ثور قال أحلبوه !!
الساعة 09:46 مساءً

 لا يطاع لقصير أمر ولا كرامة لنبي في قومه ، ذلك أن زمار الحي لا يطرب ، وقد نصحهم من صدقهم بمنعرج اللوى فلا استبانوا النصح ضحى الغد ولا ندموا ندم الكسعي فقال الناصح لنفسه : سوف أسكت من هذا الحين فهؤلاء قوم لا يحبون الناصحين ، وقد قال قوم ان " الجني الذي نعرفه " شرا محض ورجس مطلق ولا يفل الحديد إلا الحديد ولا تكسر الحجرة إلا أختها فقال البعض : الحجر من القاع والدم من رأس القبيلي ونزف من رأس القبيلي الكثير من الدم حتى انهك وقال اخرون : لعل من مقلب إلى مقلب يكون الفرج ولعل تحت الجبة شيخ وتحت القبة ولي وما كل ما يتمنى المرء يدركه وما نيل المطالب بالتمني فانقلب الحال عكس ما ظنوا ودخل فيهم من يتربص بهم الدوائر لأن مصائب قوم عند قوم فوائد وقال هو : عدو عدوي صديق و" علي وعلى أعدائي " وذهب بيد عمرو لا بيده ومضى بما له وعليه ولكل يوم شمس وريح . وقال من سمع الخبر : ما بدا بدينا عليه واللي ينزل من السماء تلقفه الأرض ، والسماء لا تمطر لا ذهبا ولا فضة ، ونزلت من السماء الصواريخ والقنابل وامطرت الشرور والدبور وخلف من بعدهم خلف لسان حالهم " اليوم خمر وغدا خمر وبعد الغد خمر " وحين تسألهم عن أبيهم ليذكروا أن ما بعد الخمر أمر يقولون : خالنا شعيب ، وإن كانت تكفي الحليم إشارة فهؤلاء لا يملكون من الحلم ما يميزون به جوهر كل ما يلمع إذ ليس كل ما يلمع ذهبا والناس معادن ولسوء الحال ظن الناس أن الذي لمعوه لأمر دبر بليل هو من الذهب الخالص وجلس على الكرسي واتضح لهم بعد أن وقع الفأس بالرأس أنه صفر لا ذهب وشتان بين التبر والتراب كما بين الثرى والثريا ولم يتبين للملأ بعد أنه لأمر ما قد جدع قصير أنفه فالعقول أرزاق ولو كانت هناك شمس لأشرقت صباح أمس ومثلما جنت على قومها براقش وخرب سد مأرب فأر فسال سيل العرم وتفرق أجدادنا أيدي سبأ وباعد الله بينهم وبين أسفارهم كذلك نحن قد جنى علينا ثور مريض وقد قلنا لهم من أول يوم : هذا ثور قالوا : أحلبوه .! وهو ثور مريض لا يحرث واينما توجهه لا يأتي بخير ولذا ستمضي فينا سنة الله في الذين خلوا من قبلنا وسيقضي الله أمرا كان مفعولا .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان