوها وبهذه الطريقة تتبعثر هذه الأموال و تتفرق بين الناس فهل هذا من المحافظة عليها ؟! إضافة إلى مخاطر عدم المحافظة على هذه الأموال وفق رؤية الانتقالي وتوزيعها كرواتب فالانتقالي عندما احتجزها أراد المحافظة عليها ففي اليمن هناك ظاهرة سيئة وهي الكتابة على أوراق العملة فهذا يكتب عليها أسماء أشخاص وآخر يشخطط فوق الفلوس ويكتب ذكرياته والذي يسجل فوقها أسماء الحاجيات المطلوبة من البقالة واللي يمزقها اذا غضب وهي أوراق جديدة وحرام يعبث بها ولذا قيادات الانتقالي حافظت على العملة واخذتها للبيت مش علشان تنهبها حاشا لله وإنما لتحافظ عليها فاتركوا سوء الظن والحقد على الناجحين الحريصين على العملة .!! قد يقول البعض من الحاقدين : ولكن العملة الوطنية تنهار وخصوصا في الجنوب وسعر الدولار وصل إلى 745 ريالا ويزيد فكيف حافظوا عليها ؟! ولأن الجهل مر فهؤلاء لا يعلمون أن قيادة الانتقالي لديهم طريقة غير مسبوقة في المحافظة على العملة وهي أن يأخذوها إلى بيوتهم ويطمئنوا عليها صباح مساء وهي مكدسة في الخزائن والغرف والصناديق جديدة مقرطسة وهذه هي رؤيتهم للحفاظ على العملة أما سعر الصرف في السوق فهذا ليس مسؤوليتهم وانما مسؤولية الحكومة الشرعية الإخوانية المؤتمرية الديمقراطية الناصرية الفاسدة الراقدة على السرير بالرياض بانتظار عودة البقرة قصدي ال 80 مليار ريال .! الانتقالي مثلما لديه طريقة جديدة في الحفاظ على العملة هو ايضا لديه طريقة غير مسبوقة في " الإدارة الذاتية " للمناطق التي يسيطر عليها وتتلخص هذه الطريقة في السيطرة عسكريا واداريا على هذه المناطق وإنهاء اي وجود للحكومة فيها وفي الوقت نفسه يرى أن على تقديم الخدمات للناس ليست مسؤولية الانتقالي وقياداته بل هي مسؤولية الحكومة وقد يقول البعض من الحاقدين الحاسدين اعداء النجاح : طالما ان الانتقالي أعلن " الإدارة الذاتية " فلا بد أن يتحمل المسؤولية وإلا كيف ؟! والجواب : شوف يا أخي الحقد على الجنوب يتناسون عمدا وعن سبق إصرار وترصد أن قيادات الانتقالي الوطنية لم تعلن " الإدارة الذاتية " لكي تنهض بواقع الجنوب وتقدم الخدمات للناس في عدن وغيرها وإنما لكي تحافظ على الإيرادات والأموال العامة كما تحافظ على 80 مليار الان وبالطريقة الجديدة أما الخدمات ومطالب الناس فهي مسؤولية الحكومة التي تم طردها من عدن والتي يقاتل الانتقالي قواتها في أبين وعليها أن تتصرف وتأتي ولو عبر - طاقية الإخفاء - وتقدم الخدمات للناس وترحل في الخفاء وما أحدا شاف ولا أحدا دري والا فهي تكره الجنوب وأبناء الجنوب ؟! والسؤال الذي يدور في ذهن العبد لله : لماذا هذه الحكومة تشغل قيادات الانتقالي وتعطلهم عن مهامهم الوطنية في جمع الإيرادات والحفاظ على العملة اليمنية وتغطيتها في منازلهم وخزائنهم ؟!! ألا تدرك هذه الحكومة أنها تطبع هذه العملة بدون غطاء وأن قيادات الانتقالي كثر الله خيرهم يحافظون على العملة ويغطونها بطريقتهم الخاصة ويتعبون جدا في ذلك ومع هذا " خيرا تعمل شرا تلقى" .!!

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان