يوم تآمر ضدي حمار القرية !!
الساعة 11:26 صباحاً


 زمااان في نهاية مرحلة الطفولة ودخولي مرحلة المراهقة عدت من المدينة حيث كنت أدرس هناك ، عدت إلى قريتنا كما يعود رائد الفضاء إلى كوكب الأرض يروي مشاهداته وانطباعاته بفخر وإعجاب مفرط بالذات وهذا ما حدث معي فقد تحلق حولي أطفال القرية أروي لهم عجائب المدينة وغرائبها وهم فاغري أفواههم دهشة لما يسمعون من الأشياء العجيبة والغريبة التي لم يشاهدوها بعد . كنا في الوادي بعد الحصاد والناس يرعون مواشيهم في الحقول بعد حصاد الذرة وأنا مثل الطاووس مزهوا بنفسي وقد أراد أحد الفتيان وقد استبد به الحسد أن يجعلني أضحوكة فزعم أني قد " تمدنت " ولا أقدر على ركوب الحمار وتحداني أن نتسابق وإياه فوق الحمير وقبلت التحدي ولو كنت أعلم بما سيحدث لي ما قبلت هذه المغامرة ولكن كيف انسحب والفتيان حولي والبنات يرمقنني بنظراتهن وأردت أن أفشر قدام البنات وافوز باعجابهن وأظهر أنني ابن المدينة وبطل الريف أيضا .! وبالفعل قربوا لي حمارا وامتطى الولد الآخر حمارا وبدأنا السباق وكان الولد ماهرا في ركوب الحمار فسبقني ولكني لم استسلم وقد ضربت حماري بعصا غليظة فأسرع وكدت اسبقه وكانت نتيجة الشوط الأول أننا تعادلنا فاستبشرت خيرا وعقدت العزم على أن اسبقه في الشوط الثاني وصفر الأطفال فانطلقنا كالفرسان على ظهور الحمير وكنا على توازي ولدى العودة وعندما كنا في موازاة الفتيات يبدو ان حماري مل من هذه المسرحية السخيفة التي نمثلها فألقاني أرضا ثم عاد ودعسني بقدميه عدة مرات وبحقد ومزق بذلتي الجديدة التي عدت بها من المدينة وتركني انزف وتحول مهرجان السباق في المرعى إلى كارثة فقد غبت عن الوعي وحملوني وانا في الرمق الأخير إلى البيت لتلقي العلاج الاولي وبقيت اسابيع أتوجع واتالم واتوعد الحمار بالويل والثبور وعظائم الأمور وعقد العزم على قتله فقد مسح بكرامتي الأرض وجعلني أضحوكة للأطفال والبنات وبعد أسابيع بدأت أمشي على عكاز باحثا عن الحمار لانتقم لكبريائي فلم أجده ومرت أشهر وسنوات وبقي في ذهني سؤال: طالما قد القاني أرضا لماذا عاد ورفسني ودعسني لمرات وبكل ذلك الحقد والغل ؟! يبدو أنها مؤامرة قد حيكت ضدي وأن ذلك الحمار المجرم قد تآمر مع ذلك الولد الحاسد .!!

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان