اليمن بين اللَّبننة في فندق الريتز والشرذمة والانفصال
الساعة 01:02 صباحاً


أحاول- بدون أي فائدة- أن أتابع ما يتسرب عما يدور في فندق الريتز بالرياض عن طريق الواتساب والفيسبوك والتويتر والمواقع الاليكترونية اليمنية أو الصحف السعودية.

**
أولا: الطريق إلى اللَّبننة
**

تمت لغوصة اليمنيين واللعب بإعداداتهم وحساباتهم.

خلقوا جزرا من "الأمر الواقع" على هيئة شراذم مسلحة- نخب، أحزمة، مجلس انتقالي، حراس جمهورية،...- بقيادات تمت إسالة لعابها بملايين الدراهم وميليشيات تستلم مرتبات شهرية منتظمة مستعدون كلهم لأن يستميتوا من أجل أن يبقى الحال على ما هو عليه لعشرات السنين.

ثم قالوا: "لا يمكن تجاهل الأمر الواقع."

ثم استدعوا خبرات من أيام "إتفاق الطائف" الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية على أساس تعديلات في "إتفاق الطوائف" الذي عملته قوات الإحتلال الفرنسي للبنان.

لا أحد يستطيع أن يخرج من تأثير خبراته السابقة وكوادره السابقة.

والقدرة على التفكير "خارج الصندوق" معدومة.

والكسل المعنوي والفكري متجذر، ويدفع إلى البحث في الأدراج والأرشيف عما عملوه في إتفاق الطائف لتقسيم المصالح بين طوائف لبنان واستعارة ما يمكن أن يفيد لخلق وضع مماثل في اليمن.

وإذا كان اليمنيون بدون طوائف، فالمسألة سهلة ويمكننا خلق وقائع على الأرض في اليمن يمكنها أن تقوم مقام طوائف لبنان.

والخوف- وربما الرعب- من احتمالات تطور الحالة إلى كيان يمني "متوحش" في المستقبل، لا يمكن تجاهله.

وهناك العمى وفقدان البصر والبصيرة وإهمال وتجاهل كيفية مواجهة "الوحش" الإيراني الحوثي الذي هو الخطر القائم فعلا، وهو "الأمر الواقع" الوحيد الذي هو أمرا واقعا فعلا بميليشيات فتاكة مؤدلجة من الملاحيس والمداليز ومسلحة بصواريخ وطائرات مسيرة وألغام وقوارب مفخخة.

تجاهلوا "الأمر الواقع" الوحيد الذي هو أمرا واقعا فعليا وهو الشيئ الوحيد الذي يلطمهم ويبهذلهم وهو الخطر الحوثي الإيراني، ليشغلوا أنفسهم ب"أمور واقعية" هم الذين وقَّعوها ومكيجوها وبودروها وحومروها لتوقع بين اليمنيين ليقعوا في حفرة عميقة ستصبح بمرور الوقت الوقعة اليمنية السوداء الكبرى. 
 
**
ثانيا: الاختيار بين اللَّبْنَنَة والشرذمة والانفصال
**

اليمنيون، يخافون من الإنفصال من جديد على الخطوط التي اصطنعها الإستعمار البريطاني.

اليمنيون، يخافون من الشرذمة وتحويل بلادهم إلى شناتر وقصاقص.

وهناك، من سيتمصلح ويفرح من احتمال الانفصال داخل فندق الريتز تحت رايات "الأمر الواقع" الجديد.

وهناك من سيتمصلح بالشرذمة والشنترة والقصاقص عند الأحواش والأبواب الخارجية من فندق الريتز من حراس جمهورية ونخب وأحزمة

حشروا اليمنيين في زاوية ضيقة- وإن كانت فاخرة للغاية في فندق الريتز- وهذا هو أكبر أمر واقع وقالوا لهم:

خذوا راحتكم وقسموا الوزارات وكل ماله علاقة بالإدارات والمناصب.

هذا واقعكم!
هذا ليس الواقع الذي جئنا به نحن.
هذا هو ما أنتم عليه وما كان عليه آباؤكم الأولون.

**
ثالثا: لبنان، لم تعد مُلَبْنَنَة
**

يريدون لبننة اليمن، بالرغم من أن لبنان نفسها قد توقفت عن التلبنن.

حزب الله أنهى لبننة لبنان، وأصبحت ميليشيا شيعة جنوب لبنان والضاحية الجنوبية في بيروت هي عصا موسى التي لقفت كل الثعابين والحناشة والطوائف.

الاختراع الإيراني العبقري بتحريض الأقليات الشيعية في العالم العربي وتهيئتهم لاستلام الحكم، أقوى وأخطر على البلاد العربية من السلاح النووي الذي تركز عليه أوروبا وأمريكا.

إذا تمخض الجبل في فندق الريتز في الرياض وولد فأر لبننة اليمن، القائم على طوائف ليست بطوائف ولكن على ما يسمونه بمكونات وتكوينات "الأمر الواقع" بقيادة أمراء حرب طعموا واستطعموا ملايين الدراهم، ومساكين استكانوا ووجدوا لقمة العيش بمرتبات ثابتة تسلم أول كل شهر، فستنتهي لبننة اليمن نفس النهاية التي انتهت إليها إتفاق الطوائف في الطائف الذي حاول ترميم إتفاق الطوائف الفرنسي بين اللبنانيين.

لبننة اليمن، ستكون فصلا من فصول ما قبل النهاية لتقع اليمن كلها بيد الحوثيين وبيد إيران.

**
ثالثا: لن نكون سعوديين أكثر من السعوديين
**

نحن نعرف أنكم الكل بالكل وأهم عامل في توجيه أمور اليمن وفي رسم مستقبل اليمن، وهذا هو ما يتم الآن في فندقكم الفاخر: ريتز الرياض.
 
نحن نعرف أنكم تستطيعون إبقاء عدن تحت سيطرة المجلس الانتقالي حسب المزاج والرغبة والإختيار.

نحن نعرف أنكم تستطيعون الإبقاء على الرئيس هادي ضيفا مكرما في قصر الملك سعود في الرياض لمدة ستة سنوات أخرى.

نحن نعرف كل ما تستطيعون عمله مع الإمارات.

ولن ندخل في مسألة متى يكون القرار إماراتيا خالصا، أم إماراتيا/سعوديا، أم سعوديا خالصا.

ونحن نعرف كل الأشياء مثل ما تعرفونها أنتم ومثل ما يعرفها كل من يريد أن يعرف في أي مكان في العالم.

وطبعا، أنتم أحرار في رسم سياساتكم بحسب مصالحكم وبحسب ما تختارون وبحسب ما تقررون.

كل ما نريد أن نقوله لإخواننا في المملكة العربية السعودية، هو الآتي:

١- الخطر الذي يواجه اليمن والسعودية، هو الخطر الحوثي/الإيراني

٢- كل الأساليب الحالية لمواجهة الخطر الحوثي/الإيراني، فاشلة

٣- يجب تحسين طريقة مواجهة الخطر الحوثي الإيراني

٤- اليمنيون، لا يستطيعون وحدهم تحسين  مواجهة أساليب الخطر الحوثي/الإيراني

٥- السعوديون- وحدهم- هم الذين يستطيعون تحسين أساليبهم وأساليب اليمنيين في مواجهة الخطر الحوثي/ الإيراني

٦- إذا لم تتحسن أساليب السعودية وإذا لم يحسنوا أساليب اليمنيين، فالعواقب ستكون وخيمة على السعوديين كما هي مُهلكة لليمنيين.

٧- ومازال هناك مجال للتحسين.

ونحن لا نستطيع أن نكون سعوديون أكثر من السعوديين.

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان