زاد الهوان بجرائم "غدر" و "غزوان" ولن تخف مأساة تعز إلا بتنفيذ إتفاق الرياض
الساعة 09:49 مساءً

 

هجمت عصابة "غزوان" على بيوت عائلة عصابة "غدر" في شارع المغتربين.
هذا حدث يوم أمس.

**
أولا: مسرح الأحداث
**

شارع المغتربين، هو من الأحياء الشمالية لمدينة تعز، ضمن ما يسمى بالمناطق المحررة وهي تواجه مباشرة الشوارع والأحياء التي تحت سيطرة الميليشيات الحوثية التي تحاصر مدينة تعز المُقَطَّعَة الأوصال.

هذه الأحياء الشمالية على جانبي خط التقسيم لمدينة تعز المنكوبة بها كثافة سكانية من مناطق المخلاف وشرعب.

وهناك إخوة وأبناء عمومة من المخلاف وشرعب يحاربون بعضهم البعض على جانبي خط التقسيم تحت يافطات ميليشيا الحوثي واللجان الشعبية أو في الجهة المضادة وهي الشرعية اليمنية والجيش "الوطني".

شمال خط التقسيم
**
وهناك إخوة وأبناء عمومة داخل المناطق شمال خط التقسيم التي تحت سيطرة الحوثي يتصارعون على الجاه والهيبة، ولكنه صراع محكوم ومنضبط لأنهم كلهم تحت قبضة يد الحوثي القابضة الكاسرة التي تفرش عباءتها وهيمنتها على الجميع.

وهم متصلون بالمخزن البشري الكبير للمخالفة والشراعبة في الريف.

الأرياف- شمال تعز- هي مناطق المخلاف ومناطق شرعب، وهم كلهم تقريبا نفس الشيئ.

**
ثانيا: أسماء وشخصيات
**

ولكن ممكن هنا أن نبدأ بذكر بعض الأسماء لكي نكسي الأحداث بالشحم واللحم ولكي يتفهم المستمع أو القارئ معنى ما نقول.

١- "بني صالح" سرحان

هناك "بني صالح"، وهم المعروفون بأسرة سرحان وأبرز أسماء الأسرة هم:

•العميد صادق سرحان قائد اللواء ٢٢ ميكا
 •الإبن الضابط بكر صادق سرحان المحرك الفعلي لقيادة اللواء ٢٢ ولأعمال الأسرة ومصالحها 
•العميد عبدالواحد سرحان مدير الأمن السياسي
وهؤلاء كلهم موالون للفريق علي محسن نائب رئيس الجمهورية، وهو الذي عينهم وهو الذي يبسط حمايته عليهم وهو الوحيد الذي يستطيع أن يقيلهم.

وهؤلاء يتركزون في حي الضربة ومنطقة منتزه تعز.

٢- حمود سعيد المخلافي

برز في تعز كمحرر وحامي لساحة الحرية في ٣ يونيو ٢٠١١، بعد أن تم إحراقها ودكها بالبولدوزر من قبل أجهزة أمن الرئيس السابق صالح.

ثم برز مرة أخرى في تعز في مارس ٢٠١٥ كقائد للمقاومة الشعبية ضد انقلاب الحوثي/صالح، وكان يتلقى السلاح والمال من السعودية بالإنزال المظلي من الطائرات.

حدثت قطيعة بينه وبين دولة الإمارات والسعودية اللتان أصرتا على أن يغادر البلاد.

ولكن كانت هناك مجاميع مسلحة قوية تدين بالولاء له داخل تعز ولا يمكن إخراجه بسهولة من البلاد بدون أي ترتيب أو استيعاب لهم.

تمت تسويات وحفظ ماء وجه حمود سعيد المخلافي من قبل نائب رئيس الجمهورية الفريق علي محسن ومن قبل الرئيس هادي باختراع إسم اللواء ١٧ ووضع أخيه شوقي وإبنه حمزة على رأسه في ترتيبات غامضة.

المهم أن هناك مجاميع مسلحة قوية، تتبع حمود سعيد المخلافي.
وهم يتركزون في حي الروضة شرق حي الضربة.

وهناك علاقة قربى بعيدة بين أسرة حمود المخلافي وأسرة صادق سرحان.

ولكن أسرة سرحان (بني صالح)، يعتقدون بأنهم الأرفع شأنا والأعلى ويأنفون من نجومية حمود سعيد المخلافي وإن كانوا لا يجاهرونهم بالعداء أبدا.
وبالمقابل يعطيهم حمود سعيد المخلافي لفتات المجاملة والتوقير حسب ما تقتضي الحاجة.

٣- العميد سالم

هو عبده فرحان، وهو من نفس بلاد صادق سرحان ولكنه على طرف نقيض من "بني صالح" ومن حمود سعيد المخلافي.

وإن كانوا كلهم يحافظون على الشكليات والمجاملات المعتادة بين أهل البلاد الواحدة.

وطبعا تجمعهم العلاقة الوطيدة مع الفريق علي محسن ومع حزب الإصلاح.

والعميد سالم ينتمي لحزب الإصلاح، الذي يحتفظ له بمكانة رمزية ومعنوية ومادية عالية.

سالم، هو الإسم الحركي لعبده فرحان الذي كان مدرسا  وقد حصل على رتبة عميد بسبب كفاءته في أعمال المقاومة ضد ميليشيا الحوثيين ومهاراته القيادية وديناميكيته وكثافة كوادر حزب الإصلاح في تشكيلات المقاومة التي مكنته من الحركة والظهور في كل الجبهات.

وهو الذي قال عنه عدوه اللدود أبو العباس: "أينما التفتنا في تعز، قالوا سالم". وكان طبعا بقوله هذا لا يمدحه ولكن يذمه بتهمة الاستحواذ والسيطرة وبخس الآخرين حقهم وقدرهم.

والعميد سالم وحزب الإصلاح، يتعرضون هذه الأيام لتحديات في جبل حبشي ومخاوف من اللواء العاشر وأبو العباس في الحجرية، ومن تهديدات العميد طارق صالح في المخاء ضدهم وضد الشرعية، ومن حملات كراهية وتحريض مناطقية ومن الأحزاب الأخرى.

وهناك خوف "حقيقي" بأن تكون دولة الإمارات قد بدأت العد التنازلي للقضاء على حزب الإصلاح بالسلاح في تعز كما سبق وأن قضت عليه في عدن ومناطق الجنوب الأخرى.

العميد سالم ومعه حزب الإصلاح، لا يرضون كثيرا عن أعمال أسرة سرحان من بني صالح في حي الضربة ولا عن أعمال أسرة حمود سعيد المخلافي في حي الروضة، ولكنهم لا يستطيعون انتقادهم أو منعهم وهم يتشاركون معهم بنفس الخطر من الحوثيين ودولة الإمارات.

٤- وأيضا قيادات صغيرة إصلاح

الإغراء والنفس الأمارة بالسوء، لا تستطيع أن تقاوم الفساد في ظل انعدام الدولة والقانون.

الذين كان المتوقع منهم أن يكونوا حماة الفضيلة، قاموا بنفس أعمال من وقع بالرذيلة.

هناك قيادات ميدانية حربية، هي رسميا وفعليا، تحت إسم حزب الإصلاح تقوم بنفس الممارسات التي تسمم الحياة السياسية والإجتماعية وتعطل الازدهار الاقتصادي مثل السطو على أراضي ومساندة البلاطجة والدخول في عمليات التحكيم المشبوهة بغرض ابتزاز المواطنين الذين بلا عصبية أسرية أو مناطقية أو حزبية أو سلاح أو حراسة مستأجرة.

٤- ما الذي يجمع بين سرحان وحمود وسالم وحزب الإصلاح؟

في يوم عادي وبدون تحديات ربما يكون هناك تنافس محموم بين هذه الأسماء سواء في أرياف تعز أو داخل المدينة.

لكن هناك الكثير مما يجعلهم يظلوا معا.

هناك تلك العلاقة المشتركة بين كل جانب على حدة وبين الفريق علي محسن.

ويجمعهم عداء التنظيم الناصري والحزب الإشتراكي والمجاميع السلفية المرتبطة بالإمارت.

هذا العداء المستحكم ضد حزب الإصلاح من الناصريين والإشتراكيين والسلفيين ومن قبل كل من يحلم بدور في مسرح تعز، حرمنا من خدماتهم واحتمال أن يكون لهم دور فعال في إنقاذ تعز من الأوحال التي تغوص فيها.
لأنهم قد حددوا هدفهم الأكبر- وربما الوحيد- وهو القضاء على حزب الإصلاح وكل من يتماهى معه.

وهناك تلك المناطقية الجديدة التي تتولد على نار هادئة بين شرعب والحجرية. 

ويجمعهم أيضا عداء دولة الإمارات التي هي ضد الراعي لهم الفريق علي محسن وضد أي شيئ من الإخوان المسلمين، ولو من بعيد مثل حزب الإصلاح.

٥- اللواء حمود خالد الصوفي

محافظ سابق لتعز ومن رجال الرئيس صالح وعينه انقلاب الحوثي/صالح قائدا للأمن السياسي بعد أن منحوه رتبة لواء بالرغم من أننا لم نسمع عنه أنه كان سابقا بأي رتبة عسكرية.

وهو من نفس مناطق أسرة سرحان بني صالح وحمود سعيد المخلافي والعميد سالم، ويكرههم كلهم أشد الكراهية وكل أهدافه في الحياة هي التخلص منهم كلهم ومن نفوذ الفريق علي محسن في تعز ومن حزب الإصلاح.

وهم يكنون له نفس العداوة والكراهية، ويطلقون عليه إسم "إبليس".

كل اصطفافات اللواء حمود خالد الصوفي، هي مع الجهات التي تعادي الشرعية جهارا وبصورة رسمية.

هو في نفس الصف والموقع مع العميد أحمد علي عبدالله صالح إبن الرئيس السابق المقيم في الإمارات.

وحمود الصوفي، في صف العميد طارق محمد صالح إبن أخ الرئيس السابق الذي عينته الإمارات مارشالا وقائدا أعلى للساحل الغربي لليمن وسلمته ميناء المخاء وسلحته بالمدرعات والصواريخ الحرارية وربما بطائرات مسيرة.

واللواء حمود خالد الصوفي، هو رجل الإمارات رقم ١ في كل ما يتعلق بهذا المكان من اليمن وبضرب أهل بلاده من المخالفة والشراعبة.
وفوق كل شيئ ضرب حزب الإصلاح في تعز.

**
ثالثا: لا تحرير ولا دولة 
**

١- لا تحرير

لا يوجد أي مجهود لمقاومة الحوثي.

لا المخالفة ولا الشراعبة ولا حزب الإصلاح ولا قادة الألوية ولا قائد المحور- الذين يرفعون شعارات المقاومة والتحرير- يقومون بأي مجهود لتخليص تعز.

ولا الناصريون والإشتراكيون والسلفيون والمغامرون- الذين يحملون راية تصحيح مسار الشرعية، والذين يريدون إزاحة حزب الإصلاح بصخب ونزق وتشنج وباستعمال أي طريقة - كلهم لا يخلقون الجو الملائم لتصفية أجواء تعز ورص الصفوف واكتساب الأغلبية الصامتة والحاضنة الشعبية لخوض المعركة الكبرى.

٢- لا دولة

أثبتت تلك الأسماء والشخصيات والمكونات أنها دون المستوى المطلوب للقيام بدور فعال في إنقاذ تعز.

وأيأستنا تلك الأسماء والشخصيات والمكونات من أن تعتمد عليها اليمن بردفها بالأفكار والرجال والموارد وهي تخوض معركة البقاء الكبرى في حياتها.

بغفلتهم وعمائلهم وأطماعهم وضياعهم، ضيعونا وضيعوا تعز وضيعوا كل اليمن معهم.

الأمن والاستقرار، هو المطلب والهدف رقم ١ لأي مجتمع.
كل الأهداف والمطالب الأخرى، تأتي بعد الأمن والاستقرار.
ولا يمكن أن تتحقق أي أهداف سواء كانت تحرير أو ازدهار، بدون الأمن.

وهؤلاء- كلهم- المتشدقون بإسم الشرعية والمطالبون بتصحيح مسار الشرعية، والمعادون للشرعية، معهم أدوار في زعزعة الأمن وفي ضياع مفهوم الدولة في تعز.

**
رابعا: فضائح وجرائم استباحة تعز
**

وكأنه لا يكفي بأنه: لا تحرير ولا دولة.
وكأنه لا يكفي بأنه: لا أمن ولا استقرار.
وكأنه لا يكفي أن هناك أسماء وشخصيات ومكونات دون المستوى المطلوب.
وكأنه لا يكفي أن هناك إتاوات وابتزازات على الناس.
وكأنه لا يكفي أن هناك قادة يفرضون التحكيم ويترزقون من عرض البلاطجة الذين  يبسطون على أراضي الناس.

وكأنه لا يكفي كل هذا، ظهر لنا "غدر" و "غزوان".
هذان النموذجان بالذات ومن شابههما، يقومان بأكبر جريمة في الشرع والقانون، وهي: جريمة "الحِرابة".

يروعون الناس ويقطعون الطريق ويعطلون الحياة والمدينة، ويستبيحون الأمن والسكينة.

١- غزوان

ينتمي بصلة قرابة لبني صالح وأسرة صادق سرحان قائد اللواء ٢٢.

يتكلم عن نفسه بأن مثله الأعلى هو حمود سعيد المخلافي، وأنه يسير على خطاه في حل مشاكل الناس والتحكيم بينهم في الخلافات.

يقول بأنه معين من الفريق علي محسن في الأمن.

يقول بأنه من المقاومين للحوثيين.

يفرض إتاوات على البسطات وبائعي القات والمدكنين والتجار.

يهاجم سيارات وأطقم إدارة الشرطة ويقتل رجالها.

عليه أمر ضبط وإحضار قهري من النيابة، ولا يوجد أمن أو جيش أو مقاومة ولا حزب يتجرأ على إحضاره من بيته.

يمارس العقاب الجماعي ضد خصومه ويقتل أطفالهم ويحرق بيوتهم ويشرد عائلاتهم، بدون أي ردع أو أي مساءلة.

والخصم اللدود لغزوان هذه الأيام، هو "غدر".

والذي يظهر بين عصابة "غزوان"- هذه الأيام- مسلحون من بني صالح عيال سرحان يطاردون رجال وعائلات "غدر" ويقتلون رجالهم وأطفالهم ويحرقون بيوتهم في شارع المغتربين، فترتفع الأصوات ضد القائد صادق سرحان وضد الجيش "الوطني" وضد حزب الإصلاح وضد الفريق علي محسن وضد الشرعية وضد رئيسها عبده ربه منصور هادي.

وبهذه الإتهامات الكثير من الحق إن لم يكن الحق كله، فما يعمله غزوان يتسلسل ويتصاعد طريق طريق حتى يصل إلى الرئيس هادي.

٢- غَدْرْ

أول ما سمعت عن غدر، كان قبل سنة ونصف.

صديق لي في تعز، اشتكى لي بأن غدر يفرض عليه إتاوة أو ابتزاز ليسمح له بعملية صب الإسمنت لبناء سقف بيته ويطلب مائة ألف ريال عن كل يوم أعمال صبيات.
ثم عرفنا بأنه هارب من حكم قضائي في مناطق شرعب التي تحت سيطرة الحوثي بسبب جريمة قتل.

ثم ابتدأت الحروب على الأسواق وابتزاز البائعين بينه وبين "غزوان"، بالرصاص وفي وضح النهار.
ثم كانت تلك الحرب التي استمرت طوال الليل في حي وادي القاضي استعملوا فيها الألوف المؤلفة من طلقات الرصاص وقذائف المعدلات.
استطعنا أن نستنتج بأن طلقات الرشاشات والمعدلات التي استعملها غزوان ومسلحيه، جاءت من مخازن بني صالح والقائد صادق سرحان، ولكننا لم نستطع أن نستنتج من الذي وقف مع "غدر" ولا من يمول ويحضر له الرجال.

من الذي يقف وراء "غَدْرْ"، من وراء الستار؟

لا يمكن أن يكون حمود سعيد ولا العميد سالم ولا حزب الإصلاح؟

فمن الذي يقف مع "غدر"، ويسنده؟

هل هو اللواء حمود خالد الصوفي؟

مجرد استغراب وتساؤل واستفسار!

**
خامسا: واجب الفريق علي محسن
**

ما يحدث في تعز من جرائم "الحِرابة"، هو في وجهك وأنت الذي يجب أن تتصدر له.

ما يحدث، غير مقبول لا بالشرع ولا بالقانون ولا بالأخلاق ولا بحسن القيادة.

وهؤلاء كلهم، أنت قائدهم وأنت الذي عينتهم وهم يتبعوك.

ونحن ننتظر أن تقوم بما يجب وما يلزم.

**
سادسا: إتفاق الرياض
**

إتفاق الرياض ببنوده الأمنية والعسكرية والسياسية، قد ينهي مآسي تعز إذا تم تنفيذه فعليا وبحسب روح نصوصه وليس بحسب نفوذ مراكز القوى في تعز.

١- يجب أن يكون هناك محافظ يعرف ما يفعل وصاحب قرار وهو "رأس" كل السلطات.

٢- يجب أن يكون هناك جهاز شرطة قوي هو الذي يسير الأمور في الشوارع والأحياء والطرقات والقرى والمدن

٣- يجب أن يكون هناك جيشا "وطنيا" من صدق، ومكانه في الجبهات.

بعد هذه الثلاثة الأمور، يمكن التحدث عن كل وأي شيئ آخر

**
سابعا: هذه بلادنا ولا مكان للمجاملة
**

هذه هي بلادنا وهذا هو شعبنا، وأنا لا أستطيع أن أجامل أو أحابي.

وهذا، ليس هجوما على أحد.

التفاصيل كثيرة، وقد لا أعرف أشياء ولكني لم أخبئ شيئا مما أعرف.

وقد يكون هناك خلاف على بعض التفاصيل.
 ولكن لا يمكن أن يكون هناك شك في الروح العامة لهذه الأحداث والوقائع،
 وعلى أن هذه الأوضاع تجعل حياتنا مأساة،
وعلى ضرورة التعامل مع هذه السلبيات

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان