كيف يرى اليمنيون السعودية؟
الساعة 12:51 صباحاً


وما الذي يريدونه من المملكة؟
.. بمنتهى الصراحة


أولا: المنطلقات
**
هذا الموضوع، أكتبه من المنطلقات التالية والذي لا يوافق عليها لا يحتاج ليكمل القراءة

١- هناك هزائم في الحرب ضد الحوثي وإيران وفشل في دعم الشرعية

٢- إذا لم ننتصر في هذه الحرب، فسيقضي الحوثي على اليمن التي نعرفها وستسيطر  إيران على جبالنا وودياننا وشواطئنا وبحارنا

٣- مهما فشل تحالف اليمن مع السعودية، فيجب ألا نيأس من محاولة تصحيحه لأن البديل لا يمكن استمرار الحياة معه للبلدين.

اليمنيون، يتجرعون حكم الحوثيين مثل من يجبر على تجرع السم البطيئ.
والسعوديون، سيتجرعون هذا السم إن طال الزمن أو قصر.

٤- هذا الموضوع مقصور على الفترة الزمنية التي تبدأ في ٢٦ مارس ٢٠١٥- يوم عاصفة الحزم السعودية- والتي مازالت مستمرة حتى الآن، وستستمر حتى تنتهي الحرب الأهلية الحالية في اليمن.

**
ثانيا: هل هناك مؤامرة سعودية؟
**

حديث المؤامرة بين اليمنيين، لا ينتهي مع "مزاولة" كل ألفاظ السب والشتم واللعن التي يرون أنه لا بد منها.

والمفردات المستعملة، هي "مخاوف" المملكة من اليمنيين، و "أطماع" و "حسد" و "كراهية" و "حقد دفين" ورغبات ب "الاستعمار" و "الغزو" و "السيطرة" وبعدها ينزلون بمستوى استعمال الألفاظ إلى  "الدناءة" و "الحقارة" و "عنصرية" البدو ضد سكان الجبال والوديان.

السقوط
*
من يتبنى- من أصحابنا- نظرية المؤامرة السعودية، يقع بسرعة في إحدى هاويتين:

١- هاوية اللامعقول

والذي يدخل في باب المؤامرة هذا ينتهي بالسقوط بالغفلة، في خدمة الحركة الحوثية وإيران، والمطالبة بدفن الشرعية وتحالفها مع السعودية.
ويطالب اليمنيين بمحاربة الحوثيين وإيران والسعودية، في نفس الوقت.

وهؤلاء نقرأ ما يقولون يوميا في كل مكان في المقالات المسهبة وفي كل الوسائط الإجتماعية من فيسبوك وتويتر وواتساب، الخ..

٢- هاوية الحوثي

والسقوط الأكبر لأصحاب نظرية المؤامرة، يأتي عندما يطالبوننا جهارا عيانا بالانضمام لمعسكر الحوثي وإيران ونكون معهم قوة لا تقهر، لننتقم من السعودية ونذيقها ويلات الحرب والتشرذم التي نعيشها.

وهذا نسمعه ونقرؤه أيضا كل يوم.

**
ثالثا: السعودية خاسرة ولا تملك ترف التآمر
**

حرب اليمن الحالية، هي أول حرب تقوم بها المملكة العربية السعودية في حياتها، وهذه أول مرة في التاريخ تنطلق من أراضيها آلاف الطلعات الجوية الحربية ضد أي مكان في العالم.

والسعودية، تدخل السنة السادسة لهذه الحرب وتعاني من الخسائر التالية:

١- إفراغ كل القرى الحدودية السعودية من سكانها ونزوحهم للداخل، بغرامات إنسانية واجتماعية واقتصادية وتكاليف إيواء وتعويضات بالإضافة للغرامات المعنوية في السمعة والشعبية.

٢- غرامات مالية تقدر بمئات المليارات الدولارات، وهذا فوق طاقتها مهما كان ثراءها 

٣- غرامات في السمعة الدولية.

هذه الغرامات، هائلة بأي مقياس ، غير مقبولة لأي دولة في العالم، وغير قابلة للاستمرار.

هل ستتكبد السعودية هذه الغرامات الهائلة من أجل المفاتنة بين اليمنيين، ولتستمتع بشقاءهم، ولتمارس حقدها الدفين، ولتلطش "ثرواتهم" الغير موجودة، كما يقول أصحاب نظرية المؤامرة؟

السعودية، منذ ٢٦ مارس ٢٠١٥، لا تملك ترف التآمر أو ألعاب السياسة وشغل القبائل في اليمن.

السعودية- الآن- في موقف قد تغير وتبلور إلى أن: 
"أمن المملكة واستقرارها وازدهارها هو من أمن واستقرار وازدهار اليمن".

والسعوديون نفسهم يقولون هذا من الموظف العادي إلى المَلِك نفسه.

**
رابعا: إيران لا تريد الخروج الآمن للسعودية
**

والسعودية، تبحث عن مصلحتها.

أي مخلوق أو أي كائن أو أي كيان أو أي دولة، لا يبحث إلا عن مصلحته واستمرار بقاءه، لأن هذا هو ناموس وقانون الحياة الأعلى.

السعودية، حاولت وربما مازالت تبحث عن الخروج "المعقول" من حرب اليمن.

الخروج الذي يوقف غرامتها وخسائرها ونزفها في اليمن.
الخروج الذي يجعل من اليمن بلدا آمنا مستقرا، ولا يشكل تهديدا لها.

ولكن إيران، وقفت للسعودية بالمرصاد.

لم تسمح ولا تسمح ولن تسمح إيران أبدا أن تحصل السعودية على الخروج الآمن من اليمن.

توسط الباكستانيون- سرا- بين إيران والسعودية.
ذهب وزير الخارجية البريطاني - دومينيك راب- إلى طهران، وعاد.

ذهب الأمير السعودي خالد بن سلمان إلى سلطانين من سلاطين عُمان- قابوس وهيثم- ومعه مدير المخابرات السعودي والسفير السعودي في اليمن محمد آل جابر، وعاد.

ويحاول مارتين جريفثس- الذي أصبح رمز الهزالة والسخافة لكل من بريطانيا والأمم المتحدة في اليمن- أن يجد مخرجا آمنا للسعودية من ورطتها وليس لليمن من مأساتها.

ولكن كل محاولات الباكستانيين والبريطانيين والأمير خالد وجريفثس، انتهت بالفشل وأي محاولة مبتكرة جديدة ستنتهي بالفشل.

إيران، لا تلهو ولا تلعب في اليمن.
إيران، تريد أشياء غالية من السعودية- تدخل في باب الوجود أو عدم الوجود- ولا تستطيع السعودية أن تلبي طلبات قُم أو طهران.

والحوثي، لا يلهو ولا يلعب في اليمن.
الحوثي، يرى أن هذه فرصة لن تتكرر في هذه الحياة ولا في أي حيوات أخرى ولا حتى في عالم الأحلام والخيال ولا حتى في ألعاب البلاي ستيشن.

**
خامسا: السعودية، لا تتآمر في اليمن ولكنها تفشل
**

السعودية، ليس من مصلحتها أن تتآمر في اليمن.

السعودية، تريد أن تنجح وأن تنتصر في اليمن ولكنها لا تستطيع.

طبعا، أصحاب نظرية المؤامرة مصممون على أن السعودية تتعمد الوقوع في الخسائر والهزائم لكي تمارس "حقدها الدفين" على اليمن.

أنا آسف، أنا ببساطة لا أستطيع أن أتخيل أي كائن أو كيان أو دولة، يتعمد الوقوع بالهزائم بينما باستطاعته أن ينتصر.

أي كائن أو كيان وأي دولة، تحرص على النصر في كل حال وكل زمان وكل مكان، وإذا اقتضت المصلحة لاحقا يمكن أن يبحث عن مصلحته أو حتى ينقلب على حلفاءه ولكن لا يمكن أن يقبل بالغرامة والهزيمة وسوء السمعة وربما حفر قبره بنفسه.

ما تعاني منه السعودية في اليمن، هو الفشل والعجز والارتباك.

١- جبهة ميدي
على حدها الجنوبي الغربي الساحلي المفتوح المكشوف بدون جبال، محلك سر للسنة السادسة على التوالي.

٢- جبهة الحد الجنوبي مع صعدة
مقاولة مع رداد الهاشمي السلفي في أغرب قيادة جبهة على مر التاريخ بهزائم مريرة ومحلك سر

٣- جبهات الجوف ومارب

ضرب "النفير" وصياح "النكف"، ورمي العبئ على القبائل، مع تواجد ثانوي ومتأخر ل "الجيش الوطني"

٤- جبهة تعز

وحصار سكانها وقصف أحياءها بالمدافع وتربص قناصة الحوثي بأطفالها.

وكل ذلك العقم العسكري بالرد على الحوثيين في التلال المقابلة لتعز المتحصنين وسط المدنيين من أهلنا، بينما كل الطريق من لحج إلى الراهدة إلى دمنة خدير إلى مفرق الحوبان وكل التلال والجبال المحيطة بها تحت سيطرة الحوثي، وتنتظر لمن يحررها.

هذه مناطق بلا مصانع ولا كثافات سكانية وإذا تخلص محور الشرعية والتحالف من عجزهم وفشلهم، سيتمكنوا من تحريرها.

٥- جبهة الساحل الغربي

ما هذه الجبهة فهي من عالم الخيال، يقودها طارق صالح الذي لا يعترف بالشرعية بينما تسلحها وتدعمها الإمارات (زميلة السعودية في التحالف)، وتوافق عليها السعودية التي تدعم الشرعية.
هل هناك ارتباك وتوهان أكثر من هذا؟

ما علينا، قد رضينا بغرابة الوضع في الساحل الغربي، لو كان في الأمر عملية تحرير وتحقيق انتصارات، ولكن لا توجد انتصارات ولا إنجازات بينما نتحمل الغرابات والمفاتنات والضياع والارتباك الذي يصاحب وضع طارق ومقاومته "الوطنية" والمقاومة التهامية والعمالقة "السلفية الجنوبية" و أبو العباس.

لماذا لا تتقدم كل هذه القوات وتحرر كل السهول التهامية المكشوفة حتى تصل إلى قرب الجبال وتحرم الحوثيين من الرئة التهامية ومن مزارعها وحقولها.

لا تخافوا من جريفثس فقد سبق وأن صرح بأن إتفاق ستوكهولم، يسري فقط على مدينة الحديدة والميناء ولا يشمل الجوف ومارب، ويمكن بالقياس ألا تخافوا من لِغَّاج وهَذَر جريفثس.

الساحل الغربي، عجز وفشل وارتباك وتوهان وغباء، وليس مؤامرة.

٦- طرد الرئيس هادي من عدن وإقامته في قصر الملك سعود في الرياض.

ربما قمة العجز والفشل والارتباك- لكل من المملكة والشرعية- هو أنه لا السعوديين ولا الرئيس هادي يدركون كم يتأذى اليمنيون ويشعرون بالخجل والخزي من هذا الوضع المسمى ب "كرم الضيافة" السعودي وب "سكان الفنادق" في الرياض.

حتى الجرائد والمقالات في كل صحف أمريكا وأوروبا وكل العالم- عندما تتطرق لليمن- لا بد من أن تخصص فقرة تذكر فيها ساكن القصر وسكان الفنادق.

٧- تحويل عدن إلى مدينة طاردة لليمنيين

هذا، عمى بصر وبصيرة.
هذا، ليس مجرد فشل وعجز وارتباك وتوهان.
هذا، هدية ثمينة للحوثي. 

٨- تسليح المجلس الانتقالي

بالمدرعات والصواريخ الحرارية والدرونز والصرف على مكوناته وإغراق قادته بالدراهم والدولارات وتنقلاتهم بالطائرات الخاصة ومعاملة عيدروس كرئيس دولة مثله مثل الرئيس هادي.

المجلس الانتقالي، انقلاب مكتمل الأركان على الشرعية التي تدعمونها، وأنتم تبننونه بالبزازة والحفاضات.

هذا- من عندي أنا- لا يدخل في باب المؤامرة، لأن الضرر من المجلس الانتقالي سيعود عليكم مثلما يعود على بقية اليمنيين.

وهذا من عندي أيضاً، قد زاد على مقدرتنا على تخيل أن العجز والفشل والارتباك يمكن أن يصل إلى هذا الحد.

هذا، يدخل في أبواب لا يمكن أن توصف إلا بكلمات ومفردات يمنية خالصة لا يستعملها غيرنا.

باب "الدَّبُور"، وهو الشخص الذي ينحس نفسه بنفسه وينكب نفسه بنفسه.

باب "إحباط العمل"، وهو الشخص الذي كلما قام بشيئ، تصمم الأقدار على أن تفشله.

**
سادسا: السعوديون بطيئون
**

حتى عندما يعرفون أنه قد حدث الخطأ..
وحتى عندما يعرفون أنه يجب تصحيح الخطأ..
وحتى عندما نجاريهم- على مضض- ونوافقهم على رأيهم في طريقة تصحيح الخطأ، لأننا نريد أن نخلص من الحفرة التي وقعنا فيها ولأننا لا نريد أن نزعلهم ولا نريد أن نفقدهم كحليف.
أو كما سيقول بعض "الحاذقين" لا نريد أن نفقد فلوسهم وعطاياهم.

حتى بعد أن نوافقهم على رأيهم، فإنهم بطيئون في تنفيذ ما قرروه علينا وما وافقنا عليه كطرف ضعيف على مضض.

المثل الصارخ على هذا، هو "إتفاق الرياض".

أنا، قبلت بإتفاق الرياض بحسب تفسيري على أنه:

•ينهي وضع المجلس الانتقالي كإنقلاب على الشرعية
•يعتمد الجيش الوطني كمسمى وحيد لاحتكار حمل السلاح
•يعتمد عدن عاصمة للرئيس ولحكومة الشرعية ومركز جذب كل اليمنيين 
•توحيد كل الجهود- في الشمال والجنوب- للتحرر من الحوثي
•كان مصدر غيظ للحوثي

كان السعوديون، بطيئون في تنفيذ الإتفاق، وعندما أحسوا بأن الأمر قد أصبح مخجلاً، أحضروا اليمنيين بالطائرات الخاصة وفي عز أيام التباعد الإجتماعي للوقاية من ڤيروس كورونا، وبالكمامات ناقشوا وقرروا "إتفاقية تسريع إتفاق الرياض" وحددوا له شهرا للتنفيذ، وها نحن بعد الشهر الثاني والتسريع مازال بطيئا.

**
سابعا: إلى أعزاءنا وحلفاءنا
**

هذا كل شيئ.
أمنكم، هو أمننا.
وأنتم حلفاءنا.
ويجب أن ننتصر.

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان