الاستراحة: المكان والناس
الساعة 02:49 مساءً


لا يوجد مكان جمع ابناء اليمن وتعز، وأشقاء من الدول العربية أيضا، وآخرين من دول صديقة كذلك، بحب وكرم وصدق، كما فعلت ( استراحة ) مجموعة شركات هائل سعيد أنعم في المجلية، الواقعة على سفح جبل صبر الجميل، محافظة تعز.
فالاستراحة كانت تشبه الى حد كبير ( دار الندوة ) في مكة، التي أنشأها قصي بن مرة بن كعب، الذي كثر ماله وعظم شرفه، والتي قرأنا بأنها كانت بيتا للحكماء والعقلاء الذين كانوا يجتمعون فيها لحل المشاكل التي تنشأ، من فترة الى أخرى، بين عشائر وقبائل العرب.
كانت ( الاستراحة ) بيتا لافراحنا واتراحنا، وكانت مأوى لكل الناس، غنيهم وفقيرهم، صغيرهم وكبيرهم.
وعرفناها ساحة وطنية حرة للتشاور، واصلاح ذات البين، وكان يتبارى فيها اليمنيون في طرح الرؤى و الافكار وتبادل الهموم والتطلعات.
كم يشدني الحنين الى أيام ( الاستراحة ) الخضراء.. 
والتي ازهرت في نفوسنا حبا وجمالا وطمأنينة.
وهناك حيث جلستُ الى جانب اول رئيس جمهوري لليمن..المشير عبدالله السلال، يرحمه الله، خلال مؤتمر علماء الجند عام 1994.. 
وهناك حيث رأيت الكثيرين..
وهناك حيث رأيتُ المناضل الكبير/ علي محمد سعيد أنعم، يحفظه الله ويمتعه بالصحة، ورأيتُ أبناء المرحوم/ هائل سعيد، يرحمه الله، احمد، يرحمه الله،  وعبدالجبار وأبناءهم وأبناء عمومتهم، يخدمون ضيوفهم واقفين حتى يكملوا تناول غداءهم، ومن ثم يجلسون لتناول طعامهم بعد ان يكون الضيوف قد قاموا لغسل أيديهم. 
فهل ستعود تلك الايام الخضر.. وهل ستعود تلك اللحظات الجميلة..وهل سنرى ذات نهار بديع ومشرق بوابة الاستراحة مفتوحة تستقبل الجميع كما كانت؟
 ( الاستراحة ) ذاكرة اليمن وتعز، ظلت تتابع بحب واهتمام تطورات وأحداث ومتغيرات هامة مرت بها بلادنا وليست بخافية على أحد.
وأظننا بحاجة اليوم الى معرفة التفاصيل التي مرت من ذلك المكان الجامع وكتبتها عقول وشخصيات كبيرة من مختلف المحافظات اليمنية. 
ولكم أتمنى ان ارى توثيقا حقيقيا وصادقا ممن جمعتهم ( الاستراحة )، أكاديميين و مثقفين وسياسيين وصحافيين وأدباء وكتاب، عما كان يدور فيها من نقاشات وحوارات تهدف الى جمع كلمة اليمنيين وتوحيد صفهم وتعزيز وحدتهم الوطنية.
للجميع محبتي.

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان