التقويم الهجري هويتنا ـ معلومات هامة وتفاصيل (١)
الساعة 06:03 مساءً


لكل أمة وحضارة هُوية وتاريخ تميزها عن غيرها، بها تعتز، ومن خلالها توثق أحداثها، وكل أمة تنظر لمستقبلها من خلال النظر في تاريخها، فمن لا تاريخ له لا مستقبل له.

وقد كره الصحابة عند وضع التاريخ الهجري أن يتابعوا النصارى أو الفرس في تاريخهم، وما ذلك إلا حفاظاً على هُوية هذه الأمة، ولارتباط عباداتهم بالأشهر العربية دون سواها، ولذا ربطوا تاريخهم بأشرف مخلوق ومحبوب لديهم وهو نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، ومن هنا يظهر لنا أن التقويم الهجري ليس مجرد أرقام تعرف بها السنوات، بل هوية أمة وشعار حضارة حكمت العالم مئات السنين، وسجّلت الأحداث ووثقتها به، وإن التخلي عن هذا التقويم تخلٍ عن حضارة ومجد، بل وتضييع وتفريط ببعض شعائر ديننا الحنيف لارتباط بعض أركان الإسلام به كالصيام والزكاة والحج به.

* عدد أيام العام والشهر واليوم القمري:

عدد أيام العام الهجري تختلف عن الميلادي فيتكون التقويم الهجري من: 12 شهراً قمرياً.
 
والشهر فى التقويم الهجري القمري إما أن يكون 29 أو 30 يوماً (لأن دورة القمر الظاهرية تساوي 29.530588 يوماً).
 أي أن السنة الهجرية تساوي 354 يوماً تقريباً، وبالتحديد 354.367056 يوماً،
أما العام الميلادي فعدد أيامه تبلغ ٣٦٥ يوما وربع تقريبا.
 وبما أن هناك فارقاً 11.2 يوماً تقريباً بين التقويم الميلادي الشائع والتقويم الهجري، فإن التقويمين لا يتزامنان، مما يجعل التحويل بين التقويمين أكثر صعوبة.
ولهذا الفارق يظهر كل ٣٣ عاما ميلاديا، عاما قمريا إضافيا، وكل ١٠٠ عام ميلادي ٣ أعوام قمرية إضافية.
ولهذا قال تعالى عن أهل الكهف في مدة لبثهم: "وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25)" سورة الكهف

* أثر اختلاف فارق الأيام بين التقويم الهجري والميلادي.

ويظهر أثر هذا الاختلاف عند احتساب الزكاة بالعام الميلادي، إذ أن الواجب هو حسابها بالعام الهجري.
ولهذا اجتهد بعض الفقهاء أن تزاد نسبة الزكاة الواجب إخراجها لتكون ٢.٥٧٧٪ ، بدلا عن ٢.٥٪ اعتبارا الفارق في عدد الأيام.


*  العرب يؤرخون بالأحداث:

وقد كان العرب قديماً يؤرخون ببناء إبراهيم وإسماعيل الكعبة حتى تفرقوا وخرجوا من تهامة، فكان الخارجون يؤرخون بخروجهم، والباقون بآخر الخارجين منهم، حتى طال الأمد فأرخوا بعام رئاسة عمرو بن ربيعة المعروف بعمرو بن لُحَي، وهو الذي يقال: إنه بدّل دين إبراهيم.
ثم أرخوا بعام موت كعب بن لؤي إلى عام الغدر، وهو الذي نهب فيه بنو يربوع ما أنفذه بعض ملوك حمير إلى الكعبة من الكسوة، ووثب بعض الناس على بعض في الموسم.
ثم أرخوا بعام الغدر إلى عام الفيل، ثم أرخوا به إلى تاريخ الهجرة، وبعض العرب كانوا يؤرخون بالوقائع المشهورة والأيام المذكورة الكائنة بينهم، كالتي لقريش مثل يوم الفِجار وحلف الفضول، وكذلك كانت حمير وبنو قحطان تؤرخ بِتَبَابِعتها وهم ملوك اليمن.

وقد ورد أن المسلمين أطلقوا أسماء على السنوات التي عاشها المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- بالمدينة، فقال المطهر المقدسي: “وكانت سنو الهجرة عشر سنين: السنة الأولى سنة الهجرة، والثانية سنة الأمر بالقتال، والثالثة سنة التمحيص، والرابعة سنة الترفيه، والخامسة سنة الزلازل، والسادسة سنة الاستئناس، والسابعة سنة الاستغلاب، والثامنة سنة الاستواء، والتاسعة سنة البراءة، والعاشرة سنة حجة الوداع. ثم دخلت سنة إحدى عشرة من الهجرة مضى منها شهران واثنا عشر يومًا ولحق بربه -صلى الله عليه وسلم.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان