الحل في اليمن بين الضغوط الأممية والتعنت الحوثي
الساعة 09:41 مساءً

أفشلت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعوم إيرانيا، كل محاولات الحل السياسي للأزمة اليمنية وهي المساعي التي تمت برعاية الأمم المتحدة وأطراف إقليمية ودولية، حيث أشارت تطورات الأزمة اليمنية تكرار تبني الحوثيون النهج القائم على المرواغة والتسويف، فتلجأ المليشيا إلى الإدعاء بقبولها بمبادرات الحل السلمي للصراع والجلوس على طاولة المفاوضات، حرصاً للتخفيف من الظغوط الدولية عليها وإعادة تنظيم صفوفها في ظل الخسائر الميدانية التي تتعرض لها في مواجهة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.

قامت الأمم المتحدة وبدعم من أطراف إقليمية، بالعديد من المبادرات لحل الأزمة اليمنية وقفاً للمرجعيات الثلاث المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، غير أن تلك المباحثات لم يكتب لها النجاح في ظل مرواغة الحوثيين ورفضهم حل الأزمة، وهناك إتهامات للأمم المتحدة ومبعوثيها في ملف اليمن بتبني مواقف غير حاسمة فيما يتعلق بالمبادرات التي تطرحها وعدم إجبار الحوثيين على الإلتزام بالقرارات الدولية وكل هذا التساهل شجع المليشيا على التمرد والإنتهاكات. الحروب المتنقلة التي تخوضها طهران بالوكالة والتي يتخمد فيها حريق الإقتتال، حيث تشكي العراق وسوريا كما اليمن من تدخل المليشيا الإيرانية وأذرعها العسكرية التي تختطف المشهد السياسي، هادفةً إلى زعزعة أمن إستقرار المنطقة معلنةً التصعيد تارة بالحرب الكلامية وأخرى بالدعم الإيراني بالسلاح. 

تُعتبر إيران أحد أبرز اللاعبين المؤثرين في المشهد اليمني والحليف الرئيسي للحوثيين، الذي تزوده بالدعم اللوجستي،وهو ما يُشجع المليشيا على مواصلة إنتهاكتها ضد اليمنيين، فتوجه المبعوث الأممي مارتن غريفيث لطهران، لبحث مخرج للأزمة في اليمن مع مسؤولين إيرانيين، لكن طهران في واقع الأمر تساوم بالملف اليمني للظغوطات والعقوبات الأمريكية في ملفها النووي فلا مؤشرات إيجابية حقيقية تلوح في الأفق، للحل السياسي سوى مزيد من التعقيدات، الذي يلعبه نظام الملالي في قم، ضد الشعب اليمني، حيث أكدت زيارة المبعوث الأممي ما ينفيه الحوثيون منذ ست سنوات، بأنهم وكلاء إيران في اليمن وذراعها العسكري.

الحكومة الشرعية رحبت بضم الحوثيون إلى قائمة الإرهاب، ورأت انه خطوه مهمة لمحاصرة الحوثيين، وإضعافهم سياسياً وخنقهم إقتصاديا، واعتبرته نصراً سياسياً ويقوي مواقفها التفاوضي ويحفز حضورها الديبلوماسي،ويُعزز أدائها في الداخل والخارج، إلا أن الإدارة الأمريكية الغت تصنيفهم من لائحة الإرهاب،بغرض إيصال المساعدات الإنسانية للشعب اليمن حد تصريحاتها، فمثل هزة معنوية وسياسية للحكومة الشرعية،حسب تحليلات سياسين، بمعنى ستكن فرص السلام على قاعدة المكاسب على الأرض، فعزز الجيش الوطني أدائه في كل من مأرب وتعز وحجه.

بينما يرى أخرون تراجع الإدارة الأمريكية عن شطب الحوثيين من لائحة الإرهاب يندرج في سياق المناكفات السياسية  للداخل الأمريكي ويعتبرونة هدية مقدمة على طبق من ذهب للمليشيا، لكت إدارة الأزمات الدولية ذهبت حد تعبيرها "أن مبادرة إدارة بايدن لا تخص اليمن بشكل مباشر بل تأتي كجزء من مراجعة سياستها بشكل أوسع في منطقة الشرق الأوسط.

بعد أن شطبت الإدارة الأمريكية الحوثيين من قائمة الإرهاب رسميا، فتح الأبواب للحوثيين للتصعيد باستخدام المسيرات والصواريخ البالستية ضد المدنيين، ومنشأت مدنية في السعودية، تزامنا مع وصول المبعوث الأمريكي للرياض، ومن ثم بدأت المفاوضات التي ترعاها سلطنة عمان بين مسؤلين أمريكيين وميليشيا الحوثي، لبلورة رؤية شاملة للحل السياسي للأزمة اليمنية، لكن مراقبون يرون تلك المحادثات في عمان، ماهي إلا تعزيز لقدرات الحوثيين، لمعطيات لسجل ضخم في مشاوات أُجريت مع الحوثيين، ولكسب الوقت والرهان، وبما أن الملف اليمني من أصعب الملفات المعقدة في المنطقة، فهل  الديبلوماسية الأمريكيةوالمبادرات الأممية، ستستوعب التعقيدات في الملف اليمني، خصوصا أن إيران تربط الملف اليمني بالملف الإيراني.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان