خيمة الصعيد ووطن يافع
الساعة 07:16 مساءً


الإهداء إلى من احب مع تحية الشوق الاكبر ..

زرت محافظة شبوة قبل حوالي 8 أشهر لحضور حفل العزيز سعيد عبدربه باراس بمنطقة الصعيد بشبوة .
كانت الساعة الخامسة عصرا حينما انحرفت بنا السيارة من الخط الرئيسي وصولا إلى طرق متفرعة في ارض آل باراس .
عند قرابة الخامسة وصلنا إلى المكان المحدد ، كانت هناك خيمة كبيرة  يتجمع فيها المئات من الأشخاص.
وصلنا وتبادلنا التحية .
دقائق وبدأ احدهم يعرفني بالحاضرين ..
من هذا ؟
- قائد في القوات الخاصة تبع لعكب.
وهذا ؟
- قائد في قوات النخبة .
وذاك 
قيادي في المؤتمر الشعبي العام ، هذا تبع احمد مساعد وهذا قائد بجبهة البيضاء ، هذا من أصحاب عارف الزوكا تبع طارق صالح ، هذا انتقالي ، هذا سلفي ، هذا بجبهة تعز .
وهكذا استمر التعريف :" قيادي إصلاحي ، قيادي في الانتقالي ، وهذا جاء من عمان قبل أسبوع ورابع مقيم في صنعاء وحضر للزواج .
خليط عجيب من الانتماءات المتعددة والمتضادة .
عند الساعة التاسعة جيء بفنان ليغني ليقوم الجمع إلى الرقص.
وفي حلبة الرقص..
يقفز قيادي في النخبة ليرقص مع قيادي في القوات الخاصة، قيادي مؤتمري يأخذ بيد أخر إصلاحي ، يدخل في الوسط الأب الانتقالي مع الابن الشرعي..
الإصلاحي يراكي المؤتمري والشرعي يساعد الانتقالي.
اجتمع القوم وتعشوا ورقصوا والتقوا في اليوم التالي وهكذا تسير حياتهم.
قلت لسعيد يومها :" ما أجمل هذه اللوحة وما أبدعه من تآلف..
اتسعت خيمة الصعيد على ضألتها لكل تناقضات هذه البلاد وتعددها.
في أبين يبدو المشهد مماثلا ..
على مداخل مدينة لودر ثاني اكبر مدن المحافظة تنتصب اغرب نقطتين أمنيتين حول العالم ..
على المدخل الجنوبي للمدينة تنتصب نقطة للأمن العام شرعية وعلى بعد أمتار منها 20 مترا فقط تنتصب نقطة أخرى للحزام .
يمارس جنود النقطتين مهامها بشكل شبه واحد يأكلون من نفس الصحن ويتبادلون بقايا أعقاب السجائر ..
كنت في لودر عيد الأضحى هذا العام ..
احتضنت الدواوين مئات الأشخاص من شرعية إلى انتقالي إلى إصلاح ومؤتمر إلى حراك إلى وحدويين  .
أكلوا وشربوا وقيًلوا وتبادلوا الأطقم .
لايخوًن احد صاحبه ولايضره ..
يحدث نفس الشيء أيضا في الضالع حيث لايخذل القوم هناك صاحبهم ولا يتركوه للغير.
تتوسد 3 الوية تابعة للشرعية ارض المحافظة لكنك لن تجد من يخوَنها .
يذهب أبناء هذه المنطقة ذهابا إيابا مابين الجنوب الحر وحكومة الاحتلال .
ومابين كل ذهاب وإياب يسفلت لهم إخوانهم طريق المبررات .
يدرك الناس في هذه المحافظات ان المخطط اكبر فلماذا يخسرون بعضهم؟
وعلى هذا المنوال يسير الجمع في أبين وشبوة والضالع ..
تذكرت كل هذا وانا اقرأ بحزن شديد مايدونه الزميل العزيز "عادل اليافعي" محاولا تصحيح طريق يافع..
ومحاولة عادل ربما تكون صعبة ومستحيلة فالداء مستفحل .
غٌيبت يافع لعقود طويلة وضٌحي بها واُكل الثوم بفاها.
كتبت كثيرا عن يافع ..
كتبت عن يافع التي تأكل أبنائها .
يافع أكثر "المناطق" التي تحارب نفسها ، وتحمل المعاول لهدم كل قياداتها وكل باكورة جميلة وعاقلة تخرج من بين ثناياها لذلك فشلت منذ العام 1967 وحتى اليوم ان تنتج قائد يمكن له ان يقودها أو يقود "الجنوب" وظلت تابعة ترفع صور زعماء آخرين من أماكن أخرى فيهم قليل من الوطنية كثيرا من اللئم والخساسة وهذا حال السياسة.
ويافع تبحث عن سياسيين "ملائكة" وهؤلاء لاوجود لهم "البتة"، هناك سياسيون كالعاهرات ينامون على افرشة مختلفة ويملكون ورائهم من يغسل قذارتهم.
وكل مايقوم به "اليفع" ضد قياداتهم يتم بحسن نية وبوطنية مرتفعة ومخلصة لكنها "مؤذية".
في "يافع" لايبحث أبنائها عن مخرج لأي قيادي منها ان اخطأ أو ان كانت له وجهة نظر أخرى ، لايحتفظون بالقائد فيهم لوقت "الحاجة" أبدا ، يهدمون كل شيء ثم يتباكون على حائط مبكى طويل طويل ولو أنهم فكروا قليلا لأدركوا ان كل قيادات العالم كالقمر لها وجه مظلم وأخر مضيء .
لذلك لن تقود يافع نفسها ووفق هذا المنطق ولن تقود "أحدا.
أشعر بالأسى وانا اقرأ مايدونه بعض اليفع بحق ابنهم "عادل اليافعي" من أوصاف قاسية بينما كل مايفعله الرجل هو انه يحاول الأخذ بيدهم صوب سبل النجاة.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان