حوالة من غريب !
الساعة 10:25 مساءً

 

قصة قصيرة 

 

وصلت رسالة إلى هاتفي بأن لدي حوالة عبر مصرف الكريمي ، استغربت اذ لم يخبرني أحد بأن لدي حوالة وظللت أفكر وأسأل نفسي : من سيرسل لي الآن ؟!
ذهبت إلى مصرف الكريمي ولأنهم يعرفوني فبمجرد ان اعطيتهم رقم الحوالة قاموا بتسليمي السند وفوجئت بإسم شخص لا اعرفه ولانشغالي بالاسم فلم أرى كم المبلغ الذي في الحوالة ، كتبت اسمي ووقعت وذهبت إلى الصراف لاستلم المبلغ فأخبرني ان كنت أريد المبلغ بالريال اليمني أم بالدولار ؟ 
انتبهت عند سماعي لكلمة الدولار فقلت : بالدولار 
سلمني مبلغا كبيرا فتسلمته وكلي ذهول ودهشة ومضيت وانا غير مصدق ما يحدث لي ، اتحسس جيبي واقرص نفسي لاتأكد انني لا أحلم ، يا الله من الذي أرسل لي هذا المبلغ ؟! وماذا يريد مني ؟!

ذهبت إلى محل الصرافة وصرفت 100 دولار وذهبت إلى البقال وسددت ديوني وبقي لي مبلغ لا بأس به من صرف المائة دولار لقد صرفتها حينها ب 37 ألف ريال ثم عدت إلى الكريمي واودعت بقية المبلغ في حسابي الذي لم يكن به سوى ألفين ريال يمني ومازلت غير مصدق ما يحدث لي .

مضى اليوم الأول ولم يتصل بي أحد أو يخبرني بأنه قد حول لي المبلغ ومضت أيام واسابيع والأسئلة تحاصرني عن سر هذا الغريب الذي فاجأني هذه المفاجأة السارة ، أسئلة كثيرة شغلتني في ليلي ونهاري ولم أجد لها جوابا وحين اكتمل الشهر قلت : لابد أن هناك خطأ ما فكيف يرسل لي شخص لا أعرفه مبلغ كهذا ؟! 
واذا افترضنا أنه قد أخطأ في رقم هاتفي فكيف يكتب اسمي الكامل ؟!
لماذا لا اتصل بهذا الشخص وأسأله وساجد عنده الجواب ؟!

 ذهبت إلى مصرف الكريمي وهناك سألني الموظف : 
خير يا أستاذ محمد حوالة وإلا سحب من الرصيد ؟ 
- لا حوالة ولا سحب أريد خدمة أخرى أريد رقم الشخص الذي حول لي مبلغ قبل شهر لأني فقدت رقم هاتفه وهو مسجل عندكم .
تململ الموظف قليلا ثم سألني: 
- هل لديك رقم الحوالة ، أعطيته رقم الحوالة فسجل لي رقم الهاتف على ورقة فشكرته وعدت وفي الطريق اتصلت بالشخص الغريب فوجدت هاتفه مغلقا ، كررت الاتصال لمرات عديدة ولكن الهاتف ظل مغلقا وفي اليوم الثاني كررت الاتصال ووجدت الهاتف أيضا مغلق ،
 فكرت في مراسلته بالواتساب سجلت اسمه الغريب وفوجئت بأنه ليس عنده واتساب ، حاولت عبر صديق في شركة " يمن موبايل "  الحصول على بيانات صاحب الرقم الغريب ولكنه رفض وذات يوم علمت أن صديقي صاحب المكتبة القريبة من منزلنا لديه أخ يعمل في شركة يمن موبايل وبامكانه أن يوافيني بالمعلومات وفعلا طلبت منه هذه الخدمة دون أن أخبره بما حدث وفعلا زودني باسم الشخص الغريب وبعنوانه فذهبت على العنوان وسألت عنه فأخبرني جيرانه أنه مغترب منذ سنوات وأنه جاء إلى اليمن زيارة وغادر ومضت الأيام ومرت سنوات ومازلت أتساءل بيني وبين نفسي عن ذلك الغريب الذي حول لي تلك الحوالة الكبيرة .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان