إسقاط الحوثي يبدأ من الحوبان
الساعة 11:26 صباحاً

ان ما يقوم به الجيش الوطني والمقاومة في تعز من دحر لعصابة الحوثي يعد مكسبا كبيرا ويكشف عن هشاشة هذه العصابة التي لم تختبر خلال الست السنوات في مواجهات حقيقية ، ومع ذلك تبقى الحوبان هي نقطة تغيير الموازين وكسر شوكة هذه العصابة، فهي مفتاح تحرير تعز ومنها ستفتح كل الأبواب المؤدية إلى السيطرة ليس على تعز فحسب، بل على كامل المنطقة أيضا بما في ذلك إب والضالع ولحج ، فالحوبان ملتقى تقاطع الطرق التي تربط تعز بإب وذمار وصنعاء وتصل شرق تعز بغربها وجنوبها بشمالها وهي بوابة الجنوب.

أهمية الحوبان ليس فقط من الناحية الاستراتيجية، بل أيضا من الناحية الاقتصادية ، إذا يقدر دخل هذه العصابة الإرهابية من مصانع بيت هائل سعيد بعشرة مليار ريال شهريا، إضافة إلى تدفقات مالية أخرى تعتمد على الابتزاز والسرقة والنهب وبيع المشتقات النفطية والغاز وإضافة مبالغ مالية على الغاز المنزلي تحت مسمى دعم جبهات القتال.

ومعركة الحوبان لا تحتاج إلى إدارة المعركة مباشرة لضمان أمن السكان وتجنب سقوط مدنيين ، لهذا يجب أن تتحرك القوات من اتجاه القصر ومن محور الراهدة والضالع للسيطرة على أهم المداخل التي تضمن حماية الطرق التي تمر عبر الحوبان ، حينها سيتحرك المواطنون للانتفاضة من الداخل وعلى نفس المنوال ستسقط إب وسيكون سقوط هذه العصابة سريعا مثلما صعدت سريعا.

لست بحاجة للقول إن معركة الحوبان ستترك آثارا بالغة على الوجود الحوثي وستؤدي إلى انهيار معنويات مقاتليه وستفتح الطريق باتجاه الحديدة وسيسهل ذلك على الشرعية ملاحقة المجموعات الإرهابية وهذا سيدفع بالحوثي إلى النزول من الشجرة والتوجه نحو التسوية السياسية ، فحسم المعركة في الحوبان سيشمل محطة كبيرة باتجاه نهاية الحرب ، لأنها ستعمل على تحول مجرى الحرب في كل اليمن ، وبالتالي ستقوض المشروع الحوثي ، وعلى أقل تقدير ستوفر لأبناء تعز ما يزيد عن عشرة مليارات ريال تدفع رواتب الجيش والموظفين وتسيير الخدمات العامة بدلا من أن تذهب إلى خزينة هذه العصابة التي تستخدمها في الحرب على اليمن واليمنيين.

فمثلما كانت سيطرة عصابة الحوثي على الحوبان عام 2014 نقطة تحول ، فإن استعادتها سيشكل نقطة تحول أيضا وستكون بداية النهاية لهذه العصابة ، لأن تحريرها سيسهم في عزل التواصل الجغرافي لها مع باقي أرياف تعز والضالع ولحج وإب ، وسيقلص مساحة سيطرتها الجغرافية والمالية.

وكما قلنا إن أهمية الحوبان تأتي من كونها مركزا للنشاط الاقتصادي في شرق تعز ، وهي لا تبعد عن القاعدة من محافظة إب أكثر من عشرين كيلو متر ، ونتيجة لذلك فإن السيطرة عليها تظل أكثر من مجرد تحرير ، فالمزايا الأهم التي تتيحها السيطرة عليها ، هي قطع خطوط الإمدادات ، ولهذا يجب محاصرتها من عدة اتجاهات ، لكي نجنب السكان ويلات الحرب وسيقوم السكان بتسليم الإرهابيين الحوثيين لأجهزة الأمن.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان