قادة الميدان سيكسرون قرن صبي مران
الساعة 01:20 مساءً


فتشت عن سبب ما وصلنا إليه، ولحسن حظي وجدت من ألقي اللوم عليه : من طهران حتى الظهران مرورا بعمان وأبو ظبي ومن آل ثاني حتى الباب العالي، فنمت قرير العين والبالِ.  وفي الصباح نظرت في المرآة فوجدتها غضبى تلوح بيديها وقد انعقد حاجبيها، أصغيت لها وإذ بها تقول: نحن أعداء أنفسنا، نحن الداء والدواء، نحن الهواء وفينا أسباب الفناء. نقتل بعضنا ونحقّر شأننا ونتهم غيرنا.

وفجأة رأيت اليمن، كل اليمن، أمام عينيّ شاهدت الأحداث ورأيت الوقائع وهالني الواقع. رأيت أن الارتزاق صار فينا عادة بل صوّرها البعض كأنها عبادة.

فريق يمتهن الذل ويقتات الهوان ويحيا على فتات بن سلمان أو ذلكم الغلام بن زايد الخوّان.  بالمقابل تركوا لهما الجمل بما حمل، حتى صار القرار من المكلا حتى عدن بيد غير أبناء اليمن.

وآخرون صاروا أبواقا يملئون الفضاء صراخا وتجهيلا. باسم النبي لهم السيادة والرئاسة فصيّروا النبي كمعاوية، مؤسس دولة لا رسولا للناس متساوية. يرونه جدهم في الملك والقيادة من أسس دولة الجباية ويا ليتها كانت لأحفاده من بعده لكن لأبناء صهره، يا للغباوة والحقارة.

ومشائخ العار هم لعنةٌ في كل دار باعوا القيم بالدينار. لا يذهبوا إلا لمن في يده الذهبُ، وإن مالوا فاعرف انه لمن عنده المالُ. الحرب عندهم موسم ارتزاق، والقتل والتحشيد صارا أفضل الأرزاق. يأكلوا من أكباد من قُهِروا من أجلهم ويسكروا بدماء من ضحى عن أرضهم أو عرضهم.

جميعهم طحنوا اليمن في مشاريع بل هوية فضاعوا في متاهات العمالة ونسوا القضية. لا تصدقوهم وإن تشدقوا باسم الكرامة أو القومية فليست سوى طُعم لضحايا الجهل والأمية. ليست سوى شعارات، بها يقتل الفقير مسكينا بلا روية ليمشي على جماجمهم جلاد بلا آدمية.

آه يا وطني، فديتك بقلبي ودمي، لكن يا ترى هل ستنجو إن سكبتُ على ثَراك دمي؟ قد سار قبلي ألف ثائر حر أبيّ، سكبوا في ربوعك أزكى دمِ. مالي أراك بلا حراك؟  لم تكتفِ؟ قلي بربك ماذا تريد لترتقي؟ لتعلو في جبين الدهر؟ لِنُزهِر في حنايا ضلوعك، لنقلع بالمركب؟

قد سمعتك يا موطني، يا أنت يا أمي وأبي، فاسمعوا يا إخوتي، قالت اليمن عليكم بالشرعية سبيلكم إلى الحرية واستعادة الجمهورية، وإن خانها هادي وعلي وكل مسؤول دني. الشرعية أكبر من الحزبية وحكومة الهوشلية وشلة الريال في السعودية. الشرعية ستكون في أرض يمانية لتستعيد السيادة القُطرية والمياه الإقليمية وكل شبر من بلادي الأزلية.

يا هذه الدنيا اسمعي وخَبّري كل حر وفي، إن قادة الميدان حماة الأرض والإنسان من صعدة حتى المهرة ومن تريم حتى يريم سيكسروا قرن الصبي صاحب الجرف الغبي ونستعيد المجد والغد ونُكرّم التاريخ بمستقبل نديّ.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان